وُلِد الهُدى في يومِ أحمد والتُّقى | |
|
| فاستقبلَ الزمنُ الحياةَ وعانَقا |
|
اشتاقَ للمختارِ يمحو جُرحَه | |
|
| وكم استعَدَّ فزانهُ يومُ اللِقا |
|
ومن الملائكِ في السماءِ بشائرٌ | |
|
| والجِنُّ لم تعرف لسِرٍّ مُرتقى |
|
والنّارُ قد خمدتْ كأنَّ لهيبَها | |
|
| بالنّورِ أصبحَ مُشرقًا لا مُحرِقا |
|
أصنامُ مكَّةَ أُنذِرتْ بزوالِها | |
|
| فالشِّركُ يوشكُ أن يُولِّيَ زاهِقا |
|
والبيتُ مُشتاقٌ لدينِ حَنيفةٍ | |
|
| ليعودَ للحُجّاجِ حُلوًا رائِقا |
|
ويَتيهُ عامُ الفيلِ يشهَدُ مَولدًا | |
|
| وتَظَلُّ مَكَّةُ في انتظارِكَ مُشرِقا |
|
طوبى لِمكَّةَ أنْ يُعيدَ وليدُها | |
|
| مَجدًا لكلِّ العالمينَ مُحَقَّقا |
|
يا بِشرَ آمنةٍ رَأت من نفسِها | |
|
| نورًا يطوفُ مُغَرِّبًا ومُشَرِّقا |
|
فقُصورُ بُصرى تَستعِدُّ بلَهفَةٍ | |
|
| ونخيلُ يثربَ للحبيبِ تَشَوَّقا |
|
حَمَلتْهُ يُسرًا لم تَجدْهُ مَشَقَّةً | |
|
| وَضَعتْهُ خَيرًا في الطُّفولةِ فائِقا |
|
والجَدُّ سَمّى ذا الوليدَ مُحَمَّدًا | |
|
| لِيَظلَّ محمودَ الخلائقِ والتُّقى |
|
ورآهُ يحبو في صدارَةِ مَجلِسٍ | |
|
| فيقولُ: شِبلٌ للمعالي قد رَقى |
|
اسألْ حليمةَ إذ رأتْهُ مُباركًا | |
|
| يجري السَّحابُ بِظِلِّهِ مُتَدفِّقا |
|
وكذاكَ شَبَّ على العَفافِ مُبَرَّأً | |
|
| من كل ما يُغوي شَبابًا أَخْرَقا |
|
فهو الأمينُ إذا يَزينُ فِعالهُ | |
|
| وهو الصَّدوقُ إذا يَزينُ المَنْطِقا |
|
ما جِئتُ أمدَحُ يا رسولُ ببابكمْ | |
|
| بل جِئتُ حوضَكُمُ وأكرمَ مَن سَقى |
|
عَلَّ العطاءَ يكونُ مِنكَ شَفاعَةً | |
|
| مَحمودةً والحَوضُ نِعمَ المُلْتقى |
|
يا خيرَ رُسلِ اللهِ بل خيرَ الورى | |
|
| الجِذعُ حَنَّ لكم فكانَ العاشِقا |
|
واليومَ أُمَّتنا تَحِنُّ لشرعكم | |
|
| لتعودَ خَيلا في الحَضارةِ سابِقا |
|
في الغارِ كُنتَ مهاجرًا نحوَ العُلا | |
|
| وبنصرِ ربِّك كُنتَ دومًا واثِقا |
|
وأخذْتَ أسبابَ النَجاحِ مُجاهِدًا | |
|
| ويظلُّ قَلبُكَ بالسَّماءِ مُعَلَّقا |
|
وإلى المدينةِ قد رَحَلْتَ فَهَلَّلتْ | |
|
| وَرَأتْكَ بَدْرًا في سَماها أَشرَقا |
|
لم يَبقَ أوسٌ إذ أتيتَ وخَزرجٌ | |
|
| وفتحتَ قلبًا كانَ صلدًا مُغلَقا |
|
لَمّا رأى الرُّهبانُ شَخصكَ أيقنوا | |
|
| والدَّمعُ فاضَ مِنَ العُيونِ مُرَقرِقا |
|
يا طيبَ طَيبَةَ بالرَّسولِ تَزيَّنتْ | |
|
| فَغَدَتْ عَروسَ حَضارَةٍ لَن تُسبقا |
|
وهَديْتَ كُلَّ العالَمينَ لِربِّهم | |
|
| يا رحمةً للخَلقِ تُرضي الخالِقا |
|
نَزَلَ الكِتابُ عليكَ يُعجزُ لَفظُهُ | |
|
| فغَدوتَ قُرآنًا تَسيرُ مُطَبِّقا |
|
وغَدوتَ جامِعةً تُخَرِّجُ أُمَّةً | |
|
| فاعجبْ لِأُمِّيٍ يُعلِّمُ حاذِقا |
|
ربّاكَ رَبُّ العالمينَ بلُطفِهِ | |
|
| أوحى إليك اقرأ فقُمتَ مُصَدِّقا |
|
يا من بنيتَ من الرجالِ كواكبًا | |
|
| الشَّمسُ تَغبِطُهمْ مكانًا سامِقا |
|
فازوا بِصحبةِ أحمدٍ فتألّقوا | |
|
| كُلٌ بأخلاقِ الحَبيبِ تَخَلَّقا |
|
رَبَيّتَ صِدّيقًا فمِن أفضالِهِ | |
|
| أعطى بِكُلِّ مُلِمَّةٍ وقد اتَّقى |
|
وَصنَعْتَ فاروقًا عَدولًا مُنصفًا | |
|
| بينَ العدالةِ والضَّلالِ مُفَرِّقا |
|
عَلَّمتَ عُثمانَ السَّخاءَ بمالِهِ | |
|
| فتَعلَّمَ الإحسانَ بَرّاً مُنفِقا |
|
وإذا عَلِيٌّ في فراشِكَ ضَيغمٌ | |
|
| وهو الغُلامُ وشَرُّهم قَدْ أَحدَقا |
|
وَسَلَلْتَ سيفَ اللهِ صلتًا حَدُّهُ | |
|
| فيجابِهُ الأعداءَ يهزمُ فَيْلَقا |
|
عَلَّمْتَ أُمَّتَنا العطاءَ فأصبحتْ | |
|
| خيرَ الأنامِ تَوَسُّطًا وَتَفَوُّقا |
|
فإذا أرادتْ أنْ تعودَ لِمَجدِها | |
|
| لَزِمَتْ سبيلكَ في النَّجاحِ مُوَفَّقا |
|
أنفَقْتَ في اللهِ الغنائِمَ زاهِدًا | |
|
| وزَخارِفُ الدنيا رَأتْكَ مُطَلِّقا |
|
تَتَفَطَّرُ القَدمانِ منكَ بليلةٍ | |
|
| والذنبُ مَغفورٌ لقلبٍ أشْفَقا |
|
شاركْتَ صَحْبكَ في المشاهدِ بانيًا | |
|
| ورأوكَ تَسبقُهمْ وتَحْفُرُ خَنْدَقا |
|
وبكلِّ معركةٍ غَدوتَ إمامَهم | |
|
| ومُخطِّطًا ومُنفِّذًا ومُسابقا |
|
وإذا أَمرْتَ فأنتَ أفضلُ قدوةٍ | |
|
| وإذا نهيتَ فلسْتَ تقربُ مُطْلَقا |
|
وإذا بَنيتَ ففي المدينةِ مَسجدٌ | |
|
| باقٍ على طولِ الزَّمانِ تَألَّقا |
|
هو مَعهدٌ للعلمِ ظَلَّ عطاؤهُ | |
|
| وأمانُ قَلبٍ حينَ يسجدُ خافِقا |
|
أَصْلحتَ دُنْيا بالكتابِ وسُنَّةٍ | |
|
| وطَلبتَ فردوسًا بخيرٍ تُرتقى |
|
ياقدوةً للعالمينَ وقائدًا | |
|
| جَمَعَ الشُّعوبَ مُّوَحِّدًا مُتَفَوِّقا |
|
صَلّى عليكَ اللهُ ما رُفِعَتْ يَدٌ | |
|
| للهِ تدعو في خُشوعٍ رازِقا |
|