عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > بِطالةُ الموتى

اليمن

مشاهدة
793

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بِطالةُ الموتى

أَطفَأتِ فانُوسَ قلبي يا دُمُوعُ قِفِي
أَقوَى مِن المَوتِ حَيٌّ مِنهُ لَم يَخَفِ
لا وَقتَ عِندِي لِأَنسَى ما نَسِيتُ ولا
ذِكرَى لِأَحيا عليها مَيَّتَ الشَّغَفِ
وَاسَيتُ شِعري بشِعري واعتَصَمتُ بهِ
يا هَمزَةَ الكافِ وَاسَيْ هَمزَةَ الأَلِفِ
عَصرُ العِصَاباتِ عَصرٌ لا ضَمِيرَ لهُ
مَن ذا يُناجي ضَمِيرًا ماتَ بالتَّرَفِ!
لاقَيتُ لَمَّا رَمَانِي بالقصيدَةِ ما
يَلقَى بَريءٌ لِذَنبٍ غَيرِ مُقتَرَفِ
ضَاقَت بيَ الأَرضُ حتى لا فَضَاءَ بها
يَكفِي لِتَحرِيكِ رَأسِي فيهِ أَو كَتِفِي
***
لِي ساعةٌ في جدارِ الرُّوحِ عاطِلةٌ
أَيقَظتُ فيها حَنِينَ الوَالِهِ الدَّنِفِ
واشتَقتُ لِلوَصلِ مِمَّن قَلبُها حَجَرٌ
كَم يُوجِعُ القَلبَ حُبٌّ كانَ مِن طَرَفِ
حتى إِذا أَنكَرَتنِي قُلتُ مُبتَسِمًا
ما أَضْيَعَ العِطرَ يا قارورة الجِيَفِ
لَن تَستَطِيعِي بحُسنِ الحَظِّ ثانيةً
أَن تَدخُلِي المَجدَ مِن بَوَّابةِ الصُّدَفِ
***
قالت لِيَ الرِّيحُ لَمَّا عُدتُ مُنفردًا
يا حافِيَ القَلبِ قَبِّلْ رُكنَهُ وطُفِ
لا تَسأَلِ الناسَ شَيئًا أَنتَ صاحِبُهُ
مَن يَطلُبِ الرَّملَ دُرًّا عادَ بالصَّدَفِ
النّاسُ صِنفانِ.. ما مِن ثالثٍ لَهُما
هذا شَريفٌ وهذا سِيءَ بالشَّرَفِ
واسْتَفتِ قَلبَكَ تَغنَمْ صِدقَ فِطرَتِهِ
ما خابَ مَن رَامَ رَأيًا غَيرَ مُنحَرِفِ
سِفْرُ البدَاياتِ يَأسٌ.. خَلفَهُ أَمَلٌ
لا يُولَدُ البَدرُ بَدرًا قَبلَ مُنتَصَفِ
ما أَصدَقَ الرِّيحَ.. سِفرِي لَم يَزَل سَفَرًا
واليَأسُ قَبلِي وبَعدِي مُخلِصٌ ووَفِي
لَم أَدْرِ مِن فَرْطِ حُزنِي حِين حاصَرَنِي
أَنَّ الذي ضَاعَ مِني لَم يَكن هَدَفِي!
مَوتَى كَثيرُونَ حَولِي.. لا قُبُورَ لَهُم
ولا بيوتَ.. ومَوتَى بَعدُ في النُّطَفِ
مَوتَى يُغَنُّونَ.. مَوتَى يَصرخُونَ.. ومَو
تَى في صِرَاعٍ دِفاعًا عَن دَمِ السَّلَفِ!
مَوتَى حَيَارَى مُنَاهُمْ أَن يُقالَ لَهُم
إِنَّ البِلادَ احتِمالٌ خارجَ الصُّحُفِ
مَوتَى يَزُورُونَ مَوتَى.. كُلَّما انصَرَفوا
عادُوا إِليهِم بمَوتٍ غَيرِ مُنصَرِفِ
مَوتَى حُفاةً عُراةً يَرجعُونَ إِلى
أَطفالِهِم كُلَّ لَيلٍ دُونما لَهَفِ
مَوتَى يَبيعُونَ جُوعًا في الرَّصيفِ على
مَوتَى يَبيعُونَ جُوعًا غَيرَ مُختَلِفِ!
مَوتَى إِلى الحَربِ.. فَرُّوا مِن مَدَارِسِهِم
يَبغُونَ مَوتًا جَديدًا كامِلَ التَّلَفِ
مَوتَى مِن الحَربِ.. باتُوا لا مَعَاشَ لَهُم
إِلَّا الأَسَى واختِناقُ الوَعدِ بالأَسَفِ
مَوتَى على الحَربِ.. باعُوا دِينَهُم وأَتَوا
كَي يَحكُمُوا النّاسَ باسمِ اللهِ والنَّكَفِ
***
مَن يُسْمِعُ الحَربَ!.. مَوتَى عاطِلُونَ هُنا
في كُلِّ وَجهٍ قَتِيلٌ ظاهِرٌ وخَفِي
مَوتَى بكُلِّ اختِصاصٍ يَعمَلُونَ وفي
كُلِّ اتّجاهٍ وفيما يُحسِنُونَ.. وفي..
يا جَولَةَ القَاعِ ماتَ المَيّتُونَ.. وما
عادَت مِن الفَقرِ تُنجي كَثرَةُ الحِرَفِ
في أَرضِهِم كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ.. فَمَتى
سَيُمكِنُ العَيشُ فيها والوُعُودُ تَفِي!
يا لَيتَنِي مُتُّ عَنهُم كَي أَبُوحَ لَهُم
بالفَرقُ بينَ القُبُورِ الخُرسِ والغُرَفِ
ما ماتَ مَن نَالَ قَبرًا آمِنًا وغَفَا
ما ماتَ إِلَّا شَقِيٌّ عاشَ في شَطَفِ
يحيى الحمادي
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الأربعاء 2017/02/15 05:19:46 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2021/07/13 11:29:56 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com