عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > انفجار عاطفي

سورية

مشاهدة
401

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

انفجار عاطفي

مصادرُ الإلهام
تفجُّر نبْعِ الموهبة الشعريَّة
الجمر يُشعُّ الأنوارا
ويشعُّ فؤادي الأشعارا
***
مدادي العواطفُ في كل فعلي
ولولا العواطفُ ما كان شعري
وقولي وعند ابتكار قصيدي
يساوي ريالاً بسوق النقودِ
***
حِين أغْني الناسَ بالفِكَرِ
أنقِذُ الناس من ضَجَرِ
أُثْقِلُ الرأس بالثَّمرِ
عِوَض الزائف النَّخِرِ
***
يغوصُ إلى تاريخ عُمْري تَذَكُّري
كما اْنْحَلَّ شيئٌ في أواذيِّ أبْحُرِ
كفُلْكِ حديدٍ في البحار تصدَّأت
ومثلِ ذيول عشَّشَتْ فوق مَعْبرِ
ومنها كَمِلْحٍ ذاب قد ظل طعمُه
بدا زَبداً أو ذاب في ألف منظرِ
فمَن غاص في بحرٍ طويلاً ترسّبتْ
عليه مياه البحر من كل مِحْوَرِ
فلستُ بموضوعيِّ عَيْنٍ لِما مَضَى
ولكنها أضواء قلبي ومحجري
ولستُ بِراءٍ ما يحقق مطمحي
بإسعادهم في سرد تاريخ مَفْخري
أحاول وُسْعي رغم ضعف مواهبي
ورغم شحوبي في مجال التذكُّر..
فما دام في وُسْعي كتابةُ قصة
أسلّي بها نفسي، فغيري بها حَرِي
ولو كان عندي ذاكراتٌ قويّة
لأوضحْتُ للإنسان إيضاحَ مِجهرِ
لذلك ها إني أحاول ربما
أشاهد شيئاً ما، مفيداً لمعشري
أحاولُ أن أُلقي ضياءَ التذكُّرِ
على بَدء تكوين القصيد المُزَوَّرِ
فكم كنت أرجو لو أكون نظمْتُه
فقد هزّ شِعرٌ ما فؤادي وجوهري
لقد كان مذياعٌ يذيع قصيدة
أحاطت بوجداني كمنظر جؤذُرِ
نَسَخْتُ من المذياع بعض سطورها
على قدْر وُسْعي واتّقاد تذكري
وكانت كأحلى منهل لجوارحي
من الشعر في عمري الرهيف المُنَضَّرِ
ذهبتُ إلى الأستاذ قلت له: أنا
نظمت قصيداً من صميم تصوُّري
فساءلني: هل أنت حقاً نظمتَهُ
أجبتُ بلى، أدلى بإعجابه الثَّرِي
وقال أ تُلقيه على سمع صحْبنا؟
وَقُمْتُ أغنّي في ابتهاجٍ مُسَيطِرِ
ومن بعدها أصبحتُ أطمع مرة
أكون بحقٍّ شاعراً غيرَ مُفْتَرِ
ومرتْ شهورٌ لست أعرف عدَّها
وشاهدتُ سِفْراً قد أثار تفكّري
عليه ورودٌ، بينها الشخص باسماً
وزاد ابتسامُ الورْدِ حُسْنُ المفكِّرِ
قرأتُ سطوراً في الكتاب ولم أُطِقْ
أتِمُّ فدمعي فاض فيضة أنهُرِ
إذاً كان خزّانٌ مِنَ الحب في دمي
ولم أدْرِ إلا اليومَ بعد التفجُّرِ
فما كان شعرٌ قبل ذاك يهزني
كما هزني نثرٌ لهذا المؤثِّرِ
فهل أسُّ هذا أنَّ نُضْجِيَ لم يكن
تكاملَ نوعاً ما كأيِّ مُسَيَّرِ
أمِ الفن عند الشخص هذا عجائبٌ
سبت كل فكري وانغراسي وبيدري؟
أؤكدُ رأيي ذا الأخيرَ فإنه
إلى اليوم لم أشهد كمثلِهِ عبقري
فجُبْرانُ مجدُ النثر والشعر والرُّؤَى
ونثره شعرٌ فاق أيَّ تصوُّرِ
***
وجاء نهارٌ ثالثٌ شئتُ أختلي
لأقرأَ ذاك السِّفْرَ أسقي تضوُّري
بحثتُ كثيراً عنه دون إفادة
فأين مضَى سِفْري وحيدي مُحَيِّري؟
تأسفتُ جداً، جاء وقت ملائمٌ
سألت شقيقي عنه قال خذِ الجَرِي
إلى بيتِ نوحٍ جارِنا سيُعِيرهُ
إليك وحالاً طرتُ أجرأ مِنْ جَرِيء
فقال: أجل هاك الكتابَ أعيرُه
إليك أيا غالي لبضعة أشهرِ
أخذتُ الكتاب الحلوَ شئت أضمُّه
وأودعْتُه تحت الفراش المعَطَّرِ
وخطَّطْتُ ليلاً أن أُطالع بعضَه
بدأتُ سطوراً ثم ضجَّ تأثُّري
بكيتُ كثيراً لست أعرف مُنْتَهىً
لهذا البكاء العاطِفيِّ المفجَّر
أمّدُّ إليه كل يوم أنامِلي
وما كنت أقرا غيرَ بضعة أسطرِ
أعاني انفجاراً عاطفياً مسيطراً
يضجُّ وشعري يلتقي بتَعَثُّري
عَزَوْت وقوفي في ربيع طفولتي
بمتجرِ عطرٍ أستعيدُ تذكري
لصابونِ عطر كنت أغسل وجنتي
به عند محبوبي زهيرِ الغَضَنْفرِ
أعُدُّ بكائي ذاك إرهاصَ مَوْلدٍ
لموهبتي قبل ابتداء تنوُّري
فُيوضُ دموعي تلك بَدءُ قصائدي
ولكنْ بدمع لا بشعر مُعَبِّرِ
تذكّرتُ أشياءً تؤكد كلُّها
مدى شاعرياتي وجَودةِ جوهري
بكيتُ كثيراً، كان دمعي قلائداً
وأسماطَ أشعارٍ لِجِيْدِ التطوُّرِ
طفوتُ على دمعي لدى كل حالة
وأصبحتُ أغنَى الناس شعراً كأنهُرِ
وأحلم يوماً أن أكون مناهلاً
كغيري من الكتّاب رائدَ معشرِ
ولم أُنْهِ ذاك السِّفْرَ إلا وقد جرت
أمامي بحارٌ من دموع التأثُّرِ
وَعُدْتُ إلى نوح أعيد أمانة
وأطلب أخرى يا له من أخ ثري
لقد كتب الله الكريم معونتي
بِنُوحٍ لجبرانٍ لتعبيد مَعْبري
وأصبحت أشرِي نثره وقصيدَهِ
ومارست معنى المال في كسب بيدرِ
فما أي قرش كان يعطيه والِدي
سوى كرصيد منه للشعر أشْتري
فقد صرتُ أغنى العالمين بثروتي
ثلاثةَ أسفار شَريتُ لعبقري
وصادقتُ جبراناً بكل حروفه
وأصبحتُ ولهاناً بهذا المفكِّر
***
وفي ذات يوم كنت أقرا قصيدة
لجبرانَ هزّتني وفاض تأثري
نصبتُ على سطح البناية خيمة
أشيم دريكيشاً بقلبي ومحجري
وإذ بي كثيرُ العشقِ لِلوزْنِ نفْسِهِ
أعدتُ قراءات القصيد المُجَوهرِ
وإذ بي أصُوغ الشعر تقليدَ وزْنِهِ
وأسلوبِهِ حتى استقام ليَ الجَرِي
نظمتُ سطورا سبعة وفق وزنه
وطِرْتُ لأختي قائلا: أختيَ انْظري
لقد أصلحتْ لي كل وزنٍ مُكَسّرٍ
ونحوٍ وصرفٍ باندهاشٍ مُسَيطرِ
وقد حلَّفَتْني: أنت حقاً نظمْتَه؟
فأقسمتُ واهتمَّتْ بدفع تطوّري
***
مضت بعضُ أيام وجئتُ شقيقتي
بشعر جديد عاطفيٍّ مُنوَّرِ
وقد شجّعتْني وهي تحسب أنني أن
تحلْتُهُ لي لكنها لم تُعَبِّرِ
وقد صارحَتْني يوم قمنا بنزهة
تقول: شقيقي هل سمعت بمنذر
فتى كان يهوى الشعر يحفظ بعضَهِ
وفي ذات يوم كان يمشي ببيدرِ
تَلَا بعضَ شعر كان يحفظه لدى
طفولتهِ إذْ كان بعدُ كجؤْذُرِ
لقد خال ما يتلوه من وحي نفسهِ
وأقسمَ أنَّ الشعر من نظمهِ الثَّري
دماغٌ لديه باطنيٌّ مُخَزِّنٌ
قصيداً سلاه قبل رَجْعَى التذكّرِ
فلمّا ادّعاه لم يكن بمكذّب
صحا وعيُه بعد النعاس المحَيِّرِ
فَطَمْأَنتُها أني نظمت قصيدتي
بوعْيٍ تمامٍ صادقٍ لست أفتري
وألفت ديواناً صغيراً بخيمتي
وتابعتُ سيري دون أي تعثّرِ
وعشتُ ولم أقرأ طوال معيشتي
إلى اليوم إلّا نحو خمسينَ دفترِ
أنا ما تعودتُ القراءة في الصِّبا
ولم يجتذبني أي قولٍ معَبِّرِ
فقد كان جبرانٌ وحيدي بثروتي
من الفكر أستاذي مؤسسَ مِنْبري
قرأتُ سطوراً من كتابة غيره
فأعرضتُ عن باقي قراءة أسطرِ
وقد كان قرآني الكريمُ مناهلي
لأبدع أفكاري بأقوى تبحُّرِ
فإن كان جبرانٌ يعدُّ بداية
لفكري، فقرآني أساسُ تَطوُّري
خالد مصباح مظلوم

أول كتاب أدبي قرأته كان كتاب دمعة وابتسامة لجبران خليل جبران وفجَّر موهبتي
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الجمعة 2017/02/03 09:49:13 صباحاً
التعديل: السبت 2018/12/22 03:31:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com