أمْطَرْتُ مِنْ لَهَبِ الإِحْسَاسِ قَافِيَتِي | |
|
| فَذابَ سَعْدِي على أَنَّاتِ باكيتي |
|
وَرُحتُ أجمعُ أنفاسَ الجِرَاحِ على | |
|
| جمرٍ من البوحِ مَلْفُوْفًا بِأوردَتِي |
|
عَانَقْتُ من لَوْعَةِ الأشْعَارِ غِلظَتَها | |
|
| وَبُحْتُ بالحُزْنِ حتى أَقْفَرَتْ لُغَتِي |
|
ضَيَّعْتُ عُمْرًا بأحلامِ الشبابِ وفي | |
|
| مَجَاهِلِ الوَهْمِ قَدْ أَطْلَقْتُ أشرعتي |
|
حتى اكتوى بِلَهِيْبِ المُبْكِيَاتِ دَمِي | |
|
| وَغَالَنِي الهمُّ واستشرى بِجَانِحَتِي |
|
الشِعْرُ عندي لأنْسَامِ الصَّبَاحِ لَظىً | |
|
| يَسُوْقُهَا لِلَهِيْبِي وهي مُبْغِضَتِي |
|
بنيتُ لمَّا أقامَ الكربُ في وَجَعِي | |
|
| بيتًا من اليأسِ مَخْنوقًا بزاويتي |
|
وَرُحْتُ أرعى ذِئابَ الهَمِّ فَاجْتَرَأَتْ | |
|
| على الحقولِ وألْغَتْ رَقْصَ أُغْنِيَتِي |
|
وَذابَ شِعْرِي وأنفاسُ الهوى وأنا | |
|
| واستنكرَ الحُزنُ دمعي عندَ قافيتي |
|
أبْكِي وفي أَلَمِ الأوهامِ مَا قُرِئتْ | |
|
| مِنهُ الشُجونُ وصارتْ في الدُجى عِظَتِي |
|
لا تَقْرَؤُونِي فبعضُ الشِّعْرِ من نَزَقِي | |
|
| وَبَعْضُهُ مِزَقٌ من نَزْفِ تَجْرِبَتِي |
|
لا تَقْرَؤُونِي فَإِعْجَامُ الكلامِ غَدَا | |
|
| ثوبًا لِخفقي وَعُنْوَانًا لُأمْسِيَتِي |
|
لا تَقْرَؤُوا لُغَةَ الآلامِ إِنَّ لَهَا | |
|
| سوطًا مِن النارِ يُشْقِي نبضَ نَاصِيَتي |
|
لا تقرؤوني .. فَشِعْرِي قد أفاقَ على | |
|
| مجاهلِ الحُزْنِ واصْطَادَتْهُ أقبيتي |
|
زُوْرُوا القريضَ الذي يحلو الربيعُ بهِ | |
|
| ورافقوه ولا تَبْقَوْا بأوديتي |
|
وَحَلِّقُوا بسماءِ السَّعْدِ واتَّخِذُوا | |
|
| مِنْ فَرْحَةِ الغيثِ كونًا لا يرى صفتي |
|
أَحْيُوا ابتساماتِ أيامِ السلامِ فَقَدْ | |
|
| كانَ الصَفَا جَنَّتِي والسُحبُ مُلْهِمَتِي |
|
وعلموني من الأشعارِ أجمَلَها | |
|
| وَلَقِنوا لُغَةَ الآمالِ أُمْنِيَتِي |
|
زوروا القِفَارَ التي أَبْكَيْتُها زَمَنًا | |
|
| وصافِحُوْهَا بِزَهْرٍ فوقَ أَتْرِبَتِي |
|
وقابلوني بروضِ الصَّفْوِ إِنَّ لَنَا | |
|
| في واحةِ الحُبِّ وعدًا عند ساقيتي |
|
نحيا بفيضِ نعيمِ الطُهرِ في غَدِنا | |
|
| بوعدِ صدقٍ يَبُثُّ النورَ في ثِقتي |
|
وَنَعْبُرُ العُمْرَ شَوقًا لِلْجِنَانِ على | |
|
| حبِّ الجمالِ وقطفِ السَّعدِ من سَعَتي |
|