يا فَجرَ مايُو سلامًا كُلَّمَا طَرَقُوا | |
|
| وكُلَّما بالتّنائَي طالتِ الطُّرُقُ |
|
وكُلَّما مَزَّقَتنا بالجَفافِ يَدٌ | |
|
| سَمينةٌ، فاستَجارت بالفَمِ المِزَقُ |
|
وكُلَّما خَوَّفَتنا باللُّجُوءِ إلى | |
|
| سِوى الترابِ سَحابٌ وَعدُها أَرَقُ |
|
وكُلَّما جاعَ مَن في صَدرِهِ وَطَنٌ | |
|
| مُوَحَّدُ القَلبِ، أَو مَن صَدرُهُ نَفَقُ |
|
يا فَجرَ مايُو سَلامًا كُلَّما خَفَقَت | |
|
| بكَ القُلوبُ وصَلَّى خلفَكَ الأُفُقُ |
|
يا مَن شَربناهُ ضَوءًا بارِدًا، وبهِ | |
|
| عِشنا فَراشًا تُغني وهي تَحتَرِقُ |
|
ومَن رَسَمناهُ وَصلًا للبلادِ، وقد | |
|
| تضَوَّعَت بالحَنينِ الدائِمِ الفِرَقُ |
|
حتى سَمَونا بحَبلِ اللهِ عَنْ ثِقَةٍ | |
|
| أَنْ لَيسَ يَعشَقُ مَنْ بالوَصلِ لا يَثِقُ |
|
بكَ انبَجَسنا نُجومًا في الظلامِ، وفي | |
|
| ظِلالِ كُلِّ انبجاسٍ أَورَقَ الفَلَقُ |
|
لن يَرجِعَ الأَمسُ، مَهما حَرَّكَت دَمَهُ | |
|
| يَدُ الضَّغائِنِ، أو ناداهُ مُرتَزَقُ |
|
|
يا فَجْرَ مايُو لماذا صارَ يَحسدُنا | |
|
| عليكَ مَن باتَ يَخشَى وَجهَهُ الغَسَقُ! |
|
ماذا يُريدون مِمَّن لا بلادَ لهُ | |
|
| وما بكفيهِ إلا حُلمُهُ القَلِقُ! |
|
يا حُلمَ أَجدادِنا الذاوِينَ مُذ وُلِدُوا | |
|
| وحَبلَ أَبنائِنا الطاوِينَ إِن غَرقُوا |
|
ما زالَ للأَمسِ أَبواقٌ مُجَنَّدةٌ | |
|
| أَكَادُ مِنْ ذِكرِها بالغَيضِ أختَنِقُ |
|
مِنْ كُلِّ ذِي فِتنةٍ بانَت سَرائِرُهُ | |
|
| أَو كُلّ ذي مَطمَعٍ لِلحِقدِ يَمتَشِقُ |
|
النائِمُونَ بأعتابِ المَصالِحِ إنْ | |
|
| أُعْطُوا بَكَوا، وإذا ما استُؤمِنُوا سَرَقُوا |
|
والخارِجُونَ عَنِ النَّهجِ القَوِيمِ ومَن | |
|
| أَقوالُهُم تُضحِكُ الشَّيطانَ إنْ نَطَقُوا |
|
والحامِلُونَ لُحَى الإِرهابِ، لا شَرُفَت | |
|
| بحَملِهِم لا ولا رِفقًا بنا حَلَقُوا |
|
تَجَمَّعُوا وهُمُ الأضدادُ في وطنٍ | |
|
| كَم نالَهُ الظّلمُ، لا غارُوا ولا اعتَرقوا |
|
ووَحَّدُوا صَفَّهُم في غيرِ خارَطةٍ | |
|
| كأَنَّما لانشِقاقِ الأرضِ قَد خُلِقُوا |
|
كم أَوقَدُوا حَولَكَ النِّيرانَ فانطَفَأَت | |
|
| بحِقدِهِم أَو مِنَ الماءِ الحَميمِ سُقُوا |
|
وأقسَمُوا أن يَعُودوا بالزَّمانِ إلى | |
|
| ما قَبلِ فَجرِكَ لو عادُوا لَما خَفَقُوا |
|
يا فَجرَ مايُو عَبَرنا بالقُرُون ولم | |
|
| نُدرِك سِوَاكَ عَشِيقًا صارَ مَن عَشِقُوا |
|
إنَّا حَمَلناكَ في أرواحِنا جَسدًا | |
|
| أَسمَى ورُوحًا إِليها كُنتَ تنطَلِقُ |
|
ما هذهِ الأرضُ إلاَّ نَحنُ في جَسَدٍ | |
|
| يا هذه الأرضُ، عَمَّن سَوفَ نَفتَرِقُ! |
|