حَياةٌ ما نُريدُ لَها زِيالا | |
|
| وَدُنيا لا نَوَدُّ لَها اِنتِقالا |
|
وَعَيشٌ في أُصولِ المَوتِ سَمٌّ | |
|
| عُصارَتُهُ وَإِن بَسَطَ الظِلالا |
|
وَأَيّامٌ تَطيرُ بِنا سَحاباً | |
|
| وَإِن خيلَت تَدِبُّ بِنا نِمالا |
|
نُريها في الضَميرِ هَوىً وَحُبّاً | |
|
| وَنُسمِعُها التَبرُّمَ وَالمَلالا |
|
قِصارٌ حينَ نَجري اللَهوَ فيها | |
|
| طِوالٌ حينَ نَقطَعُها فِعالا |
|
وَلَم تَضُقِ الحَياةُ بِنا وَلَكِن | |
|
| زِحامُ السوءِ ضَيَّقَها مَجالا |
|
وَلَم تَقتُل بِراحَتِها بَنيها | |
|
| وَلَكِن سابَقوا المَوتَ اِقتِتالا |
|
وَلَو زادَ الحَياةَ الناسُ سَعياً | |
|
| وَإِخلاصاً لَزادَتهُم جَمالا |
|
كَأنَّ اللَهَ إِذ قَسَمَ المَعالي | |
|
| لِأَهلِ الواجِبِ اِدَّخَرَ الكَمالا |
|
تَرى جِدّاً وَلَستَ تَرى عَلَيهِم | |
|
| وُلوعاً بِالصَغائِرِ وَاِشتِغالا |
|
وَلَيسوا أَرغَدَ الأَحياءِ عَيشاً | |
|
| وَلَكِن أَنعَمَ الأَحياءِ بالا |
|
إِذا فَعَلوا فَخَيرُ الناسِ فِعلاً | |
|
| وَإِن قالوا فَأَكرَمُهُم مَقالا |
|
وَإِن سَأَلَتهُمو الأَوطانُ أَعطَوا | |
|
| دَماً حُرّاً وَأَبناءً وَمالا |
|
بَني البَلَدِ الشَقيقِ عَزاءَ جارٍ | |
|
| أَهابَ بِدَمعِهِ شَجَنٌ فَسالا |
|
قَضى بِالأَمسِ لِلأَبطالِ حَقّاً | |
|
| وَأَضحى اليَومَ بِالشُهَداءِ غالي |
|
يُعَظِّمُ كُلَّ جُهدٍ عَبقَرِيٍّ | |
|
| أَكانَ السِلمَ أَم كانَ القِتالا |
|
وَما زِلنا إِذا دَهَتِ الرَزايا | |
|
| كَأَرحَمِ ما يَكونُ البَيتُ آلا |
|
وَقَد أَنسى الإِساءَةَ مِن حَسودٍ | |
|
| وَلا أَنسى الصَنيعَةَ وَالفِعالا |
|
ذَكَرتُ المِهرَجانَ وَقَد تَجَلّى | |
|
| وَوَفدَ المَشرِقَينِ وَقَد تَوالى |
|
وَداري بَينَ أَعراسِ القَوافي | |
|
| وَقَد جُلِيَت سَماءً لا تُعالى |
|
تَسَلَّلَ في الزِحامِ إِلَيَّ نِضوٌ | |
|
| مِنَ الأَحرارِ تَحسَبُهُ خَيالا |
|
رَسولُ الصابِرينَ أَلَمَّ وَهناً | |
|
| وَبَلَّغَني التَحِيَّةَ وَالسُؤالا |
|
دَنا مِنّي فَناوَلَني كِتاباً | |
|
| أَحَسَّت راحَتايَ لَهُ جَلالا |
|
وَجَدتُ دَمَ الأُسودِ عَلَيهِ مِسكاً | |
|
| وَكانَ الأَصلُ في المِسكِ الغَزالا |
|
كَأَنَّ أَسامِيَ الأَبطالِ فيهِ | |
|
| حَوامِمٌ عَلى رِقٍّ تَتالى |
|
رُواةُ قَصائِدي قَد رَتَّلوها | |
|
| وَغَنَّوها الأَسِنَّةَ وَالنِصالا |
|
إِذا رَكَزوا القَنا اِنتَقَلوا إِلَيها | |
|
| فَكانَت في الخِيامِ لَهُم نِقالا |
|
بَني سورِيَّةَ اِلتَئِموا كَيَومٍ | |
|
| خَرَجتُم تَطلُبونَ بِهِ النِزالا |
|
سَلو الحُرِيَّةَ الزَهراءَ عَنّا | |
|
| وَعَنكُم هَل أَذاقَتنا الوِصالا |
|
وَهَل نِلنا كِلانا اليَومَ إِلّا | |
|
| عَراقيبَ المَواعِدِ وَالمِطالا |
|
عَرَفتُم مَهرَها فَمَهَرتُموها دَماً | |
|
| صَبَغَ السَباسِبَ وَالدِغالا |
|
وَقُمتُم دونَها حَتّى خَضَبتُم | |
|
| هَوادِجَها الشَريفَةَ وَالحِجالا |
|
دَعوا في الناسِ مَفتوناً جَباناً | |
|
| يَقولُ الحَربُ قَد كانَت وَبالا |
|
أَيُطلَبُ حَقَّهُم بِالروحِ قَومٌ | |
|
| فَتَسمَعُ قائِلاً رَكِبوا الضَلالا |
|
وَكونوا حائِطاً لا صَدعَ فيهِ | |
|
| وَصَفّاً لا يُرَقَّعُ بِالكَسالى |
|
وَعيشوا في ظِلالِ السِلمِ كَدّاً | |
|
| فَلَيسَ السِلمُ عَجزاً وَاِتِّكالا |
|
وَلَكِن أَبَعدَ اليَومَينِ مَرمىً | |
|
| وَخَيرَهُما لَكُم نُصحاً وَآلا |
|
وَلَيسَ الحَربُ مَركَبَ كُلِّ يَومٍ | |
|
| وَلا الدَمُ كُلَّ آوِنَةٍ حَلالا |
|
سَأَذكُرُ ما حَيِّتُ جِدارَ قَبرٍ | |
|
| بِظاهِرِ جِلَّقَ رَكِبَ الرِمالا |
|
مُقيمٌ ما أَقامَت مَيسَلونٌ | |
|
| يَذكُرُ مَصرَعَ الأُسُدِ الشِبالا |
|
لَقَد أَوحى إِلَيَّ بِما شَجاني | |
|
| كَما توحي القُبورُ إِلى الثَكالى |
|
تَغَيَّبَ عَظمَةُ العَظَماتِ فيهِ | |
|
| وَأَوَّلُ سَيِّدٍ لَقِيَ النِبالا |
|
كَأَنَّ بُناتَهُ رَفَعوا مَناراً | |
|
| مِنَ الإِخلاصِ أَو نَصَبوا مِثالا |
|
سِراجُ الحَقِّ في ثَبَجِ الصَحارى | |
|
| تَهابُ العاصِفاتُ لَهُ ذُبالا |
|
تَرى نورَ العَقيدَةِ في ثَراهُ | |
|
| وَتَنشَقُ في جَوانِبِهِ الخِلالا |
|
مَشى وَمَشَت فَيالِقُ مِن فَرَنسا | |
|
| تَجُرُّ مَطارِفَ الظَفَرِ اِختِيالا |
|
مَلَأنَ الجَوَّ أَسلِحَةً خِفاقاً | |
|
| وَوَجهَ الأَرضِ أَسلِحَةً ثِقالا |
|
وَأَرسَلنَ الرِياحَ عَلَيهِ ناراً | |
|
| فَما حَفَلَ الجَنوبُ وَلا الشَمالا |
|
سَلوهُ هَل تَرَجَّلَ في هُبوبٍ | |
|
| مِنَ النيرانِ أَرجَلَتِ الجِبالا |
|
أَقامَ نَهارَهُ يُلقي وَيَلقى | |
|
| فَلَمّا زالَ قُرصُ الشَمسِ زالا |
|
وَصاحَ نَرى بِهِ قَيدَ المَنايا | |
|
| وَلَستَ تَرى الشَكيمَ وَلا الشِكالا |
|
فَكُفِّنَ بِالصَوارِمِ وَالعَوالي | |
|
| وَغُيِّبَ حَيثُ جالَ وَحَيثُ صالا |
|
إِذا مَرَّت بِهِ الأَجيالُ تَترى | |
|
| سَمِعتَ لَها أَزيزاً وَاِبتِهالا |
|
تَعَلَّقَ في ضَمائِرِهِم صَليباً | |
|
| وَحَلَّقَ في سَرائِرِهِم هِلالا |
|