عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > ورَمَى يَدِيْ!

اليمن

مشاهدة
419

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ورَمَى يَدِيْ!

ورَمَى يَدِيْ!
فَهَمَسْتُ: ما الخَطْبُ؟
قالَ انتَظِر
فَلَقَد دَنَا القُربُ
وأَشَارَ لِي ببَنَانِهِ حَذِرًا:
مِن ها هُنا..
ونَأَى بهِ الدَّربُ
وإِلى الدُّخَانِ عَدَوتُ
يَتبَعُنِي قَصفٌ
ويَسبقُ خطوَتِي ضَربُ
قَلِقًا..
أُقَلِّبُ ناظِرَيَّ، وبي
وَطَنٌ عَلَيَّ جِراحُهُ تَحبُو
ووَصَلْتُ..
وانكَمَشَ الفَضَاءُ فلا
شَرقٌ يَلُوحُ بهِ
ولا غَربُ
وبَدَا
كَمَا لَو أَنَّ أَلْفَ فَمٍ لِيَدِيْ
وأَلْفَ يَدٍ فَمِي الجَدْبُ
وبَدَا المَكَانُ
كَأَنَّ زَوبَعَةًرَقَصَت بهِ
أَو جِنَّةٌ شَبُّوا
وتَعَثَّرَت قَدَمَايَ بي.. وعلى
كَتِفِيْ أَطَلَّ برأسِهِ القَلبُ
وبَدَأتُ أُنكِرُنِي
وأُنكِرُ مَن حَولِي..
بَدَأتُ أَصِيحُ: ياااااا رَبُّ
هذا المَكَانُ أَنا..
فَكَيفَ غَدَا وَكْرًا
لِمَن هَبُّوا ومَن دَبُّوا!
وصَرَختُ: ياااا وَطَنِي..
أَأَنتَ هُنا؟!
لِمَ لا تُجيبُ!
فَقَهْقَهَ الرُّعبُ
ولَمَحْتُ يُوسُفَ غارِقًا بدَمِي
وبجانِبَيهِ الذئبُ
والجُبُّ!
***
أَأَمُوتُ ثانيةً؟!
هَمَستُ
فَمَاسَمِعَ الغَريبُ
ولا رَأَى الصَّحْبُ
هَل حانَةٌ هذي التي اختَنَقَت
بالشَّارِبينَ
وما لَها شُربُ!
ما هذه الأَصواتُ يَنفُثُها
صَمتُ الخُمَارِ
فَتُسدَلُ الهُدبُ!
كُلٌّ لَهُ لُغَةٌ هُنا..
ولهُ
ظَمَأٌ يَزِيدُ سُعَارَهُ السَّكبُ
كُلٌّ يَعُبُّ ويَستَزِيدُ
كَمَا لَو أَنَّ نارًا فِيهِ لَم تَخْبُ
يَتَلَاعَنُونَ..
ويَضحَكُونَ..
بلاسَبَبٍ
وكُلُّ ثَلاثَةٍ حِزبُ!
وسُكُوتُهُم فِتَنٌ، إِذا اشتَعَلَت
قعد الجَمِيعُ..
وقامَتِ الحَربُ
وحَدِيثُهُم بِسِوَى الحُرُوفِ..
فلا عَجَمٌ إِذا نَطَقُوا
ولا عُرْبُ!
أَنا مَن أَكُونُ هُنا!
أَتَعرِفُنِي هذي الوُجُوهُ
وضِيقُها الرَّحبُ!
نَصَبَ السَّرَابُ هُنا سُرَادِقَهُم
وتَنَادَمُوا..
فَتَزَاحَمَ الكَربُ
هذا دَمٌ
حَولَ الكُؤوسِ ومِن
حَولِ الشِّفاهِ يَلُوحُ
أَم نَخبُ؟!
ما زِلتُ أَسأَلُ ما يُصَبُّ
ومازالَ السُّكُوتُ جَوَابَ مَن صَبُّوا
ضَاقَ السُّرَادِقُ بِي..
ومَزَّقَنِي بَينَ العُتَاةِ الدَّفعُ
والجَذبُ
***
أَأَمُوتُ ثانِيَةً!
ومِلءُ دَمِي طِينٌ
وبَينَ أَصَابعِي عُشبُ!
وخَرِيرُ أَورِدَتِي نَدَىً
ويَدِي نَهرٌ
تَعُبُّ ضِفافَهُ السُّحبُ
أَنا والغَريبةُ ظامِئانِ هُنا
ولَهِيبُنا مُتَرَقرِقٌ عَذبُ!
أَنَا والغَريبةُ مَوطِنانِ بلا
وَطَنٍ
ولَيسَ لِمِثلِنا شَعبُ
كَلِماتُنا امتَلَأَت فَواصِلُها
بالرَّاحِلِينَ
وصَمتُنا ذَنبُ
لكنَّنا سَنَعُودُ..
إِنَّ لَنَاحُلمًا
وعَنهُ رُجُوعُنا صَعبُ
سَنَعُودُ
عَلَّ يَدًا هُناكَ صَحَت
مِن حِقدِها
وصِغَارُها جَبُّوا
ولَعَلَّ أُغنِيَةً غَدَت قَمَرًا
لِلتَّائِهِينَ
فَنَالَهَا الخصبُ
ولَعَلَّ قافِيَةً تَنَامُ على
طَيفِ الغِيابِ
لِغَيرِهِ تَصبُو
إِن لَم يَكُنْ بِغَدٍ
فَبَعدَ غَدٍ سَنَعُودُ
أَو سَيُغادِرُ الغُلبُ
وغَدًا سَيُزهِرُ أَنجُمًا دَمُنا
وعلى الرَّصيفِ سَيُثمرُ الحُبُّ
يحيى الحمادي
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الاثنين 2017/10/16 02:57:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com