إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كَكُلِ الزُهُور ِ، |
كَكُلِ الحماماتِ كانتْ بناتُ العراقْ |
تطوفُ على شاطئ الدجلتينْ |
وترتاحُ في ضفَّةٍ من حُلُمْ |
وكانَ لزهراءَ صوتٌ جميلٌ يقيها رفيفَ الملاك إذا ما أتاها بلا موعدٍ |
وكانتْ تلمُّ انسكابَ الجديلاتِ قرّاصتانْ |
وأشرِطَةٌ مِثلَ لَونِ الشَّفقْ |
وثوبٌ بِكُمٍّ طويلٍ ودُميَةُ قُطنٍ |
واقلامُ ألوانها فاقعةْ |
وكانتْ تحبُّ الحليبَ كثيرا |
وتبكي طويلاً من العنكبوتْ |
وكانتْ طوالَ النَّهارِ تلوِّنُ نخلا |
وتُرسي الأراجيحَ بينَ الجُذوعْ |
وترسُمُ بدراً بلون الغسقْ |
وكانتْ طوالَ الصِّيامِ الثقيلِ |
تؤوبُ إلى ربِّها صاغرةْ |
وكانتْ تدسُّ ابتساماتِها خِلسَةً في وجومِ التَعَبْ |
إذا عادَ والِدُها في المساءْ |
لتمحي غبارَ الشِّموسِ التي لوَّنتْ وجنتيهْ |
فترسو على شفّتيْه النجومْ |
لزهراء كانَ الحَياءُ موشّى بكلِّ الطيورْ |
وكلِّ أزاهيرِ ذاك الرَّبيعْ |
وكانتْ تصلّي صلاةَ الفَراشْ |
لأنَّ الوجوبَ عليها محالْ |
فلم تكتَملْ بَعدُ سِنَّ الظنونْ |
ولكنَّ أحلامَها المنتقاةْ |
تداعتْ رويداً إلى مجزرةْ |
فيا ذلك الدربُ |
هل حدثتك ابتهالاتُها قبلَ صمتِ الفناءْ |
ويا ذلكَ الربُّ |
هل كانَ حقاً عليكَ اقتلاعَ شذاها من العمرِ في ذلك المفترقْ |
فلا تلهني |
إنَّني احترقْ |
فدعني أغنِّ أناشيدَ أنفاسِها الطاهرةْ |
ودعني أُغطِّ بقايا مفاتنَ |
في وجهِها ظاهِرةْ |
ودعني ألطّخْ فساتينَها |
من دموعِ الورى |
وداعاً حبيبةَ قلبي الشجيْ |
وصبراً لآلكِ ممّا جرى |