جُيوشُ الهوى والحُزْنِ تَقتادُ أَدْمُعي | |
|
| وشَوقي وتَذْكاري وآيات مَرْبَعي |
|
وما لِي وما لِلبَانِ، قد بانَ عَهْدُهُ | |
|
| ووَلَّى هَوى الغِزْلانِ مِن بين أَضْلُعِي |
|
إلى قاعةِ الزَّهراءِ لَبَّيْتُ مُحْرِمًا | |
|
| ووَلّادَتي بَيْتُ القَصيدِ المُرَّصَعِ |
|
وقُرْطُبَةُ بَيتُ ابنِ زَيدونَ وِجْهَتي | |
|
| وبُستانُها والدَّهْرُ ما بينَ أَذْرُعي |
|
كساها وحَيَّاها الحَيا مِن ثِيابِهِ | |
|
| وأَغْدَقَها بِالرِّيِّ مِنْ كُلِّ مَشْرَعِ |
|
إليْها، ولي فيها مَعانٍ عَشِقْتُها | |
|
| كعِشْقِي لِمَنْ كانتْ عُيوني ومَسْمَعي |
|
لِتِلكَ الَّتي تَسبي الفُؤادَ بِطَرْفِها | |
|
| وفي وَجْنَتَيْها مُهْجَةُ القَلبِ تَرْتَعي |
|
أُواري وأُخْفِي اِسْمَها عندَ ذِكْرِها | |
|
| كما تَخْتَفي أشواقُها خَلْفَ أَدْمُعي |
|
ولِلصَّبْرِ أَثوابٌ تَشِفُّ إذا بكى | |
|
| مُحِبٌّ، وحاشا صادقُ الحُبِّ يَدَّعِي |
|
وكلٌّ له ولَّادةٌ غيرَ أنّني | |
|
| أُداري الهَوى الغَلّابَ جَهْلًا ولا أَعِي |
|
سَلامٌ على حُبٍّ تَقَضَّى وما انْقَضَتْ | |
|
| عذاباتُه كأسًا مِنَ الجَمرِ مُتْرَعِ |
|
تَجَرَّعْتُ مِن غَدْرِ الحَبيبِ وظُلْمِهِ | |
|
| مآسي الهوى يا بِئْسَهُ مِن تَجَرُّعِ |
|
ورَوَّعَني حتّى فَنيتُ مرارةً | |
|
| ولِلحبِّ أحكامُ الزَّمانِ المُرَوِّعِ |
|
تقولُ: وقد مالَتْ عَلَيَّ تَدَلُّلًا | |
|
| أما زِلْتَ مَفْتونًا بِعِطْري ومِخْدَعِي |
|
ولانَتْ وقدْ أَرْخَتْ دُموعَ نَدامَةٍ | |
|
| وفي خَدِّها بَعضُ اصفرارِ التَّفَزُّعِ |
|
وفي وَجْنَتَيْها مِن دُموعٍ كَذُوبةٍ | |
|
| عَلاماتُ كُحْلٍ للبراءةِ تَدَّعي |
|
أَتَحْلِفُ بِاللهِ الّذي أنتَ عَبْدُهُ | |
|
| بأنَّكَ لم تَغْدِرْ، ولم تَتَمَتَّعِ؟! |
|
وأنتَ سَليلُ المَجْدِ مِن آلِ حِمْيَرٍ | |
|
| وذي يَزنٍ والقَيلِ سيفٍ وتُبَّعِ |
|
فقلتُ لها لا أكذبُ اللهَ إنّني | |
|
| فَطَمْتُ فُؤادي عَنْ هَوَى كُلِّ مُوجِعِ |
|
وهذا ابنُ زيدون المُعَنَّى يقولُ لِي | |
|
| فوَلّادَةٌ تَهْوَى حَياةَ التَّسَكُّعِ |
|
تُبادلُ أَلْفًا بِالغرامِ وبالهوى | |
|
| ولِلْبَغْيِ أَلْفا عاشِقٍ عِنْد مَضْجَعِي؟ |
|
لقد كَنْتُ جَوَّابَ الزَّمانِ، وها أنا | |
|
| أرى الدَّهْرَ أمسى قَدْرَ مِتْرٍ مُرَبَّعِ |
|
متى نلتقي بعد الفراقِ؟ تَساءَلَتْ | |
|
| ومَنْ ذا يُعِيدُ الحُبَّ مِن بَعْدِ ما نُعِي؟ |
|
أُقَلِّبُ أَحشاءَ الهواجِسِ عَلَّني | |
|
| أراها بَرَاءً في ثيابِ التَّضَرُّعِ |
|
ولكنّها يا وَيْحَ قَلْبٍ أَحَبَّها | |
|
| يَطِيبُ لها قَهري، وحُزني، ومَصْرَعي |
|
تُريدينَ أن أَصْفُو لِحُبِّكُ مُخْلِصًا | |
|
| وعن حُبِّ غَيري أنتِ لم تَتَوَرَّعِي |
|
كِلانا يَرى ثَوبَ الوِصالِ مُمَزَّقًا | |
|
| بِكَفِّكِ خَرْقًا واسعًا لم يُرَقَّعِ |
|
أُوَدِّعُ ما اسْتَبْقَيْتُ ما عاد شاغِلي | |
|
| غَرامُكِ، وَلَّى مِن خيالي فوَدِّعي |
|
أُكابِدُ أَسرارَ اللَّظَى في جَوانحي | |
|
| فليتكِ يومًا لا عَلَيَّ ولا معي |
|
فَطَلَّقْتُ غَدْرَ الحُبِّ والعَهْدُ باطلٌ | |
|
| قُبورُ ضَحايا الحُبِّ في كلِّ مَوْضِعِ |
|