إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أنا لا أصدّقُ.. ربما كَذَبوا |
دعني، سأمحو كلَّ ما كتبوا |
قالوا ذهبتَ بلا وداعٍ |
قلتُ لا |
ما كانَ يومًا ناسيا أو طبعُه الهَرَبُ! |
إن كان يَنوي أن يَموتَ لَقالَ لي |
هو بالغُ التهذيبِ حقًّا، كلُّهُ أدبُ |
دَمِثٌ خَجولُ القلبِ مثلُ يمامةٍ |
مَرِحٌ عَذوبٌ، |
كالبلابلِ قولُه طَرَبُ |
وبِرَغمِ رقّةِ قولِهِ |
فاللفظُ في أشعارِهِ |
عُنوانُه الشَّغَبُ |
هو حاتمٌ طه |
كَفَاهُ بشِعرِهِ الحَسَبُ |
ومدرّسٌ يَسقي الصغارَ بدرسِهم ما أبدعَ العَرَبُ |
*** |
أنا لا أصدّقُ، |
سوفَ أجلسُ في مكانِ لقائنا |
أرنو لساعةِ مِعصمي وأظلُّ أرتقبُ |
هو صادقٌ |
ما كان أخلفَ موعدًا |
أو كانَ أَوهَى عزمَه التَّعَبُ |
فإذا بدا، أناْ لن أُعاتبَه على ما أرجفوا |
فالصَّفْحُ بينَ الأصدقاءِ نَقيضُه العَتَبُ |
جهّزتُ أشعاري لأُسمِعَها له |
لي الفخرُ دوما لو بدا في عينِه العَجَبُ |
لا تَسْأَلَنْ.. |
هي غايةُ التلميذِ: للأستاذِ يَقتربُ |
حينًا وأسألُه: |
أتُسمِعُني جديدا قد كتبتَ؟ |
يُجيبُني مُتنهّدا: |
لا وقتَ عِندي.. كدتُ أكتئبُ |
فأقولُ: |
يومًا قد ذكرتَ قصيدةً |
ما زلتُ أذكرُها شَغوفا.. إنّها ذَهَبُ |
فيها علي بابا وعُمْرُ الأربعينَ.. كتبتَها؟ |
فيكادُ يَنتحبُ: |
في زحمةِ الدنيا تَتوهُ قصائدي، والشِّعرُ يحتجبُ |
فأقولُ: |
هَوْنًا، لا عليكَ، إذا طلبتَ فعنديَ الطلبُ |
منّي استمعْ لقصيدةٍ |
حتى تَفورَ حماسةُ الإبداعِ، |
يُذكي نارَكَ اللَّهَبُ |
فيُصيخُ لي مُستمتعا |
ويقولُ يا سِيدي |
غَدَا كالطفلِ يَرنو حالمًا، |
في عينِه الرَّغَبُ |
*** |
وأُفيقُ مبتسمًا ودمعي قد جرى |
وحدي أًُخاطبُ طيفَه والناسُ قد عَجِبوا |
أأكونُ مجنونًا أنا؟ |
حتما سيأتي ها هنا |
ما بينَنا حُجُبُ |
ويقول لي: |
يا صاحبي |
قدرُ الإلهِ على العبادِ مشيئةٌ تَجِبُ |
هل قد مضَِى؟ |
أنا لا أصدّقُ، |
ربما .. أو ربما لا .. إنها سُحُبُ |
في غفلةٍ أحلامُنا |
تمضي الحياةُ كأنّنا |
في جَدِّها لَعِبُ |
لكنّني ما زلتُ أجلسُ في مكانِ لقائنا |
حتى إذا هوَ قد مَضَى معَ كلِّ مَن ذهبوا |
فَلِذكرياتٍ بينَنا |
ما زالَ حيا داخلي |
ولِضِحْكِهِ صَخَبُ |
*** |
أنا لا أصدّقُ.. إنّهم كَذَبوا |
ما كانَ ماتَ فَعِندَ اللهِ أَحتسبُ |