أَحَيثُ تَلوحُ المُنى تَأفُلُ | |
|
| كَفى عِظَةً أَيُّها المَنزِلُ |
|
حَكَيتَ الحَياةَ وَحالاتِها | |
|
| فَهَلّا تَخَطَّيتَ ما تَنقُلُ |
|
أَمِن جُنحِ لَيلٍ إِلى فَجرِهِ | |
|
| حِمىً يَزدَهي وَحِمىً يَعطُلُ |
|
وَذَلِكَ يوحِشُ مِن رَبَّةٍ | |
|
| وَذَلِكَ مِن رَبَّةٍ يَأهَلُ |
|
أَجابَ النَعيُّ لَدَيكَ البَشيرَ | |
|
| وَذاقَ بِكَأسَيهِما المَحفِلُ |
|
وَأَطرَقَ بَينَهُما والِدٌ | |
|
| أَخو تَرحَةٍ لَيلُهُ أَليَلُ |
|
يَفيءُ إِلى العَقلِ في أَمرِهِ | |
|
| وَلَكِنَّهُ القَلبُ لا يَعقِلُ |
|
تَهاوَت عَنِ الوَردِ أَغصانُهُ | |
|
| وَطارَ عَنِ البَيضَةِ البُلبُلُ |
|
وَراحَت حَياةٌ وَجاءَت حَياة | |
|
| وَأَظهَرَ قُدرَتَهُ المُبدِلُ |
|
وَما غَيرُ مَن قَد أَتى مُدبِرٌ | |
|
| وَلا غَيرُ مَن قَد مَضى مُقبِلُ |
|
كَأَنّي بِسامي هَلوُعِ الفُؤادِ | |
|
| إِذا أَسمَعَت هَمسَةٌ يَعجَلُ |
|
يَرى قَدَراً يَأمُلُ اللُطفَ فيهِ | |
|
| وَعادي الرَدى دونَ ما يَأمُلُ |
|
يُضيءُ لِضيفانِهِ بِشرُهُ | |
|
| وَبَينَ الضُلوعِ الغَضى المُشعَلُ |
|
وَيُقريهُمُ الأُنسَ في مَنزِلٍ | |
|
| وَيَجمَعُهُ وَالأَسى مَنزِلُ |
|
فَمِن غادَةٍ في مَجالي الزِفافِ | |
|
| إِلى غادَةٍ داؤُها مُعضِلُ |
|
وَذي في نَفاسَتِها تَنطَوي | |
|
| وَذي في نَفائِسِها تَرفُلُ |
|
تَقَسَّمَ بَينَهُما قَلبُهُ | |
|
| وَخانَتهُ عَيناهُ وَالأَرجُلُ |
|
فَيا نَكَدَ الحُرِّ هَل تَنقَضي | |
|
| وَيا فَرَحَ الحُرِّ هَل تَكمُلُ |
|
وَيا صَبرَ سامي بَلَغتَ المَدى | |
|
| وَيا قَلبَهُ السَهلَ كَم تَحمِلُ |
|
لَقَد زُدتَ مِن رِقَّةٍ كَالصِراطِ | |
|
| وَدونَ صَلابَتِكَ الجَندَلُ |
|
يَمُرُّ عَلَيكَ خَليطُ الخُطوبِ | |
|
| وَيَجتازُكَ الخِفُّ وَالمُثقَلُ |
|
وَيا رَجُلَ الحِلمِ خُذ بِالرِضى | |
|
| فَذَلِكَ مِن مُتَّقٍ أَجمَلُ |
|
أَتَحسَبُ شَهِدا إِناءَ الزَمانِ | |
|
| وَطينَتُهُ الصابُ وَالحَنظَلُ |
|
وَما كانَ مِن مُرِّهِ يَعتَلي | |
|
| وَما كانَ مِن حُلوِهِ يَسفُلُ |
|
وَأَنتَ الَّذي شَرِبَ المُترَعاتِ | |
|
| فَأَيُّ البَواقي بِهِ تَحفِلُ |
|
أَفي ذا الجَلالِ وَفي ذا الوَقارِ | |
|
| تُخيفُكَ ضَرّاءُ أَو تُذهِلُ |
|
أَلَم تَكُنِ المُلكَ في عِزِّهِ | |
|
| وَباعُكَ مِن باعِهِ أَطوَلُ |
|
وَقَولُكَ مِن فَوقِ قَولِ الرِجالِ | |
|
| وَفِعلُكَ مِن فِعلِهِم أَنبَلُ |
|
سَتَعرِفُ دُنياكَ مَن ساوَمَت | |
|
| وَأَن وَقارَكَ لا يُبذَلُ |
|
كَأَنَّكَ شَمشونُ هَذي الحَياةِ | |
|
| وَكُلُّ حَوادِثِها هَيَكلُ |
|