عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > حياتي الفنية وما يغذيها

سورية

مشاهدة
317

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حياتي الفنية وما يغذيها

حياتيَ أرويها لكل مُشَوَّقٍ
إليها ولو أدَّتْ لتكوينِ صَرصَرِ
ولمَّا بدأتُ الشعر كان مُكَسَّراً
بوَزْنٍ ومعنىً واعوجاجٍ مُكَرَّرِ
وكان امتناعي عن عذابِ قراءةٍ
كنقطة عارٍ في طريق تحضُّري
وأكثر ما غذَّى ازدهارَ مواهبي
جمالُ البراري بعد أشعارِ عبقري*
وكانت بحيراتٌ تُغَطِّي قريحتي
كمثل أديمِ النهر جعَّده الجَرِي
وكوَّنَ قرآنُ الإله سياستي
ووجَّه أشعاري لمنْحَى التّطَوُّرِ
وسُنّة مولانا النبيِّ محمدٍ
وما زلتُ أمضي في الطريق المُطَهَّرِ
وأثَّرَ قرأني الكريمُ بمهجتي
فوجُّهتُ نحو الحق كلَّ تصبُّري
وأكثر شيئٍ أجَّجَ الشعرَ في دمي
غرامي بأشياء تزيد تدبُّري
تُغذّي حياتي العاطفيةَ زوجتي
وأشياءُ شتَّى كالغناء المُعبِّرِ
يُغذِّي حياتي كلُّ عطف مُفَجَّر
إليَّ من القلب الطَّهور المُنَوَّرِ
يُغذّي حياتي ضوءُ شمس ولقمةٌ
وصفوُ هواء أو سباحة أبحُرِ
تُغذّي حياتي الشاعريةَ رحلةٌ
إلى قرية الأجنادِ حيث تأثُّري
هنالك حبي نائمٌ طيَّ قبرِهِ
بفاطمة الغيداءَ في كل بيدرِ
هنالك وجهٌ مثلُ غابة سُكَّرٍ
كسرب حمامٍ وانتفاضة جُؤْذُرِ
هنالك شيئٌ غاب مُذْ كان كاملا
كبدرٍ ولكن لم يعدْ نحو مظهرِ
هنالك غاباتٌ من الشَّعر تلتظي
لعاشقتي الحمراء في خير مظْهرِ
هنالك عظمٌ مثلُ عاجٍ ومرمرٍ
يظل مسجَّىً ليس نحويَ ينبري
هنالك نظراتي تُطِلُّ بحسْرة
على فقد وجه بالوسامة مُزْهِرِ
نعم، مات محبوبي ولكنَّ خافقي
له نبضاتٌ دائماتُ التفجُّرِ
نعم، هو ولَّى تاركا بعضَ شَعرِه
وألوانِه ذاتِ البهاء المُنضَّرِ
أعوم عليه في محيطات أبْحُر
من السحب تسري نحو كوكب مشتري
كأنَّ حياتي أبحُرٌ دون ساحل
كأنَّ حياتي أدمعٌ دون محْجَرِ
فلم يبق عندي غير شَعر حبيبتي
مصادرَ تِبْر الكونِ شِيبَ بجوهرِ
فهل هو من روحِ البقاء المعطّرِ
وهل هو أقوى من رياح التغيُّرِ؟
هل الشَعرُ أشعارٌ يدوم خلودُها
على الجفن أم هذا نتيجةُ مُسْكِرِ؟
أرى الفجرَ طاقاتِ اشتياقي لحُبِّها
كأن دموعَ البحر أدمعُ مِحْجري
وما الشمس في الآفاق إلا كجفنها
وقد نعستْ تحت الفضاء المُدَوّرِ
وما العشب والأشجار إلا تحية
إلى القلب من حيزومها المتكوِّرِ
وما انفتحتْ عينُ الوجود بفجْرها
بأوسعَ من عَيْنَيْ حدودِ تصوّري
جميعُ طيور الكون رمزٌ لجوقة
ورسماتِ سولفاجٍ لوجهٍ مُعبِّرِ
حياتي حَبِيباتٌ ثَوَيْنَ بأضرُحٍ
حقيقيّةٍ، أو أضرحٍ من تكبُّرِ
وها أنا أحيا من جديد وزوجتي
بأحلى حياة هيّأت لتطوُّري
أحاول أن أنسى هلاكَ حبيبتي
وأدفعَ ضدَّ الأمس كلَّ تصبُّري
فحمداً لربي ثم حمداً كأنني
ألَقِّبُ نفسي حامداً للمُسَيْطِرِ
خالد مصباح مظلوم

‏*أشعار العبقري جبران رحمه الله.‏
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الخميس 2017/02/16 09:22:48 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com