إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
على نخلةٍ.. |
في المحاجير* |
حطّتْ ثلاثُ حمامات |
كان الصباحُ ينفّضُ أغصانَهُ من بقايا الندى |
فيرتعشُ العشبُ |
كان أبوهُ بزهوِ عباءتهِ والعقالْ |
يسرّحُ عينيهِ نحو الفضاءاتِ |
نحو الدروبِ التي نبتَ الدغلُ فيها |
لعلَّ غريباً ببابِ المضيفِ يؤجّجُ جمرَ الدِلالْ |
لعلَّ كريماً يجيءُ |
بنجماتِهِ اللامعاتِ على الكتفين وضحكتهِ الآسرةْ |
ينفّضُ عنه شجونَ المشيبِ وصمتَ الليالْ |
لعلَّ |
إلى نخلةٍ في المحاجير |
طارَ الحمامْ |
يرفُّ على موكبٍ عابرٍ في الأثيرِ |
اشرأبّتْ له |
كلُّ أعناقنا |
والنخيلُ المكابرُ |
كلُّ المدى |
وعيونُ الرجالْ |
يا عذارى أبي صخير* |
إنْ جاءَكنَّ الفتى القرويُّ |
على كفِّهِ قمرٌ وعراقْ |
محنىً بدمِّ شهادتِهِ |
فاحملنَّ صواني الشموعِ إلى عرسِهِ |
ثم حنّينَ من دمِهِ المستطابِ جدائلَكنَّ |
فما كان يعشقُ إلاّ الأقاحي |
ونخلَ المحاجير |
والخصلاتِ المحنّاةَ في ليلةِ العرسِ |
ما كان يحملُ في روحِهِ |
غيرَ وهْجِ العراقْ |
يا رجالَ العشيرةِ، لا تكسفوا يوسفاً |
انحروا لمجيء كريم الذبائحَ |
لا تقلقوا شيبَهُ والعقالَ الوقور |
فالمضيفُ امتلأ بالرجالْ |
وما زالَ دربُ المحاجير |
يقطرُ بالناسِ من كلِّ فجٍّ |
إلى بيتِهِ |
ويا أم كريم، أما قلتِ: إنْ جاءَ دينٌ عليَّ |
أزفُّ لعينيهِ أحلى صبايا المحاجير |
ها هو جاءَ |
فما تنظرين |
والعذارى |
جميع العذارى تقاطرنَ من كلِّ بيتٍ، إليكِ |
على خفرٍ |
كنَّ يرفعنَ ألحاظهنَّ، |
لصورتِهِ |
......... |
........ |
إلى نخلةٍ |
في المحاجير |
طارَ حمامُ العراقْ |