لَقَدْ ذَهَبَ الشَّبَابُ بِلَا إِيَابِ | |
|
| وَ إِنَّ بَقِيَّتِيْ لإلى ذَهَابِ |
|
عَلى أَطْلالِ بَعْضِيَ قَامَ بَعْضِيْ | |
|
| وَيَبْكي الشَّيْبُ أَطْلالَ الشَّبَابِ |
|
أَتَرْجُو أَنْ أُحَابِيَ فِي مَشَيْبِي | |
|
| وَهَذا الشَّيْبُ يَمْنعُني أُحَابِي |
|
إِذا حَابَى الخَبِيْرُ دَعِيَّ شِعْرٍ | |
|
| فَقَدْ هَلَكَ المُحَابَى والمُحَابِي |
|
وَ إنَّ مَدِيْحَكُمْ لِرَكِيْكِ نَظْمٍ | |
|
| لَتَوْرِيَةٌ مُبَطَّنَةُ السِّبَابِ |
|
ومَنْ سَاوَى الرَّكِيْكَ بِنَظْمِ دُرٍّ | |
|
| كَمَنْ سَاوَى الجَوَاهِرَ بِالتُّرَابِ |
|
وَ إِنَّ الشِّعْرَ قَافِيَةٌ وَ وَزْنٌ | |
|
| وَ شِعْرُ النَّثْرِ كّانَ مِنَ الكِذَابِ |
|
فَمَنْ سَمَّى نَثِيْرَ القَولِ شِعْرَا | |
|
| فَقَدْ أَفْضَى إِلَى رَأَيٍ تَبَابِ |
|
كَمِنْ سَمَّى بُنَيَّتَهُ بِزَيْدٍ | |
|
| وسَمَّى الإِبْنَ زُوْرَاً بالربابِ |
|
وَحفْظُ المَرْءِ مَا اصْطَلَحُوا عَلَيْهِ | |
|
| لَمَدْعَاةٌ إِلَى فَصْلِ الخِطَابِ |
|
وَهَذَا الوَزْنُ لِلْأَشْعَارِ عَظْمٌ | |
|
| وَ قَافِيَةٌ لَهُ مِثْلُ الإهَابِ |
|
وَمَعْرِفَةُ الصَّوَابِ لَنِصْفُ رُشْدٍ | |
|
| وَكُلٌّ الرُّشْدِ إِتْيَانُ الصَّوَابِ |
|
فَلَا بُنْيَانَ للأَشْعَارِ إِلَّا | |
|
| بِأَسْبَابٍ وَ أَوْتَادٍ صِلَابِ |
|
فَلا أَهْلاً بِقَافِيَةٍ هَجِيْنٍ | |
|
| وَ أَهْلاً بِالمُعَرَّبَةٍ العِذَابِ |
|
وَحُرُّ الشِّعْرِ يُطْرِبُ كُلَّ حُرٍّ | |
|
| وَ يَسْبِي كلَّ فَاتِنَةٍ كَعَابِ |
|
وإنَّ قَرائِحَ الشُّعَرَاءِ شَتَّى | |
|
| فكالصَقْرِ ومِنْهَا كَالذُّبَابِ |
|
وَأُثْنِي بالقَصِيْدِ عَلَى أَدِيْبٍ | |
|
| عِرَاقيٍّ عَرِيْقٍ ذِيْ انتِسَابِ |
|
نُعَيْمِيٍّ إِلى قَحْطَانَ يَأْوِي | |
|
| كَمِثْلِ الغَيْثِ يَأْوِي للسَّحَابِ * |
|
إِذا جَاءَ الخَوَاصَ يَفِيْضُ فِيْهِم | |
|
| وَيأَخّذُ بِالعَنَانِ وبِالرِّكَابِ |
|
وَ إِن جَاءَ العَوامَ يُلِيْنُ وَجْهَاً | |
|
| وَيَطْوِيْ شَعْرَهُ طَيَّ الثِّيَابِ |
|
فَلَا العَاميُّ يَنْفَعُ فَي نِقاشٍ | |
|
| وَلَا الخَاصِيُّ يْمْنَعُ مِنْ جَوابِ |
|
بِعَفْوِ الطَّبْعِ يُنْشِدُ كُلَّ سَهْلٍ | |
|
| وَيَأْتِي بالتَّأَمُّلِ بِالهِضَابِ |
|
وَيُوْجِزُ لَفْظَهُ وَيُطِيْلُ مَعْنَىً | |
|
| وَ يَفْتَحُ لِلْقَرَائِحِ أَلْفَ بِابِ |
|
وَمَا تِلْكَ الخِصَالُ سِوَى دَلِيْلٍ | |
|
| عَلَى أَدَبٍ أصِيْلٍ واكْتِسَابِ |
|