كاتِبٌ مُحسِنُ البَيانِ صَناعُه | |
|
| اِستَخَفَّ العُقولَ حيناً يَراعُه |
|
اِبنُ مِصرٍ وَإِنَّما كُلُّ أَرضٍ | |
|
| تَنطِقُ الضادَ مَهدُهُ وَرِباعُه |
|
إِنَّما الشَرقُ مَنزِلٌ لَم يُفَرِّق | |
|
| أَهَلَهُ إِن تَفَرَّقَت أَصقاعُه |
|
وَطَنٌ واحِدٌ عَلى الشَمسِ وَالفُص | |
|
| حى وَفي الدَمعِ وَالجِراحِ اِجتِماعُه |
|
عَلَمٌ في البَيانِ وَاِبنُ لِواءٍ | |
|
| أَخَذَ الشَرقَ حِقبَةً إِبداعُه |
|
حَسبُهُ السِحرُ مِن تُراثِ أَبيهِ | |
|
| إِن تَوَلَّت قُصورُهُ وَضِياعُه |
|
إِنَّما السِحرُ وَالبَلاغَةُ وَالحِك | |
|
| مَةُ بَيتٌ كِلاهُما مِصراعُه |
|
في يَدِ النَشءِ مِن بَيانِ المُوَيلِحي | |
|
| مَثَلٌ يَنفَعُ الشَبابَ اِتِّباعُه |
|
صُوَرٌ مِن حَقيقَةٍ وَخَيالٍ | |
|
| هِيَ إِحسانُ فِكرِهِ وَاِبتِداعُه |
|
رُبَّ سَجعٍ كَمُرقِصِ الشِعرِ لَمّا | |
|
| يَختَلِف لَحنُهُ وَلا إيقاعُه |
|
أَو كَسَجعِ الحَمامِ لَو فَصَّلَتهُ | |
|
| وَتَأَنَّت بِهِ وَدَقَّ اِختِراعُه |
|
هُوَ فيهِ بَديعُ كُلِّ زَمانٍ | |
|
| ما بَديعُ الزَمانِ ما أَسجاعُه |
|
عَجِبَ الناسُ مِن طِباعِ المُوَيلِحِي | |
|
| يِ وَفي الأُسدِ خُلقُهُ وَطِباعُه |
|
فيهِ كِبرُ اللُيوثِ حَتّى عَلى الجو | |
|
| عِ وَفيها إِباؤُهُ وَاِمتِناعُه |
|
تَعِبَ المَوتُ في صَبورٍ عَلى النَز | |
|
| عِ قَليلٍ إِلى الحَياةِ نِزاعُه |
|
صارَعَ العَيشَ حِقبَةً لَيتَ شِعري | |
|
| ساعَةَ المَوتِ كَيفَ كانَ صِراعُه |
|
قَهَرَ المَوتَ وَالحَياةَ وَقَد تَح | |
|
| كُمُ في رائِضِ السِباعِ سِباعُه |
|
مُهجَةٌ حُرَّةٌ وَخُلقٌ أَبِيٌّ | |
|
| عَيَّ عَنهُ الزَمانُ وَاِرتَدَّ باعُه |
|
في الثَمانينَ يا مُحَمَّدُ عِلمٌ | |
|
| لِعَليمٍ وَإِن تَناهى اِطِّلاعُه |
|
لِم تَقاعَدَت دونَها وَتَوانى | |
|
| سائِقُ الفُلكِ وَاِضمَحَلَّ شِراعُه |
|
رُبَّ شَيبٍ بَنَت صُروحَ المَعالي | |
|
| سَنَتاهُ وَشادَتِ المَجدَ ساعُه |
|
فيهِ مِن هِمَّةِ الشَبابِ وَلَكِن | |
|
| لَيسَ فيهِ جِماحُهُ وَاِندِفاعُه |
|
سَيِّدُ المُنشِئينَ حَثَّ المَطايا | |
|
| وَمَضى في غُبارِهِ أَتباعُه |
|
حَطَّهُم بِالإِمامِ لِلمَوتِ رَكبٌ | |
|
| يَتَلاقى بِطاؤُهُ وَسِراعُه |
|
قَنَّعوا بِالتُرابِ وَجهاً كَريماً | |
|
| كانَ مِن رُفعَةِ الحَياءِ قِناعُه |
|
كَسَنا الفَجرِ في ظِلالِ الغَوادي | |
|
| كَرَمٌ صَفحَتاهُ هَديٌ شُعاعُه |
|
يا وَحيداً كَأَمسِ في كِسرِ بَيتٍ | |
|
| ضَيِّقٍ بِالنَزيلِ رَحبٍ ذِراعُه |
|
كُلُّ بَيتٍ تَحِلُّهُ يَستَوي عِن | |
|
| دَكَ في الزُهدِ ضيقُهُ وَاِتِّساعُه |
|
نَم مَلِيّاً فَلَستَ أَوَّلَ لَيثٍ | |
|
| بِفَلاةِ الإِمامِ طالَ اِضطِجاعُه |
|
حَولَكَ الصالِحونَ طابوا وَطابَت | |
|
| أَكَماتُ الإِمامِ مِنهُم وَقاعُه |
|
قَلَّدوا الشَرقَ مِن جَمالٍ وَخَيرٍ | |
|
| ما يَؤودُ المُفَنِّدينَ اِنتِزاعُه |
|
أُسِّسَت نَهضَةُ البِناءِ بِقَومٍ | |
|
| وَبِقَومٍ سَما وَطالَ اِرتِفاعُه |
|
كُلُّ حَيٍّ وَإِن تَراخَت مَنايا | |
|
| هُ قَضاءٌ عَنِ الحَياةِ اِنقِطاعُه |
|
وَالَّذي تَحرِصُ النُفوسُ عَلَيهِ | |
|
| عالَمٌ باطِلٌ قَليلٌ مَتاعُه |
|