عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > شَيءٌ مِن عَسَى

اليمن

مشاهدة
755

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

شَيءٌ مِن عَسَى

ثِبي يا هُمُومِي.. وضِقْ يا فضاءُ
قليلًا ويَنزاحُ هذا القضاءُ.
ويَنزاحُ هذا العَناءُ الفَناءُ
الغَبَاءُ الهَبَاءُ الغَلاءُ البَلاءُ
ويَنْجَابُ هذا الظَّلامُ الذي لايَرَى
مِنهُ ما فِي الإناءِ الإناءُ.
قليلًا.. وإنْ طالَ حَبلُ المَآسِي
وغَطَّى على الغادِياتِ العُوَاءُ
دَنَا اللّيلُ لا فِي حُرُوفِ التَّمَنِّي
رَغِيفٌ ولا في التَّفاعِيلِ ماءُ
لَقد جَفَّ كُلُّ الذي كانَ ماءً
لِماذا إذَن لا تَجفُّ الدِّماءُ!
لِماذا إذَن لا تَنامُ السَّرايا
ويَصحُو مِن البَغْيِ فِيها الإخاءُ!
أنا والتي عَرَّشَت فِي دَمائِي
سَهِرْنا ومِن حَولِنا الأَبرياءُ
طَرَقْنا يَدَ اللَّيلِ سَبعًا ونُمنا
جِياعًا وما نامَ فِينا الشَّقَاءُ
وعُدْنا وما زالَ صَوتُ الثَّكَالَى
يُدَوِّي، وما زالَ يَعوِي المَسَاءُ
عَلَينا مِن البُؤسِ ما لَيسَ يَدري
بهِ النَّاسُ لكنها الكِبرياءُ
تَمُرُّ الليالِي وما مِن سُقُوفٍ
عَلينا ولا مِن شُمُوعٍ تُضاء
ُوتَأتِي الصَّبَاحاتُ خَجْلَى بوَجهٍ
لَهُ مِن جُعُودِ اللَّيالِي فرَاءُ
ولكنَّنا بَينَ فَقدٍ وفَقدٍ
نُغَنِّي لِكَي لا يَمُوتَ الغِناءُ
ونَحيا لِكَي يَعلَمَ البؤسُ أنَّا
وإنْ شَحَّ هذا الثَّرَى أَثرِياءُ
لَدَينا مِن الصَّبرِ زادٌ وعِلمٌ
بأنَّا ومَن شَرَّدُونا سَوَاءُ
***
دنا اللَّيلُ.. يا قَلبَها طِرْ بقلبي
بَعِيدًا ولا تَرتَجفْ يا هَوَاءُ
أنا الآنَ أَدري لِماذا أُنادِي
عليها وتَدري لِماذا النِّداءُ
سَتَدنُو.. فَمَا زَالَ قلبي يُصَلِّي
عَليها ومِن خَلفِهِ الأنبياءُ
على كُلِّ قَلبٍ جَريحٍ.. نَبيٌّ
يُصَلِّي وفِي كُلِّ نَبضٍ حراءُ
أنا الآنَ أَدرِي لِماذا رَأتنِي
غَريبًا وتَدرِي لِماذا البُكاءُ
قَليلٌ مِن الصَّبرِ يُبكِي كَثيرًا
مِن الظُّلمِ.. لَن يَغلِبَ الأَقوياءُ
***
جَثَا اللَّيلُ.. عِندِي سَرَابٌ غَزيرٌ
أَصِيخِي ولا تَنزِلِي يا دِلَاءُ
سَيَبدُو حَدِيثًا قَدِيمًا.. ولكن
خَبَاياهُ غَينٌ وياءٌ وباءُ
سَيَأتِي على النَّاسِ عامٌ غَريبٌ
بِهِ يَجهَلُ النَّاسُ مِن أَينَ جاؤُوا
وعامٌ ثَقِيلُ الخُطَى ذُو قُرُونٍ
بِهِ يَستَبيحُ الأَمامَ الوَرَاءُ
وعامٌ على حَمْلِهِ كُلُّ حُرٍّ
ذَليلٌ وكُلُّ اجتِماعٍ غُثاءُ
وعامٌ بهِ الناسُ مِن كُلِّ صَوبٍ
سَتَرمِي فَيُستَرهَبُ الأَوصِياءُ
وعامٌ سَيَنشَقُّ عَن أَلفِ عامٍ
بشارَاتُهُ مَوطِنٌ وانتِماءُ
سَيُطوَى بهِ اللَّيلُ حَتَّى
يَقُولَ المَسَاكِينُ: لا عُدْتِ يا كَهرباءُ
ويَهمِي فَتَزْرَقُّ فيهِ اللَّيالِي
ويَخضَرُّ في رَاحَتَيهِ الرَّجاءُ
ويُهدَى إلى كُلِّ قَلبٍ جَنَاحٌ
لَهُ الأرضُ مَفتُوحَةٌ والسَّماءُ
ويُلقَى إلى كُلِّ حُزنٍ مَقَامٌ
سَيَتلُو على سَمعِهِ ما يَشَاءُ
لَقَد قُلتُ ما قُلتُهُ.. لَستُ أَدري
أَهذا احتِفاءٌ بكُم أَم عَزَاءُ!
يحيى الحمادي
من ديوان: اليمن السعير 2019

22-4-2015
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الاثنين 2017/04/24 09:57:00 مساءً
التعديل: الجمعة 2021/08/13 11:48:07 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com