ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا | |
|
| وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا |
|
إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم | |
|
| والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا |
|
وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم | |
|
| وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا |
|
كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً | |
|
| وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا |
|
وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي | |
|
| لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى |
|
يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى | |
|
| فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا |
|
بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا | |
|
| أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا |
|
أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها | |
|
| مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا |
|
وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ | |
|
| يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا |
|
تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ | |
|
| بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا |
|
جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ | |
|
| خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا |
|
يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ | |
|
| قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا |
|
قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تَأْسِرُهُمْ | |
|
| مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا |
|
لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً | |
|
| * بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا |
|
وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ | |
|
| إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا |
|
لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا | |
|
| لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا |
|
وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها | |
|
| قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا |
|
ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ | |
|
| عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا |
|
يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ | |
|
| فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا |
|
وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي | |
|
| فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا |
|
لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي | |
|
| فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا |
|
وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ | |
|
| خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا |
|
ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً | |
|
| وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا |
|
وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ | |
|
| تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا |
|
وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا | |
|
| بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى |
|
فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ | |
|
| وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا |
|
عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا | |
|
| مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا |
|
|
إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً | |
|
| مِنْهُ الشَّجَاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا |
|
أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ | |
|
| بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا |
|
وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ | |
|
| رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا |
|
وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ | |
|
| مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا |
|
وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ | |
|
| فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى |
|
لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ | |
|
| أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا |
|
وَمَا بِكَفِّيْهِ يَوْمَ الحَرِّ مِنْ عَرَقٍ | |
|
| وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا |
|
بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ | |
|
| وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا |
|
بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ | |
|
| وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا |
|
بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً | |
|
| وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا |
|
وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً | |
|
| مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا |
|
بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ | |
|
| إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا |
|
يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً | |
|
| كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا |
|
بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ | |
|
| يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا |
|
مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ | |
|
| وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا |
|
لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً | |
|
| تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا |
|
بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ | |
|
| عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا |
|
هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ | |
|
| بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا |
|
بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ | |
|
| لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا |
|
تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا | |
|
| هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى |
|
بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ | |
|
| فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى |
|
يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى | |
|
| بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا |
|
وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ | |
|
| بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا |
|
بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً | |
|
| وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا |
|
يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ | |
|
| والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا |
|
بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ | |
|
| وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى |
|
يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا | |
|
| عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى |
|
بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ | |
|
| وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا |
|
يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ | |
|
| وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا |
|
يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ | |
|
| وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا |
|
بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ | |
|
| بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا |
|
لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ | |
|
| أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا |
|
ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ | |
|
| عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا |
|
بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً | |
|
| لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا |
|
بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ | |
|
| في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا |
|
بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ بْنَ آمِنَةٍ | |
|
| والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا |
|
وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا | |
|
| بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا |
|
|
لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى | |
|
| مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا |
|
وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً | |
|
| يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا |
|
وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً | |
|
| وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا |
|
مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ | |
|
| حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا |
|
مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ | |
|
| أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا |
|
حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ | |
|
| أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا |
|
شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا | |
|
| هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا |
|
يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا | |
|
| وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا |
|
هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً | |
|
| بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا |
|
يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً | |
|
| كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا |
|
مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ | |
|
| إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا |
|
وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى | |
|
| وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا |
|
يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ | |
|
| والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا |
|
أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ | |
|
| وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا |
|
وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً | |
|
| مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى |
|
كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ | |
|
| غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا |
|
وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ | |
|
| إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا |
|
وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ | |
|
| إِذَا رَأَيْتَ دِيَانَاتِ الوَرَى فَنَدَا |
|
وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ | |
|
| وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا |
|
وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ | |
|
| لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا |
|
مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا | |
|
| وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا |
|
|
وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها | |
|
| في الليلِ نوراً وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا |
|
أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً | |
|
| وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا |
|
تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ | |
|
| وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا |
|
إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى | |
|
| لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا |
|
فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ | |
|
| قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا |
|
وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ | |
|
| أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا |
|
أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً | |
|
| إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا |
|
ضَيْفَاً لَدَى الله لاقى عند سدرته | |
|
| قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى |
|
أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ | |
|
| مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا |
|
يَرَى المَمَالِكَ مِنْ أَعْلَى كَمَا خُلِقَتْ | |
|
| تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا |
|
والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ | |
|
| بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا |
|
يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ | |
|
| نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا |
|
والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً | |
|
| وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا |
|
يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ | |
|
| القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا |
|
يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي | |
|
| تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا |
|
مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ | |
|
| لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا |
|
فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ | |
|
| بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا |
|
اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ | |
|
| يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى |
|
اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ | |
|
| فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا |
|
لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ | |
|
| وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا |
|
وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً | |
|
| إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا |
|
أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً | |
|
| قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا |
|
|
رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ | |
|
| مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا |
|
يَرَاكَ صَحْبُكَ فِي الرَّمْضَاءِ مُدَّرِعَاً | |
|
| فَيَحْسَبُونَكَ لا تَسْتَشْعِرُ الصَّهَدَا |
|
أَكْرِمْ بِأَقْمَارِ تِمٍّ فِي الحَدِيدِ عَلَى | |
|
| خَيْلٍ حَوَتْ فِي الأَدِيمِ البَرْقَ وَالرَّعَدَا |
|
وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها | |
|
| فَاْنْظُرْ إِلَى كُتُبٍ فِي الأَرْضِ كُنَّ كُدَى |
|
كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا | |
|
| أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا |
|
لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً | |
|
| لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا |
|
حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً | |
|
| تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا |
|
حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا | |
|
| مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا |
|
يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ | |
|
| قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا |
|
يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً | |
|
| تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا |
|
كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ | |
|
| في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا |
|
تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً | |
|
| وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا |
|
وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ | |
|
| مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا |
|
لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ | |
|
| أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا |
|
وَهُمْ أَرَقُّ مِنَ الأَنْسَامِ لَوْ عَبَرُوا | |
|
| مَشْيَاً عَلَى المَاءِ لَمْ تُبْصِر بِهِ جَعَدَا |
|
وَلَو يَمَسُّونَ مَحْمُومَاً أَبَلَّ بِهِمْ | |
|
| والحُزْنُ جَمْرٌ إذا مَرُّوا بِهِ بَرَدَا |
|
قَدْ خُلِّدُوا في جِنَانِي والجِنَانِ مَعَاً | |
|
| أَكْرِمْ بِهِمْ يَعْمُرُونَ الخُلْدَ والخَلَدَا |
|
كَمْ يَشْبَهُونَ فِدائِيينَ أعْرِفَهُم | |
|
| لَمْ يَبْتَغُواْ عَنْ سَبيِلِ اللَّهِ مُلْتَحَدَا |
|
وصِبْيةٍ مُذْ أَجَابُوا الحَرْبَ مَا سَأَلَتْ | |
|
| صَارُوا المَشَايخَ والأقطابَ والعُمَدا |
|
بِمِثْلِهِمْ يَضَعُ التِّيجَانَ لابِسُهَا | |
|
| وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا |
|
وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً | |
|
| إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا |
|
لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً | |
|
| وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا |
|
لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا | |
|
| كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى |
|
لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا | |
|
| لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا |
|
|
قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ | |
|
| فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا |
|
فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ» | |
|
| لم يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا |
|
حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً | |
|
| للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا |
|
وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا | |
|
| بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا |
|
أَنْتَ المُنَادَى عَلَى الإطْلاقِ والسَّنَدُ | |
|
| المَقْصُودُ مَهْمَا دَعَوْنَا غَيْرَهُ سَنَدَا |
|
مَدَدْتَ مِنْ فَوْقِ أَهْلِ اللهِ خَيْمَتَهُ | |
|
| فِي كُلِّ قُطْرٍ عَقَدْتَ الحَبْلَ وَالوَتَدَا |
|
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا سَنَدِي | |
|
| أَقَمْتُ بِاسْمِكَ ليْ فيْ غُرْبَتِي بَلَدَا |
|
رُوحِي إذا أَرِجَتْ رِيحُ الحِجَازِ رَجَتْ | |
|
| لَو أَنَّها دَرَجَتْ فِي الرِّيحِ طَيْرَ صَدَى |
|
يَجُوبُ أَوْدِيَةً بِالطَّيْرِ مُودِيَةً | |
|
| وَلا يَرَى دِيَةً مِمَّنْ عَدَا فَوَدَى |
|
لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ | |
|
| ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا |
|
يَكَادُ يَكْرَهُكُمْ مِنْ طُولِ غَيْبَتِكُم | |
|
| فِإنْ أَتَاكُمْ أَتَاكُمْ نَائِحَاً غَرِدَا |
|
كَذَاكَ أُرْسِلُ رُوحي حِينَ أُرْسِلُها | |
|
| طَيْراً إليكم يَجُوبُ السَّهْلَ والسَّنَدَا |
|
لَيْسَ الحَمَامُ بَرِيدَاً حِينَ يَبْلُغُكُمْ | |
|
| بل تِلكَ أَرْوَاحُنا تَهْوِي لَكُمْ بُرُدا |
|
مَنْ للغَرِيبِ إذا ضَاقَ الزَّمَانُ بِهِ | |
|
| وَطَارَدَتْهُ جُنُودُ الدَّهْرِ فَانْفَرَدَا |
|
والدَّهْرُ ذُو ضَرَبَاتٍ لَيْسَ يَسْأَمُها | |
|
| فَقَدْ عَجِبْتُ لِهَذَا الدِّينِ كَمْ صَمَدَا |
|
|
مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَاكَ بُرْدَتَهُ | |
|
| بِخَيْرِ مَا أَنْشَدَ المَوْلَى وَمَا نَشَدَا |
|
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ مُتَّبِعَاً | |
|
| حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى |
|
رَأَى الفِرَنْجَةَ تَغْزُو المُسْلِمِينَ كِلا | |
|
| الشَّيْخَيْنِ فَاسْتَنْجَدَا المُخْتَارَ وَاْرْتَفَدَا |
|
رَأَى الخِلافَةَ في بَغْدَادَ أَوَّلُهُم | |
|
| تُمْحَى وَحَقْلَ كِرَامٍ بِيعَ فَاحْتُصِدَا |
|
رَأَى المَذَابِحَ مِنْ أَرْضِ العِرَاقِ إلى | |
|
| الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا |
|
رَأَى العَوَاصِمَ تَهْوِي كالرَّذَاذِ عَلَى | |
|
| رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا |
|
مُسْتَعْصِمَاً بِرَسُولِ اللهِ أَنْشَدَها | |
|
| يَرُدُّ مُسْتَعْصِمَاً بِاللهِ مُفْتَقَدَا |
|
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي | |
|
| أَمْرِ الخِلافَةِ جَوْرَاً فَتَّتَ العَضُدَا |
|
مِنْ بَعْدِ شَامٍ وَبَغْدَادٍ وَقَاهِرَةٍ | |
|
| إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا |
|
وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا | |
|
| فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى |
|
وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا | |
|
| مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا |
|
هِيَ الطُّلولُ وِإنْ أَسْمَيْتَهَا دُوَلاً | |
|
| هِيَ القُبُورُ وَإنْ أَثَّثْتَهَا مُهُدَا |
|
هِيَ الخَرَابُ وَإِنْ رَفَّتْ بَيَارِقُها | |
|
| وَنَمَّقُوا دُونَهَا الأَعْتَابَ وَالسُّدَدَا |
|
إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا | |
|
| تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى |
|
والجُرْحُ في زَمَنِي مَا كانَ مُنْدَمِلاً | |
|
| حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا |
|
مَالَ النَّخِيلُ عَلَى الزَّيْتُونِ مُسْتَمِعَاً | |
|
| لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا |
|
يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي | |
|
| هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا |
|
لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي | |
|
| لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا |
|
يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما | |
|
| عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا |
|
لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا | |
|
| فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا |
|
أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ | |
|
| وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا |
|
لا يَغْضَبُونَ وَلا يُحْمَى لَهُمْ حَرَمٌ | |
|
| وَإِنْ تَكُنْ دُونَهُمْ أَسْيَافُهُمْ نَضَدَا |
|
وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ | |
|
| إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا |
|
حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا | |
|
| تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا |
|
وَلا يَمُوتُونَ مِثْلَ النَّاسِ يَتْرُكُهُمْ | |
|
| رَيْبُ الزَّمَانِ وَيُفْنِي قَبْلَهُمْ لُبَدَا |
|
مَا للغَزَالِ تُخِيفُ الذِّئْبَ نَظْرَتُهُ | |
|
| وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا |
|
|
يَا جَابِرَ الكَسْرِ مِنَّا عِنْدَ عَثْرَتِنَا | |
|
| وَإِنْ رَأَيْتَ القَنَا مِنْ حَوْلِنَا قِصَدَا |
|
يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً | |
|
| يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا |
|
يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى | |
|
| مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا |
|
وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا | |
|
| مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى |
|
أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا | |
|
| إلا بِجَاهِكَ نَدْعُو القَادِرَ الصَّمَدَا |
|
الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ | |
|
| لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا |
|
وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا | |
|
| دَعَتْ حَسِبْتَ الأَيَادِيْ تَحْتَهَا عَمَدَا |
|
تَعْشَوْشِبُ الأَرْضُ مِنْ عَيْنَيْكَ مُلْتَفِتَاً | |
|
| وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا |
|
وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى | |
|
| جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا |
|
أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ | |
|
| حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا |
|
وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ | |
|
| وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا |
|
صارُوا كَثِيرَاً كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ | |
|
| وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا |
|
أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ | |
|
| حَتَّى تَمَنَّى الفَتَى لَوْ أَنَّهُ وُئِدَا |
|
وَلَمْ يَزَلْ مُمْسِكَاً بِالدِّينِ جَمْرَتَهُ | |
|
| حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا |
|
وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً | |
|
| مَشَى عَلَيْهِ بَسِيمَ الوَجْهِ مُتَّئِدَا |
|
كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ | |
|
| قَدْ رَاحَ مِنْهُ عَلَى أَشْغَالِهِ وَغَدَا |
|
فَاْشْفَعْ لنَا يَوْمَ لا عُذْرٌ لمُعْتَذِرٍ | |
|
| وَلَيْسَ يُسْمَعُ مِنْ طُولِ النَّدَاءِ نِدَا |
|
وَاْغْفِرْ لِمَنْ أَنْشَدُوا هَذِي القَصِيدَةَ فِي | |
|
| مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا |
|
وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا | |
|
| أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا |
|
تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي | |
|
| «مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا» |
|
وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى | |
|
| أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا |
|
وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى | |
|
| أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا |
|
وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ | |
|
| وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا |
|
وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا | |
|
| يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا |
|
وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ | |
|
| تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا |
|
عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا | |
|
| نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا |
|
وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ | |
|
| أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا |
|
يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ | |
|
| وَاْنْصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا |
|