كانَ المَكَانُ مَلَامِحِي يَتَهَجَّأُ | |
|
| وأَنا بِظِلِّ قَصِيدَتي أَتَوَكَّأُ |
|
أَمشِي.. كمَا يَمشِي الذي أَشوَاقُهُ | |
|
| تَطوِي الطَّريقَ، وسَاقُهُ تَتَلَكَّأُ |
|
وكَأَنَّني في النَّاسِ أَوَّلُ عَابرٍ | |
|
| دَربًا وآخِرُ هالِكٍ يَتَهَيَّأُ |
|
قَلِقٌ.. كأَنَّ الأَرضَ تَسحَبُ ثَوبَهَا | |
|
| خَلفِي وقُدَّامِي صِرَاطٌ مُطفَأُ |
|
لا صَوتَ إِلَّا لِلرَّصِيفِ ولا صَدًى | |
|
| إِلَّا لِوَثبَةِ طارِئٍ لا يَطرَأُ |
|
وبَدَأتُ أَلتَمِسُ الحَرِيقَ.. أَنا الذي | |
|
| رُوحِي بغَيرِ الجَمرِ لا تَتَوَضَّأُ |
|
سَفَرِي سُبَاعِيُّ الجِهَاتِ ومَوطِنِي | |
|
| جَسَدٌ، أُجَزِّئُهُ.. فَلا يَتَجَزَّأُ |
|
نَادَيتُ حتى لَم أَجِد لِتَلَهُّفِي | |
|
| دَربًا يُصِيخُ ولا جِدَارًا يَعبَأُ |
|
وسَكَتُّ والشَّجَنُ العَظِيمُ قصيدةٌ | |
|
| تَئِدُ الحُرُوفَ وتَستَثِيرُ وتَهزَأُ |
|
|
كانت هُناكَ.. وكُنتُ بينَ سَحَابَةٍ | |
|
| وغَيَابَةٍ، أَصِفُ الفَنَاءَ، وأَنشَأُ |
|
وأَعُودُ مُتَّكِئًا عَلَيَّ، وفي فَمِي | |
|
| عَتَبٌ إِذا طَرَقَتْهُ لا يَتَجَرَّأُ |
|
قالت: وماذا بَعدُ؟! قُلتُ: مَوَاجِعٌ | |
|
| إِنَّ المُحِبَّ جِرَاحُهُ لا تَبرَأُ |
|
عَينَايَ تَختَصِرَانِ ما سَأَقُولُهُ | |
|
| فالحُبُّ يُسمَعُ بالعُيُونِ ويُقرَأُ |
|
ما حِيلَةُ المُشتاقِ إِن كانَ الهَوَى | |
|
| هَجرٌ يُجَرِّحُهُ ووَصلٌ يَنكَأُ! |
|
ظَمَئِي إِليكِ اشتَدَّ.. حتى لَم يَعُد | |
|
| حِبرِي يُضِيءُ ولا رَمَادِي يُطفَأُ |
|
الشِّعرُ كانَ إِذا رَحَلتِ يَضُمُّنِي | |
|
| ضَمَّ اليَتِيمِ إذا نَفَاهُ المَلجَأُ |
|
واليَومَ أَطرُقُ بابَهُ مُتَوَسِّلًا | |
|
| فَيَصُدُّنِي وكأَنَّهُ يَتَبَرَّأُ! |
|
|
وتَبَسَّمَت.. حَتَّى شَعَرتُ بِدَمعَةٍ | |
|
| بينِي وبَينَ فُؤَادِهَا تَتَلَألَاُ |
|
وكَغَيمَةٍ هَطَلَت بِسُمرَتِهَا عَلى | |
|
| جَسَدٍ لِغَيرِ هُطُولِهَا لا يَظمَأُ |
|
نَظَرَاتُهَا جُمَلٌ تَطِيرُ وعِطرُهَا | |
|
| قَلِقٌ وثَورَةُ صَدرِهَا لا تَهدَأُ |
|
كانَ اسمُهَا يَرْنَا وكُنتُ أَقُولُ: يا | |
|
| يَرْنَا أُحِبُّكِ والمَحَبَّةُ مَبدَأُ |
|
وأَنا الذي استَمرَأْتُ حُبَّكِ لَم أَكُن | |
|
| أَدرِي بِأَنَّ الحُبَّ لا يُستَمرَأُ |
|
ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ وَاهِبَ قَلبِهِ | |
|
| كَرَمًا يُعَاتَبُ شَوقُهُ ويُخَطَّأُ |
|
لِي مَوعِدٌ فِي الغَيبِ سَوفَ أَنَالُهُ | |
|
| مَن ذَا سِوَاكِ بمَوعِدِي يَتَنَبَّأُ؟! |
|
قالت: وإِنْ لَم يَأْتِ؟! قلتُ: وإِنَّني | |
|
| ما زِلتُ أَختِمُ بالحَنِينِ.. وأَبدَأُ |
|