يا مَعْشَرَ الزُّعَماءِ إنّي شاعِرٌ | |
|
| والشِّعْرُ حُرٌّ ما عَلَيهِ عِتابُ |
|
إنِّي أنا صَدَّامُ أُطْلِقُ لِحْيَتِي | |
|
| حِينًا ووَجْهُ البَدْرِ لَيسَ يُعابُ |
|
فَعَلامَ تَأخُذُني العُلُوجُ بِلِحْيَتي؟ | |
|
| أَتُخِيفُها الأَضراسُ والأنيابُ؟ |
|
وأنا المَهِيبُ ولَوْ أَكُونُ مُقَيَّدًا | |
|
| فاللَّيْثُ مِنْ خَلْفِ الشِّبَاكِ يُهابُ |
|
|
هَلَّا ذَكَرْتُمْ كيفَ كُنْتُ مُعَظَّمًا | |
|
| والنَّهْرُ تَحتَ فَخامَتي يَنْسابُ؟ |
|
عِشْرُونَ طائرةً تُرافِقُ مَوْكِبي | |
|
| والطَّيْرُ يُحْشَرُ حَوْلَها أَسرابُ |
|
والقادَةُ العُظَماءُ حَولي كُلُّكُمْ | |
|
| تَتَزَلَّفُونَ وبَعْضُكُمْ حُجَّابُ |
|
عَمانُ تَشْهَدُ والرّباطُ فراجِعُوا | |
|
| قِمَمَ التَّحَدِّي ما لَهُنَّ جَوابُ |
|
سَيُجِيبُ طَبْعُ الزُّورِ تَحتَ جُلُودِكُمْ | |
|
| صَدَّامُ في جَبَرُوتِهِ العَرَّابُ |
|
كُنْتُ الّذي تَقِفُونَ خَلْفَ حِذائِهِ | |
|
| تَتَقارَبُ العاناتُ والأَشنابُ |
|
في الواحةِ الخَضراءِ حَوْلَ قُصُورِهِ | |
|
| يَتَزاحَمُ الزُّعَماءُ والأَحزابُ |
|
ولِنَيْلِ مَرْضاتي وكَسْبِ صَداقتي | |
|
| يَتَسابقُ الوُزَراءُ والنُّوَّابُ |
|
ماذا صَنَعْتُمْ يا رِفاقُ؟ وما عسى | |
|
| أن تَصنعوا؟ وَزْنُ العَميلِ ذُبابُ |
|
حَتْمًا، وأَكْثَرُكُمْ على إخوانِهِ | |
|
| مُتَآمِرٌ ومُخادِعٌ كَذَّابُ |
|
أَوَ لَم تَكُونوا ظالِمِينَ شُعُوبَكُمْ | |
|
| مِثْلي؟! وكُلُّ حشودكم أذنابُ |
|
فإذا انْتَهَبْتُ مِنَ العِراقِ وشَعْبِهِ | |
|
| ثَرَواتِهِ، فَجَمِيعُكُمْ نَهَّابُ |
|
وإذا فَسَقْتُ بِسَبِّكُمْ وعِدائِكُمْ | |
|
| فالكُلُّ مِنْكُمْ فاسِقٌ سَبَّابُ |
|
أَفَتَكْتُمُونَ على الشُّعُوبِ سُجُودَكُمْ؟ | |
|
| والغَرْبُ رَبٌّ دُونَهُ الأَربابُ |
|
القَتْلُ والتَّعْذِيبُ شَرْعٌ مُحْكَمٌ | |
|
| وتَخَصَّصَتْ في فنِّهِ الأَعْرابُ |
|
يا مَعْشَرَ الزُّعَماءِ كلُّ حَديثِكُمُ | |
|
| والمُنْجَزاتُ تآمُرٌ وخطابُ |
|
أمّا البَيانُ هُو البَيانُ وإنّما | |
|
| تُسْتَبْدَلُ الأقلامُ والكُتَّابُ |
|
لا تَجْزَعوا مِنْ أيِّ لَفْظٍ واضِحٍ | |
|
| فاللَّفْظُ لَغْوٌ ما عليهِ عِقابُ |
|
تَدْري وكالاتُ الغُزاةِ بِأنَّكُمْ | |
|
| لِوُجودِها الأَزلامُ والأنصابُ |
|
وتَرَى بِأنَّ العُرْبَ شَعْبٌ واحِدٌ | |
|
| لا فَرْقَ إلّا الثَّوبُ والجِلبابُ |
|
والمُسْلِمُ العَرَبِيُّ شَخْصٌ مُجْرِمٌ | |
|
| أفكارُهُ الإجرامُ والإرهابُ |
|
أنا والعِراقُ نَكونُ بَنْدًا واحدًا | |
|
| فعَلامَ تُغْلَقُ دُونِيَ الأبوابُ؟ |
|
وأنا العِراقِيُّ الّذي في سِجْنِهِ | |
|
| بعد الزَّعيمِ مذلّةٌ وعَذابُ |
|
ثَوبي الذي طَرَّزْتُهُ لِوَداعِكُمْ | |
|
| نُسِجَتْ على مِنْوالِهِ الأثوابُ |
|
إنّي شَرِبْتُ الكأسَ سُمًّا ناقِعًا | |
|
| لِتُدارَ عِندَ شِفاهِكُمْ أَكوابُ |
|
أنتمْ أَسارى عاجِلًا أو آجِلًا | |
|
| مِثْلِي، وقد تَتَشابَهُ الأَسبابُ |
|
والفاتحونَ الحُمْرُ بينَ جُيوشِهِمْ | |
|
| لِقُصُورِكُمْ يَومَ الدُّخولِ كِلابُ |
|
تُوبُوا إلى إلى شارون قبلَ رَحِيلِكُمْ | |
|
| واسْتَغْفِرُوهُ فإنَّه تَوَّابُ |
|
عَفْوًا إذا غَدَتِ العُرُوبةُ نَعْجَةً | |
|
| وحُماةُ أَهْلِيها الكِرامِ ذِئابُ |
|