غالِ في قيمَةِ اِبنِ بُطرُسَ غالي | |
|
| عَلِمَ اللَهُ لَيسَ في الحَقِّ غالي |
|
نَحتَفي بِالأَديبِ وَالحَقُّ يَقضي | |
|
| وَجَلالُ الأَخلاقِ وَالأَعمالِ |
|
أَدَبُ الأَكثَرينَ قَولٌ وَهَذا | |
|
| أَدَبٌ في النُفوسِ وَالأَفعالِ |
|
يُظهِرُ المَدحُ رَونَقَ الرَجُلِ الما | |
|
| جِدِ كَالسَيفِ يَزدَهي بِالصِقالِ |
|
رُبَّ مَدحٍ أَذاعَ في الناسِ فَضلاً | |
|
| وَأَتاهُمُ بِقُدرَةٍ وَمِثالِ |
|
وَثَناءٍ عَلى فَتى عَمَّ قَوماً | |
|
| قيمَةُ العِقدِ حُسنُ بَعضِ اللَآلي |
|
إِنَّما يَقدُرُ الكِرامُ كَريمٌ | |
|
| وَيُقيمُ الرِجالُ وَزنَ الرِجالِ |
|
وَإِذا عَظَّمَ البِلادَ بَنوها | |
|
| أَنَزَلتُهُم مَنازِلَ الإِجلالِ |
|
تَوَّجَت هامَهُم كَما تَوَّجوها | |
|
| بِكَريمٍ مِنَ الثَناءِ وَغالي |
|
إِنَّما واصِفٌ بِناءٌ مِنَ الأَخ | |
|
| لاقِ في دَولَةِ المَشارِقِ عالي |
|
وَنَجيبٌ مُهَذَّبٌ مِن نَجيبٍ | |
|
| هَذَّبَتهُ تَجارِبُ الأَحوالِ |
|
واهِبُ المالِ وَالشَبابِ لِما يَن | |
|
| فَعُ لا لِلهَوى وَلا لِلضَلالِ |
|
وَمُذيقُ العُقولِ في الغَربِ مِمّا | |
|
| عَصَرَ العُربُ في السِنينَ الخَوالي |
|
في كِتابٍ حَوى المَحاسِنَ في الشِع | |
|
| رِ وَأَوعى جَوائِزَ الأَمثالِ |
|
مِن صِفاتٍ كَأَنَّها العَينُ صِدقاً | |
|
| في أَداءِ الوُجوهِ وَالأَشكالِ |
|
وَنَسيبٌ تُحاذِرُ الغيدُ مِنهُ | |
|
| شَرَكَ الحُسنِ أَو شِباكَ الدَلالِ |
|
وَنِظامٍ كَأَنَّهُ فَلَكُ اللَي | |
|
| لِ إِذا لاحَ وَهوَ بِالزُهرِ حالي |
|
وَبَيانٍ كَما تَجَلّىعَلى الرُس | |
|
| لِ تَجَلّى عَلى رُعاةِ الضالِ |
|
ما عِلمُنا لِغَيرِهِم مِن لِسانٍ | |
|
| زالَ أَهلوهُ وَهوَ في إِقبالِ |
|
بَلِيَت هاشِمٌ وَبادَت نِزارٌ | |
|
| وَاللِسانُ المُبينُ لَيسَ بِبالي |
|
كُلَّما هَمَّ مَجدُهُ بِزَوالٍ | |
|
| قامَ فَحلُ فَحالَ دونَ الزَوالِ |
|
يا بَني مِصرَ لَم أَقُل أُمَّةَ ال | |
|
| قِبطِ فَهَذا تَشَبُّثٌ بِمُحالِ |
|
وَاِحتِيالٌ عَلى خَيالٍ مِنَ المَج | |
|
| دِ وَدَعوى مِنَ العِراضِ الطِوالِ |
|
إِنَّما نَحنُ مُسلِمينَ وَقِبطاً | |
|
| أُمَّةٌ وُحِّدَت عَلى الأَجيالِ |
|
سَبَقَ النيلُ بِالأُبُوَّةِ فينا | |
|
| فَهوَ أَصلُ وَآدَمُ الجَدُّ تالي |
|
نَحنُ مِن طينِهِ الكَريمِ عَلى اللَ | |
|
| هِ وَمِن مائِهِ القَراحِ الزُلالِ |
|
مَرَّ ما مَرَّ مِن قُرونٍ عَلَينا | |
|
| رُسَّفاً في القُيودِ وَالأَغلالِ |
|
وَاِنقَضى الدَهرُ بَينَ زَغرَدَةِ العُر | |
|
| سِ وَحَثوِ التُرابِ وَالإِعوالِ |
|
ما تَحَلّى بِكُم يَسوعُ وَلا كُن | |
|
| نا لِطَهَ وَدينِهِ بِجَمالِ |
|
وَتُضاعُ البِلادُ بِالقَومِ عَنها | |
|
| وَتُضاعُ الأُمورُ بِالإِهمالِ |
|
يا شَبابَ الدِيارِ مِصرُ إِلَيكُم | |
|
| وَلِواءُ العَرينِ لِلأَشبالِ |
|
كُلَّما رُوِّعَت بِشُبهَةِ بَأسٍ | |
|
| جَعَلَتكُم مَعاقِلَ الآمالِ |
|
هَيِّؤوها لِما يَليقُ بِمَنفٍ | |
|
| وَكَريمِ الآثارِ وَالأَطلالِ |
|
وَاِنهَضوا نَهضَةَ الشُعوبِ لِدُنيا | |
|
| وَحَياةٍ كَبيرَةِ الأَشغالِ |
|
وَإِلى اللَهِ مَن مَشى بِصَليبٍ | |
|
| في يَدَيهِ وَمَن مَشى بِهِلالِ |
|