فَجْرٌ بُعَيْدَ الظّهْرِ خَالَفَ مَوْعِدا | |
|
| والحُسْنُ أذَّنَ للفُؤادِ فَوَحَّدا |
|
والشِّعْرُ بَاغَتَهُ الجمالُ فَخَالَهُ | |
|
| صُبْحاً وأسرَعَ بالوُضوءِ لِيِسجُدا |
|
ألقتْ عليَّ فتونَها فارتَدَّ لي | |
|
| بَصَرُ القصيدةِ والفؤادُ تَنَهَّدا |
|
قد أضرَمَتْ نارَ الغوايةِ عينُها | |
|
| وَرَمَتْ بها قلبي فقلتُ مُرَدِّدا: |
|
يا نارُ إنّي مُؤمنٌ بِجَمالِها | |
|
| كوني عليَّ مِنِ اشتياقيَ أبرَدا |
|
وَقَفَتْ تُرَتِّلُ ما تَيَسَّرَ مِنْ غِوىً | |
|
| قربي .. وقَلْبي في ضَلالٍ .. فاهتَدى |
|
وَجْهٌ يَزيدُ بِهِ الوِشاحُ وَسَامَةً | |
|
| يَبْقى على عَرْشِ الأنوثةِ سَيِّدا |
|
بنطالُها مثلي ينوءُ صَبابَةً | |
|
| لكنّني بِصَبابَتي أفنى سُدى |
|
وقميصُها ابْيَضَّتْ على أطرافِهِ | |
|
| كلُّ العيونِ وكانَ يَخْطُرُ أسوَدا |
|
شَفَتانِ تَخْتَصِرانِ كُلَّ بَلاغَةٍ | |
|
| في اللّثمِ .. أشهى للعِطاشِ مِنَ النَّدى |
|
خَدَّانِ ما ازْدانا بِلَوْنٍ كاذبٍ | |
|
| لكنْ مِنَ الخَجَلِ البَريءِ تَوَرَّدا |
|
عَينانِ كُحِّلَتا بِمِرْوَدِ فِتْنَةٍ | |
|
| بلْ كَحَّلَت تلكَ الرُّموشُ المِرْوَدَا |
|
نَهْدانِ قد كَفَرا بِظُلمِ مَلابِسٍ | |
|
| وعلى قَوانينِ الثِّيابِ تَمَرَّدا |
|
أنا عَاشِقٌ والعِشقُ يعرفُ أهلَهُ | |
|
| لكنْ إذا هُمْ أنكَروهُ تَبَدَّدا |
|
أنا ما تَبَقّى من رَمادِ قصائدي | |
|
| والأمسُ نادى عبرَ أبياتي غَدا |
|
(خبرٌ) أنا لكن حذفتُ بعرفِها | |
|
| لضرورةِ التّأويلِ .. وهْيَ (المبتدا) |
|
للعاشقينَ الحُبُّ يَبْسُطُ كَفَّهُ | |
|
| وإذا سَهَوْا عَنْ عِشْقِهِمْ سَحَبَ اليَدا |
|
مَاسَتْ فأحْيَتْ في وَريدي أنَّةً | |
|
| لَهْفى وَمَا هذا القَصيدُ سِوى الصّدَى |
|