عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > عِظامُ الجِبال

اليمن

مشاهدة
504

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عِظامُ الجِبال

ثُمَّ باعُوا جَنوبَنا والشمالا
فانشَغَلْنا ببيع قالت وقالا
ثُمَّ باعُوا وُجُوهَنا فاختَلَفنا
واستَلفنا، لكي نَعِيشَ ارتِجالا
ثُمَّ قالوا: تَفَرَّقُوا فانقَرَضنا
لا اتَّحَدنا ولا استَطعنا انفصالا
نحن في الأصلِ لم نعش قبل هذا
كي نرى الموتَ نَكسَةً أو نَكالا
نحن شعبٌ يَسِيرُ مِن غير قبرٍ
لو رأى الموتُ عَيشَنا لَاستقالا
لم يعد من حُمَاتِنا اليومَ إلّا
مَن أباحُوا صُخُورَنا والرمالا
غَيرَ أَنَّا وإِن نأى العَيشُ عنّا
مِن فَناءِ الفَناءِ أَنأَى زوالا
مِن دموعِ الحَمَامِ أنقى نفوسًا
مِن عِظامِ الجبالِ أقسى نِزالا
شَكَّلَتنا مصائبُ الدَّهر حتى
عانَقَتنا حقيقةً لا خَيالا
قُل لمن طالَ بَغيُهُ: ثَمَّ شَعبٌ
لم تُفِق بَعدُ كي ترى كيف طالا
فَليَمُت كُلُّ طامِعٍ منه ذُلًّا
فهو عنه الجبالُ تُوصِي الجبالا
ليس للغَدرِ مِن أَخٍ في ثَرانا
إن أسَلنا دماءَهُ أو أسالا
يا لَغَدرِ الشقيقِ بالنَّصرِ زَعمًا،
أَقبَحُ النّصر ما يَصيرُ احتلالا
***
ثُمَّ ماذا؟! وأَصبَحَ الذَّيلُ رَأسًا
والذي كان آيِلًا صارَ آلا
وامتَطَى الوَهمُ صَهوَةً مِن سَرَابٍ
فانسَحَبنا لِيُكمِلَ الكَرنَفالا
وانتَقَى الخَوفُ أَهلَهُ فاستَطاعُوا
أَن يَفِرُّوا سِياسَةً لا اعتِزالا
وانتَظَرنا رُجُوعَهُم لا لِشَوقٍ
بَل لِنَنسَى وُعُودَهُم والمِطالا
ثُمَّ زادَ اختِلافُنا بَعد عامٍ
فاتَّفَقنا بأَن نُطِيلَ الجِدالا
لَم نُقَصِّر فَكُلُّنا كان يَدعُو
لِلضَّحايا ويَستَخِيرُ النِّضالا
يا لهذي البلادِ! كَم مِن قيودٍ
في يَدَيها وتَستَطِيعُ القِتالا!
عاشَ مَن عاشَ ماتَ مَن ماتَ هذا
لَيسَ هَمًّا يُريدُ مِنها انشِغالا
***
هكذا هكذا إِذَن! ثُمَّ ماذا؟!
ثُمَّ طالَ اختِلافُنا ثُمَّ طالا
ثُمَّ غابَ الوُقُودُ والضَّوءُ قُلنا:
بَعدَ هذا أَنَستَطيعُ احتِمالا!
وانتَظَرنا انتِفاضَةَ الشَّعبِ لكن
سُخرَةً عاشَ مِثلَنا واتِّكالا
غادَرَ الخُبزُ غادَرَ الغازُ قُلنا:
سَوفَ يَغدُو احتِمالُ هذا مُحالا
وارتَقَبنا خُرُوجَ مَن جاعَ صَوتًا
أَو حِراكًا مُسالِمًا أَو سُعالا
غَيرَ أَنَّا وبَعدَ عامَينِ مَرَّا
لَم يَزِدنا الخَيَالُ إِلَّا خَبالا
ثُمَّ قِيلَ المُرَتَّباتُ استَقَالَت
فانتَفَضنا لِكَي نَزفَّ المَقَالا
ما الذي سَوفَ يَنتَهِي بَعدَ هذا
إِن رَضِينا بقَطعِهِ؟! لاولا لا
ثُمَّ قُلنا: سَيَخرُجُ الشعبُ غُولًا
لا يُراعِي حَرَامَهُ والحَلالا
***
لا تَقُل لِي بِلَهفَةٍ: ثُمَّ ماذا؟!
إِنَّ عَجزَ الجَوَابِ يُلغِي السُّؤالا
أَصبَحَ الجُوعُ كافِلًا لِليَتَامَى
والأَسَى بَيتَ طاعَةٍ لِلثكالَى
كُلُّ شَيءٍ لَهُ اعتِيادٌ لَدينا
كان حَمْلًا مُعادِيًا أَو فِصالا
كُلُّ يَومٍ لَهُ تَحَدٍّ جَديدٌ
لا يُوَانِي ونَحنُ شعبٌ كُسالَى
أَرضُنا اليَومَ لَم تَعُد مِلكَ شَعبٍ
كانَ بالأَمسِ ضَوءَها والظِّلالا
حُكمُها صارَ كُلُّهُ قَيدَ صَكٍّ
يَقسِمُ الناسَ درهَمًا أَو ريالا
حَرَّرُوها إِبادَةً لا سَمِعنا
بانكِسارٍ ولا رَأَينا احتِفالا
***
دَعكَ مِمَّا يُقالَ عَنها وقُل لِي
أَينَ قَرَّرتَ أَن نَبيعَ العِيالا؟!
لَم يَعُد في بيوتِنا اليَومَ شَيءٌ
بَعدَ بَيعِ الحُلِيِّ بِعنا الرِّجالا
لَيسَ إِلَّا الغُبارُ يأتِي ويَمضِي
طالِبًا شَعبَهُ عِيالًا ومَالا
يحيى الحمادي
من ديوان: اليمن السعير 2019
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: السبت 2017/07/15 12:03:41 صباحاً
التعديل: الجمعة 2021/08/20 01:18:14 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com