عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > وكنتُ أعي التوائي في الصعودِ

سورية

مشاهدة
381

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وكنتُ أعي التوائي في الصعودِ

وكنتُ أعي التوائي في الصُّعودِ
وسَوْقَ مسيرتي نحو الخلودِ
وبَعدَ تقيُّدِي عشرينَ عاماً
تعوَّدْتُ الحياةَ على القُيودِ
تعودتُ التكيُّفَ ضدَّ حجمي
وظهري قد تقوَّس من قعودي
حذائي عقّرَ الرِّجلين.. هذا
لضيق الحَجْم والصُّنْعِ البليدِ
ولو بثَّ الأنامُ إليَّ ضَوْءاً
من التحرير لم آلفْ جُمودي
نعمْ هُمْ عطّلوا حاسوبَ عقلي
لكونهمو أساتذةَ الجُمودِ
وهل أستاذتي إلا نتاجاً
لأستاذٍ فأستاذٍ عتيدِ؟
فلا تقفوا بوجه سلوك فَنٍّ
فليس الفنُّ كالطفل الوليدِ
ولا تتقيَّدوا أبداً بقيدٍ
سوى القرآن والرأي السَّديدِ
وأمَّا في النَشيد وكلِّ فنٍّ
فجددْ وَفقَ حاجات النّشيدِ
وإن ترفضْ رؤاي فلن تلاقي
سواها في فنونك مِن مفيدِ
ولست بعاشق التجديد إلا
بمقدار احتياجي للجديدِ
ولستُ موسّعاً حاجات نفسي
لأشياءٍ تَحِزُّ بأي جِيدِ
دفنتُ الابتكارَ بفجرِ عُمْري
وأوسطِهِ إلى عُمُق اللُّحُودِ
يضاف لهذه الأشياء أني
أمينٌ لست أخرج عن حدودي
كتبتُ رواية وحذفت ذيلاً
من التخييل في سرد البنودِ
ولو أني كتبتُ ذرى خيالي
لأغْنيتُ الحداثة بالخلودِ
تركتُ الواقعَ المِصْداق يبقَى
بتأليف الرواية والقصيدِ
لأبقى صادقاً في كل عمري
ولو حتى بتأليف الجَديدِ
فعيبُ الصدق كان أشَدَّ قيد
يكبِّلني عن الشعر المجيدِ
وعهد الصدق كان أشدَّ قيدٍ
يحاصر كل فني بالسُّدودِ
ولم أترك بعزِّ صِبايَ فنِّي
يَكُونُ مجنّحاً فوق النُّجودِ
وصفتُ الحادثات بلا خيال
يجَمِّلُ روعة الحََدثِ الفريدِ
حَرَمْتُ الفن من فني لكوني
سجنتُ الروح في السِّجْنِ المَشيدِ
دفنتُ كيان روحي في اللُّحودِ
بطوعي قد وضعت أنا قيودي
ومعتقَدي عليَّ جنَى كثيراً
حرمتُ الفن من وعيي السَّديدِ
وكان علَيَّ أن أدري بأنَّ التّ
خَيُّلَ أسُّ تطويرِ الوجودِ
أجل إني اعتنقتُ بمحض طوعي
مبادئَ قتلِ إبداعِ القصيدِ
وحين بدأتُ أعرف سيئاتي
فقدتُ زمان تخييلي الحَميدِ
فقدتُ تصوُّري جرّاء أني
قديماً لم أُنَمِّهِ كالورودِ
ومَن لم ينمُ في عهد الصبا، لن
تراه نامياً بعد القعودِ
ولو حاولتُ إصلاحاً لعظمي ال
مُقَوَّسِ سوف يبقى نصفَ عُودِ
تُشابه حالتي حال المَعَرّي
بحال الالتزام بلا مُفيدِ
فقدْ ألزمْتُ نفسي شرَّ نهجٍ
بشعري ضدّ أنواع الصُّعودِ
حَرَمْتُ أنا خيالي من ركوضٍ
كقفز الخيل ما بعد الحدودِ
لقد جمّدْتُ آدابي كغيري
بآلات التزمُّتِ والرُّكودِ
ومهما كان سُخْطي ضدَّ نهجي
أُكِنُّ له احتراماً كالجُدودِ
ومهما كنتُ أكفرُ بالقيودِ
لها فضلٌ على كلِّ العبيدِ
فكم قيدٍ به أمْنٌ جميلٌ
كعيش المرء في البيت السعيدِ
وما كل القيود بها أذاة
فبعض القيد ذو نفعٍ وطيدِ
أ ليس البيت فيه خيرُ أمن
لنشرِ شذا الثقافة والسعودِ؟
فلولا الروحُ تُحْصَن ضمن جسمٍ
لما يبقَى وجودٌ في الوجودِ
عجيبٌ لم أكن أخشى المعاني
أصوّر ما أشاء بلا قيودِ
ولكنَّ المخافة من عَروضٍ
ومن نَحْوٍ بعقلي كاد يُوْدي
ألا يا أيها الأطفال خُطُّوا
كما شئتم بلا خوف القيودِ
وعيشوا وفق مبدإ: شاوِرُوهُ
ولكنْ خالفوهُ بلا حدودِ
فرأيي أيها الأبطال فيما
ترونه من مغامرة الصُّعودِ
لأنَّ الأمسَ خادمُكم فكونوا
لحاضركم وآتٍ كالجُنودِ
جنود تفتحون كُوَى المعاني
وخير الفتح بالشِّعر الجديدِ..
خالد مصباح مظلوم
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الاثنين 2017/02/20 09:25:21 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com