إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يُحاكِمُ أَشْعارَكَ الأَغبياءُ |
يُحاكِمُ أفكارَكَ الأشْقِياء |
يُحاكِمُ جَوْعَى العُقُول |
هُطُولَ السَّحابِ |
وزَهْوَ الفُصول |
يُحاكِمُ تِشْرينُ في جَدْبِهِ |
عصافيرَ تَشدو |
تُغَرِّدُ تُنْشِدُ |
تَعْزِفُ لَحْنَ الحُقول |
فأينَ العُقولُ؟ |
وأين الضُّحَى في زَمانِ الأُفُول؟ |
لأنّكَ تَعْشَقُ ما لا يُطاقُ |
وتَرْكَبُ هُوجَ الرِّياح |
العَواتي |
اللَّواتي |
أَبَتْ تَنْحَني لِلهُراءِ أو تَزُول |
فما لِلمَناراتِ؟ |
ما لِلذُّرا؟ |
وما لِلنُّجُومِ |
إذا ما هَجاها السَّرَابْ؟ |
وعَرَّافَةُ الحَيِّ إنْ بَشَّرَتْ |
بِشُمُوخِ الذُّبابْ |
وإنْ جَرَّدَتْ نَفْسَها |
مِن جَميعِ الثِّيابْ |
وأَلْقَتْ بُصاقًا على صَدْرِها |
وتَحْسَبُها شَوَّهَتْ |
لَوَّثَتْ |
في السَّماءِ القِبابْ |
فحاشا وحاشا لها أنْ تَدوم |
لأنَّ الضُّحَى |
ولأنَّ الضِّياء |
يُبَدِّدُ كلَّ ظلامِ الغُيوم |
ويَهْتِكُ ما تَنْسِجُ العَنْكَبُوت |
ويُشْعِلُ أَضْواءَهُ في البُيوت |
وقد يُشْرِقُ الحُبُّ كالعافيةْ |
وكالرّوحِ في لحظة صافيةْ |
*** |
يُحاكِمُ أَشعارَكَ الأَعْجَمون |
بِفَلْسَفةِ الرُّومِ الأَرطبون |
لأنَّكَ لا تَعْشَقُ المُوبِقات |
لأنَّكَ تَعْشَقُ فَجْرَ الجَمال |
وتَأْبى لِجَبْهَتِكَ الانْحِناء |
على دَنساتِ الرِّمالْ |
لأنّكَ حادي النَّدَى |
والمَدى والهُدى |
والنِّسا والرِّجال |
وتَرْسُمُ في لَوْحةِ المَجْدِ لِلمَجْدِ |
أرقى مِثالْ |
وها أنتَ.. مَنْ أنتَ يا شاعرًا |
كَمِرْوَدِ جَفْنٍ |
وتَغريدِ لَحْنٍ |
وصَيحةِ رَعْدٍ |
تَهُزُّ الجِبال |
تُصَلِّي وتَشْمَخُ مثلَ الجِبال |
على كلِّ حال |
*** |
وللشِّعرِ أبعادُهُ المُتْقَنَةْ |
بِرَغْمِ جِراحاتِه البَيِّنَةْ |
وآياتِهِ المُحْكَماتِ الّتي |
أراها بسيف الغبا مُثْخَنَةْ |