سَمَاءٌ سِوَى هذي دُخَانًا سَتُسْحِبُ | |
|
| وأَرضٌ سِوَى هذي غُبارًا سَتَشرَبُ |
|
ورِيحٌ بلا حادٍ سَتُلقِي ثِيَابَها | |
|
| قَريبًا ومَجنونٌ عليها سَيَركَبُ |
|
وتَجتَاحُ نارٌ ما بيوتًا طَويلةً | |
|
| فَتَهوِي كما يَهوِي القَتِيلُ المُخَضَّبُ |
|
ويَنسَى فَمُ الصَّحراءِ أَسماءَهُ التي | |
|
| بها كانَ يَستَقوِي زَمانًا ويَسلبُ |
|
ويَبكِي على مَن كانَ يَبكِيهِ خائِفٌ | |
|
| ويَشقَى مِن الإِرهابِ مَن كانَ يُرهِبُ |
|
ويَشتاقُ لِلأَعداءِ خُذلانُ أُمَّةٍ | |
|
| بَنُوها عَن الأَعداءِ نابُوا فَحَبَّبُوا |
|
وِعَاءٌ هُوَ الظُّلمُ الذي يَملَؤُونَهُ | |
|
| ولكنَّهُ جَمرًا عَليهِم سَيُسكَبُ |
|
|
بِذَا بَاحَ لِي نَجمٌ بكَفَّيهِ شَمعَةٌ | |
|
| وأَصغَى كَمَن يَأبَى حَدِيثًا ويَرغَبُ |
|
وقَد قالَ: إِن النَّاسَ بالقَتلِ أَسرَفُوا | |
|
| ولا بُدَّ مِن مَوتَينِ فالمَوتُ مُتعَبُ |
|
غَدًا يَبدَأُ التاريخُ إِرجاعَ نَفسِهِ | |
|
| إِلى حَيثُ لا يَأتي ولا النَّاسُ تَذهَبُ |
|
|
أَصِيخُوا بَنِي قَومِي إِلى الصَّوتِ مَرَّةً | |
|
| فَمِن خَلفِكُم عَيشٌ إِلى المَوتِ أَقرَبُ |
|
ولا تَحسَبُوا أَني بما قُلتُ وَاهِمٌ | |
|
| ولا أَنني بالحَربِ والمَوتِ مُعجَبُ |
|
صَغَت مُهجَتِي لِلنَّجمِ حتى سَمِعتُهُ | |
|
| وما زالَ يَحكِي لِي وما زِلتُ أَكتُبُ |
|
لَكُم ما لَكُم مِمَّا تَظُنُّونَ بي ولِي | |
|
| يَقِينٌ بأَنَّ الشِّعرَ وَحيٌ مُكَذَّبُ |
|
|
أَلَا إِنَّهُ عَصرُ المَجانِينِ فاحمِلُوا | |
|
| لِأَبوَابكُم سُوْدَ المَغَالِيقِ وارقُبُوا |
|
ولا تَسأَلُوا الغارَاتِ مِن أَينَ أَقبَلَت | |
|
| ولا تَفتَحُوا الأَفوَاهَ والمَوتُ مُغضَبُ |
|
ولا تَركُضُوا إِلَّا نِيامًا فإِنها | |
|
| رِيَاحٌ وحَادِيها غُبَارٌ مُخَصَّبُ |
|
رُؤُوسُ الشَّياطِينِ التي شَاخَ مَكرُها | |
|
| تَنَادَت وبَينَ الرّأسِ والرَّأسِ كَوكَبُ |
|
|
ضَعِ الأَرضَ يا قلبي على الأَرضِ لَحظةً | |
|
| وقُل لي إِذا ضاقت إلى أين نَهرُبُ؟! |
|
إلى بيتِنا العُلْويِّ كالجنِّ؟ أم إلى | |
|
| بيوتٍ بُطونُ النملِ مِنهنَّ أرحَبُ؟! |
|
ضَعِ الأرضَ واحمِلني قليلًا لَعَلّني | |
|
| أرى وَجهَ مَن يُدمِي ضلوعي ويَخطُبُ |
|
أَفِي صفحةٍ في الفَيس أنهَيتَ رحلتي | |
|
| وقد كُنتُ في سَقفِ السماواتِ أثقب؟! |
|
أَهذا هو الوَعدُ الذي كان بَيننا | |
|
| وأقصى أَمانِيَّ التي كُنتُ أَطلبُ؟! |
|
خَفِ اللهَ يا قلبي ولو بابتسامةٍ | |
|
| ورَاجع معي ما كنتَ بالأمسِ تحسبُ |
|
فهذي بلادي اليومَ ثَكلَى، وحَولَها | |
|
| صِغارٌ بأعقابِ الصواريخِ تَلعَبُ |
|
صِغارٌ تُرى أمعاؤهُم في عيونِهم | |
|
| وخَلفَ اصفِرارِ الجوعِ رُوحٌ سَتَغربُ |
|
إذا ما نجا منهم من المَوتِ نازحٌ | |
|
| تَلَقّاهُ بالجُوعِ البَقاءُ المُؤنِّبُ |
|
وشَيئًا فشيئًا راحَ يَعتادُ مَوتَهُ | |
|
| ولكنهُ مَوتٌ مِن العَيشِ أصعَبُ |
|
ضَعِ الأرضَ يا قلبي قليلًا… أَو ارمِها | |
|
| فقد ماتتِ الأطفالُ، والأمُّ، والأبُ |
|
وقِف بي على بيتٍ من الشِّعرِ شاردٍ | |
|
| إلى أن يَصيحَ الشّعبُ: أين المُرَتَّبُ… |
|
|
مَسَاءُ الهَوَى يا قَلبُ هَل لاحَ بارِقٌ | |
|
| وهَل ثَارَ مَن جَاعُوا على مَن تَسَبَّبُوا؟! |
|
ثَلاثُونَ مليُونًا على الجُوعِ أَصبَحُوا | |
|
| وأَمسَوا وما قالوا هَرِمْنا وأَرعَبُوا |
|
أَلَم يَستَطيعُوا بَعدُ إِدرَاكَ أَنَّهُم | |
|
| يَمُوتُونَ؟! ما هذا الهَبَاءُ المُعَلَّبُ! |
|
دُخَانُ الحَصَى في القِدْرِ يَلتَفَّ شاحِبًا | |
|
| ومَا مِن أَبي حَفصٍ على البابِ يُعشِبُ |
|
رَحَى الحَربِ لَم تَترُك سِوَى الجَمرِ بارِدًا | |
|
| فَيَا مَجلِسَ الحُمَّى مَتى سَوفَ تُعرِبُ؟! |
|
أَرَى الشِّعرَ لا يَكفِي لِإِقناعِ مُشرِفٍ | |
|
| بأَنَّ الذي في القِدْرِ شَعبٌ يُعَذَّبُ |
|
وأَنَّ الضِّباعَ اليَومَ تُلقِي دُرُوسَها | |
|
| وتَمضِي وأُستاذَ التَّلامِيذِ مُضرِبُ |
|
وأَنَّ الذي قُلنا سَيَنجُو بعَقلِهِ | |
|
| مِن الحَربِ أَبكَاهُ الطَّوَى والتَّغَرُّبُ |
|
|
مَسَاءُ السَّنَا يا لَيلُ هَل صِرتَ عاطِلًا | |
|
| عَن الحُبِّ أَم أَنَّ المُحِبّينَ أَجدَبُوا؟! |
|
لَقَد كُنتَ ما أَبقَيتُ مِن كُلِّ صاحِبٍ | |
|
| لَئِن صِرتَ خَصمِي اليَومَ مَن سَوفَ أَصحَبُ! |
|
إِلى أَن يُفِيقَ النَّاسُ قُل لِي حِكايةً | |
|
| ورَدِّد معي: يا صَبرُ مِن أَينَ تُجلَبُ! |
|
|
على البَالِ صَوتٌ ما غَريبٌ حَدِيثُهُ | |
|
| ومِن حَولِهِ صَمتٌ مِن الصَّوتِ أَغرَبُ |
|
على البَالِ شَيءٌ طارَ كالنَّومِ عالِيًا | |
|
| سَيَهوِي كَما يَهوِي الشِّهابُ المُذَنَّبُ |
|
على البَالِ مِفتَاحَانِ في كَفِّ نازِحٍ | |
|
| إِلى قَتلِهِ صَنعاءُ تَعدُو ويَثرِبُ |
|
على البَالِ تَبدُو لِي خِيَامٌ كَثيرةٌ | |
|
| وخَيلٌ على قَبرِ امرِئِ القَيسِ تَندُبُ |
|
وجَيشٌ مِن الأَغرابِ زُرقٌ عُيُونُهُ | |
|
| كَمَا لَو بأَرحَامِ المُحِيطاتِ أُنجِبُوا |
|
وشَعبٌ بَسُوسِيُّ العَذاباتِ أَجهَزَت | |
|
| لى ما تَبَقَّى مِنهُ بَكرٌ وتَغلِبُ |
|
ولَيلٌ كَأَنَّ الفَجرَ سِرٌّ بصَدرِهِ | |
|
| مَصُونٌ كَحُلمِ الطِّفلِ يَبدُو ويَعزُبُ |
|
|
على البَالِ ما يَكفِي لِتَكذِيبِ ما يُرَى | |
|
| على الأَرضِ فَالمَغلُوبُ مَن سَوفَ يَغلِبُ |
|