عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > البلدة السعيدة

سورية

مشاهدة
377

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

البلدة السعيدة

كان يا ما كان في ماضي السنينْ
بلدةٌ آوتْ إليها المُهَتدينْ
ما اْستغابوا بعضَهم في أيّ حينْ
واستعاضوا بهجاءٍ في الجَبينْ
بالتسلِّي بمزاحٍ فكَهِيٍّ
عَزَّ أن يُوغِرَ صدراً أو يُهِينْ
كلُّ مَن فيها صريحٌ مستقيمٌ
شارحٌ حِسَّهُ من عُنْفٍ ولينْ
بلدة لا تعرف الإثمَ بتاتاً
لم تَحُك في صدرها الغشَّ اللَّعينْ
كل ما تَشْعرُهُ تَذْكُرُهُ
ليس تُبقي أيَّ إحساس هجينْ
هكذا ما دَرَّسَتْهُ للبنينْ
هكذا الدربُ إلى العيش الأمينْ
كلُّ ما تحْلُم فيه ينبغي
أن تُجَلِّيه كزهر الياسمينْ
كلُّ مَنْ يِكْتمُ يَهْديه أبوهُ..
حسْبما يقضي إلهُ العالمينْ
عَالَمُ الإفصاح ضدٌّ للشُّجُونْ
منقذٌ للناس من مسِّ الجنونْ
كل ما يشعره سكانها
عوّدتْهم قولَه القولَ المبينْ
بلدة تهوى الأهاجي كدواء
يمْحقُ الأحقادَ والهمَّ الدفينْ
أدرَكُوا المزْحَ دواءً للحنايا
فتراهم بالدَّوا يستمتعونْ
لا يُحلِّي الجِدّ إلا بعضُ لَهْوٍ
مثلما البَسْمَةُ حُلْيٌ للعيونْ
بلدة قد أوجدَتْ هذا بديلاً
عن سِباقاتٍ بحربٍ وحصونْ
عَن تَسَلٍّ بسباقِ دوليٍّ
قاذفٍ أنسالَنا نحو المَنُونْ
عن هتاف في مباراة جنونٍ
بينَ لَكْمٍ وَصُداحٍ وأنينْ
كل يوم يلتقي الكتّابُ فيها
يقرؤونَ الهجوَ عفّاً لا يُهينْ
رُبَّ مزحٍ خفَّف الهمَّ الدفينْ
من حياةٍ جُلُّ ما فيها شُجونْ
جعلوا الهجوَ كغاز الفحم يَجْلو
عن حناياهم ليَبْقَى الأكسِجِينْ
عندما ينغمس الإنسان في القس
وة يأتي بعضُ مزحٍ فيَلينْ
يطرح الهمَّ ويشدو كالشحاري
ر على أغْنَى أزاهيرِ الغصونْ
بلدة قد برئتْ من أي سُقمٍ
بانفصام أو نفاقٍ أو جنونْ
كل كُرْه أو غرام أوضَحُوهُ
دون خوف بدلَ الكبت اللعينْ
بلدة يُذكر فيها كلُّ خافٍ
دون خوف من عقاب أو سجونْ
آهِ ما أسوأ أن يَكْتمَ قلبٌ
أيَّ حِسٍّ من عتابٍ أو حنينْ
آهِ ما أسوأ أن يعجزَ شخصٌ
عن مقالِ الحقِّ إن كان غبينْ
بلدة راضية عمَّن هجاها
بعد مدح هكذا الحقُّ المُبِينْ
إنه الصادقُ فيما خَطَّهُ
وفق تصوير انتقالات العيونْ
هو لا يحجب إحساسا لديهِ
دون أن يَذْكرَهُ في كلِّ حينْ
أَ وَ ما الدنيا ربيعٌ وخريفٌ؟
أ وما فيها ضجيجٌ وسكونْ؟
أَ وَ ما فيها جبالٌ وحُزونٌ
أو ما فيها بناتٌ وبنونْ؟؟
أ وَ ما الدنيا ضياءٌ وظلالٌ
وظلامٌ ونشاط وكُمُونْ؟
كل مخلوق لديه سيّئاتٌ
ومزايا ما، وإلّا لن يكونْ
إنْ وَصَفتَ الخير دون الشرّ تعني
أنتَ قد أنقصتَ وصفاً لليقينْ
كلُّ مَن يذكر خيراً ما، ويُخفي
ذِكْرَ شرٍّ هو في شرْعي خؤونْ
ربما الخيرُ مِنَ الشرِّ يُغَذَّى
هكذا ظَنّي وقد تحلو الظنونْ
إنما النبتة تنمو في سمادٍ
هي لا تنمو على الرمل العنينْ
هكذا ظنّي وفي الظنّ فنون
وكذا للهِ في الخلق شؤونْ
فانتهجْ مدحاً وذماً معَ بعض
فهو نهجٌ لجميع المؤمنينْ
ذاك حقٌّ إنما ترجو البرايا
أن يُغَطَّى الشرُّ فيها بالدُّهونْ
يبتغون المدحَ في كل مجال
لا يطيقون انتقادَ المخلصينْ
يبتغون المرء أن يبقى دواماً
ثابتاً في وضع إطراءٍ ولينْ
ليس هذا النهجُ في رأيي سليماً
لِنُمُوِّ الخير فينا واليقينْ
زرتُ ذي البلدة مشتاقاً إلى
مهرجان الشعر فيها والفنونْ
وإليكم بعض أنواع الأهاجي
عندهم لم تنحرفْ عن أيِّ دينْ
خالد مصباح مظلوم

تقدمة: الصراحةُ مطَهِّرَةُ النفوس من الآثام ورائدة التفاهم بين المخلصين لله وللعالمين ‏
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الأربعاء 2017/02/01 09:35:56 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com