لا يستطيع الصمت مهما اتقى | |
|
| بابٌ تريد الريح أن يُطرقا |
|
هذا المَدَى المَكسُورُ شُبَّاكُهُ | |
|
| ما عادَ مَفتُوحًا ولا مُغلَقا |
|
والنار في الوادي غفت نارها | |
|
|
يا قلب .. شيء ما قريب الخطى | |
|
|
|
| دع عنك - إن أَقلَقت - أن تَقلَقَا |
|
والأرض إن ضاقت فحلِّق بها | |
|
| ما أوسع الإنسان إن حَلَّقا |
|
|
| في كل ما أصغى ومَن حدَّقا |
|
أَصواتُ نِصفِ اللَّيلِ مِن خَلفِهِ | |
|
| مَجروحَةٌ تَهمِي صَدًى أَزرَقا |
|
صَوتٌ يَشدُّ الرُّوحَ مِن حائِها | |
|
| صَوتٌ يَهزُّ الصَّمتَ كَي يَشهَقا |
|
صَوتٌ يَرَى أَنَّ البَقَا غُربَةٌ | |
|
| صَوتٌ يَرَى أَنَّ الرَّحِيلَ البَقَا |
|
صَوتٌ يَقُولُ: العَيشُ أُكذوبَةٌ | |
|
| لا بُدَّ بالأَحياءِ أَن تَلحَقَا |
|
صَوتٌ نَأَى عنّي وصَوتٌ دَنَا | |
|
| لا ذاكَ جافَانِي ولا ذا التَقَى |
|
صَوتٌ دَعَا صَوتٌ أَجابَ الدُّعَا | |
|
| صَوتٌ هَوَى صَوتٌ عليهِ ارتَقَى |
|
صَمتٌ كَبيرُ الصَّادِ في تائِهِ | |
|
| عَينانِ لولا الدَّمعُ لَم تُخلَقَا |
|
|
أَصواتُ نِصفِ اللَّيلِ مَحزُونةٌ | |
|
| يَشتاقُ فيها الأَعمَقُ الأَعمَقا |
|
مِن أَينَ يَأتِي الحُزنُ؟! أَخشَى إِذا | |
|
| ساءَلتُهُ مِن أَينَ؟! أَن يَقلَقَا |
|
شَوقٌ طَويلٌ ما بقلبي ولا | |
|
| يَدرِي سِوى قَلبي كَمِ استَغرَقَا |
|
بابٌ أَمَامَ الرِّيحِ يَعوِي كَمَا | |
|
| تَعوِي وعُكَّازٌ غَفَا مُرهَقَا |
|
يا قَلبُ صَوتٌ ما قَريبُ الخُطى | |
|
| يَسعَى إِلَيكَ الآنَ كُن أَسبَقَا |
|
والأَرضُ إِن ضاقَت فَحَلِّق بها | |
|
| ما أَوسَعَ الإِنسانَ إِن حَلَّقا |
|
لا عُذرَ لِي إِن قُلتُ: لا بَحرَ لِي | |
|
| حَتى أَكونَ البَحرَ والزَّورَقا |
|
لي شاطئٌ في الريح يجتاجني | |
|
|
طيَّرتُ أشجاري، لا وقت لي | |
|
| كي أسال الرَّمينَ: مَن أطلقا |
|
فلتكذِبِ الدنيا على نفسها | |
|
| ما أكذب الدنيا لمن صَدَّقا |
|
ما دُمتُ بالأَوجَاعِ ذا غايَةٍ | |
|
| لا بُدَّ أَن أَعتَادَ هذا الشَّقا |
|
يا أيها الباكون خلفي انطِقُوا | |
|
| إن الأسى يزداد كي يُنْطَقَا |
|
أو فاملؤوا قلبي بأحزانِكم | |
|
| فالحُزن في الإنسانِ سرُّ النَّقا |
|
ما دامت السَّلوى لكم مأتماً | |
|
| لا تنهروا المجنونَ إن صَفَّقا |
|