عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > هواجس النجوم

اليمن

مشاهدة
415

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هواجس النجوم

سَمَاءٌ سِوَى هذي دُخَانًا سَتُسْحِبُ
وأَرضٌ سِوَى هذي غُبارًا سَتَشرَبُ
ورِيحٌ بلا حادٍ سَتُلقِي ثِيَابَها
قَريبًا ومَجنونٌ عليها سَيَركَبُ
وتَجتَاحُ نارٌ ما بيوتًا طَويلةً
فَتَهوِي كما يَهوِي القَتِيلُ المُخَضَّبُ
ويَنسَى فَمُ الصَّحراءِ أَسماءَهُ التي
بها كانَ يَستَقوِي زَمانًا ويَسلبُ
ويَبكِي على مَن كانَ يَبكِيهِ خائِفٌ
ويَشقَى مِن الإِرهابِ مَن كانَ يُرهِبُ
ويَشتاقُ لِلأَعداءِ خُذلانُ أُمَّةٍ
بَنُوها عَن الأَعداءِ نابُوا فَحَبَّبُوا
وِعَاءٌ هُوَ الظُّلمُ الذي يَملَؤُونَهُ
ولكنَّهُ جَمرًا عَليهِم سَيُسكَبُ
***
بِذَا بَاحَ لِي نَجمٌ بكَفَّيهِ شَمعَةٌ
وأَصغَى كَمَن يَأبَى حَدِيثًا ويَرغَبُ
وقَد قالَ: إِن النَّاسَ بالقَتلِ أَسرَفُوا
ولا بُدَّ مِن مَوتَينِ فالمَوتُ مُتعَبُ
غَدًا يَبدَأُ التاريخُ إِرجاعَ نَفسِهِ
إِلى حَيثُ لا يَأتي ولا النَّاسُ تَذهَبُ
***
أَصِيخُوا بَنِي قَومِي إِلى الصَّوتِ مَرَّةً
فَمِن خَلفِكُم عَيشٌ إِلى المَوتِ أَقرَبُ
ولا تَحسَبُوا أَني بما قُلتُ وَاهِمٌ
ولا أَنني بالحَربِ والمَوتِ مُعجَبُ
صَغَت مُهجَتِي لِلنَّجمِ حتى سَمِعتُهُ
وما زالَ يَحكِي لِي وما زِلتُ أَكتُبُ
لَكُم ما لَكُم مِمَّا تَظُنُّونَ بي ولِي
يَقِينٌ بأَنَّ الشِّعرَ وَحيٌ مُكَذَّبُ
***
أَلَا إِنَّهُ عَصرُ المَجانِينِ فاحمِلُوا
لِأَبوَابكُم سُوْدَ المَغَالِيقِ وارقُبُوا
ولا تَسأَلُوا الغارَاتِ مِن أَينَ أَقبَلَت
ولا تَفتَحُوا الأَفوَاهَ والمَوتُ مُغضَبُ
ولا تَركُضُوا إِلَّا نِيامًا فإِنها
رِيَاحٌ وحَادِيها غُبَارٌ مُخَصَّبُ
رُؤُوسُ الشَّياطِينِ التي شَاخَ مَكرُها
تَنَادَت وبَينَ الرّأسِ والرَّأسِ كَوكَبُ
***
ضَعِ الأَرضَ يا قلبي على الأَرضِ لَحظةً
وقُل لي إِذا ضاقت إلى أين نَهرُبُ؟!
إلى بيتِنا العُلْويِّ كالجنِّ؟ أم إلى
بيوتٍ بُطونُ النملِ مِنهنَّ أرحَبُ؟!
ضَعِ الأرضَ واحمِلني قليلًا لَعَلّني
أرى وَجهَ مَن يُدمِي ضلوعي ويَخطُبُ
أَفِي صفحةٍ في الفَيس أنهَيتَ رحلتي
وقد كُنتُ في سَقفِ السماواتِ أثقب؟!
أَهذا هو الوَعدُ الذي كان بَيننا
وأقصى أَمانِيَّ التي كُنتُ أَطلبُ؟!
خَفِ اللهَ يا قلبي ولو بابتسامةٍ
ورَاجع معي ما كنتَ بالأمسِ تحسبُ
فهذي بلادي اليومَ ثَكلَى، وحَولَها
صِغارٌ بأعقابِ الصواريخِ تَلعَبُ
صِغارٌ تُرى أمعاؤهُم في عيونِهم
وخَلفَ اصفِرارِ الجوعِ رُوحٌ سَتَغربُ
إذا ما نجا منهم من المَوتِ نازحٌ
تَلَقّاهُ بالجُوعِ البَقاءُ المُؤنِّبُ
وشَيئًا فشيئًا راحَ يَعتادُ مَوتَهُ
ولكنهُ مَوتٌ مِن العَيشِ أصعَبُ
ضَعِ الأرضَ يا قلبي قليلًا… أَو ارمِها
فقد ماتتِ الأطفالُ، والأمُّ، والأبُ
وقِف بي على بيتٍ من الشِّعرِ شاردٍ
إلى أن يَصيحَ الشّعبُ: أين المُرَتَّبُ…
***
مَسَاءُ الهَوَى يا قَلبُ هَل لاحَ بارِقٌ
وهَل ثَارَ مَن جَاعُوا على مَن تَسَبَّبُوا؟!
ثَلاثُونَ مليُونًا على الجُوعِ أَصبَحُوا
وأَمسَوا وما قالوا هَرِمْنا وأَرعَبُوا
أَلَم يَستَطيعُوا بَعدُ إِدرَاكَ أَنَّهُم
يَمُوتُونَ؟! ما هذا الهَبَاءُ المُعَلَّبُ!
دُخَانُ الحَصَى في القِدْرِ يَلتَفَّ شاحِبًا
ومَا مِن أَبي حَفصٍ على البابِ يُعشِبُ
رَحَى الحَربِ لَم تَترُك سِوَى الجَمرِ بارِدًا
فَيَا مَجلِسَ الحُمَّى مَتى سَوفَ تُعرِبُ؟!
أَرَى الشِّعرَ لا يَكفِي لِإِقناعِ مُشرِفٍ
بأَنَّ الذي في القِدْرِ شَعبٌ يُعَذَّبُ
وأَنَّ الضِّباعَ اليَومَ تُلقِي دُرُوسَها
وتَمضِي وأُستاذَ التَّلامِيذِ مُضرِبُ
وأَنَّ الذي قُلنا سَيَنجُو بعَقلِهِ
مِن الحَربِ أَبكَاهُ الطَّوَى والتَّغَرُّبُ
***
مَسَاءُ السَّنَا يا لَيلُ هَل صِرتَ عاطِلًا
عَن الحُبِّ أَم أَنَّ المُحِبّينَ أَجدَبُوا؟!
لَقَد كُنتَ ما أَبقَيتُ مِن كُلِّ صاحِبٍ
لَئِن صِرتَ خَصمِي اليَومَ مَن سَوفَ أَصحَبُ!
إِلى أَن يُفِيقَ النَّاسُ قُل لِي حِكايةً
ورَدِّد معي: يا صَبرُ مِن أَينَ تُجلَبُ!
***
على البَالِ صَوتٌ ما غَريبٌ حَدِيثُهُ
ومِن حَولِهِ صَمتٌ مِن الصَّوتِ أَغرَبُ
على البَالِ شَيءٌ طارَ كالنَّومِ عالِيًا
سَيَهوِي كَما يَهوِي الشِّهابُ المُذَنَّبُ
على البَالِ مِفتَاحَانِ في كَفِّ نازِحٍ
إِلى قَتلِهِ صَنعاءُ تَعدُو ويَثرِبُ
على البَالِ تَبدُو لِي خِيَامٌ كَثيرةٌ
وخَيلٌ على قَبرِ امرِئِ القَيسِ تَندُبُ
وجَيشٌ مِن الأَغرابِ زُرقٌ عُيُونُهُ
كَمَا لَو بأَرحَامِ المُحِيطاتِ أُنجِبُوا
وشَعبٌ بَسُوسِيُّ العَذاباتِ أَجهَزَت
لى ما تَبَقَّى مِنهُ بَكرٌ وتَغلِبُ
ولَيلٌ كَأَنَّ الفَجرَ سِرٌّ بصَدرِهِ
مَصُونٌ كَحُلمِ الطِّفلِ يَبدُو ويَعزُبُ
***
على البَالِ ما يَكفِي لِتَكذِيبِ ما يُرَى
على الأَرضِ فَالمَغلُوبُ مَن سَوفَ يَغلِبُ
يحيى الحمادي
من ديوان: اليمن السعير 2019
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2017/04/12 03:36:46 مساءً
التعديل: الاثنين 2021/07/19 01:33:09 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com