إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا أنيسَ النّفس ِدَعْ عنكَ البُكاءْ |
لا يدومُ الحزنُ ما دامَ الرّجاءْ |
مسكنُ الطيرِعلى أوكارهِ |
غير أن الطيرَ يشدو في السماءْ |
فابتسمْ كالفجرِ كالشمس ِالتي |
عَطرتْ بالنورِ أرجاءَ الفضاءْ |
وابعثِ الآمالَ تشدو حرةً |
تستتشِفُّ السّعدَ من وحي ِاللقاءْ |
يا حبيبي إنّكَ اليومَ معي |
فرحةٌ تختالُ بين الأضلُع ِ |
طيفُكَ الورديُّ قدْ أسلمتُهُ |
لهفةَ المشتاق ِعندَ المضجع ِ |
فاسترحْ ما شئتَ في الروح ِالتي |
حطّمتْ خطبَ الفراق ِالمُفجع ِ |
واتركِ الآلامَ لا تحفلْ بها |
يا حبيبي إنك اليومَ معِى |
لا أرى الناسِ إلا ما أرى |
أنتَ من أبصرتُهُ بين الورى |
لا يضُمُّ القلبُ إلا من بهِ |
لا تضُمُّ العينُ الا البَصرا |
سفّهِ العُذّالَ اني شاهِدٌ |
أين وضعُ الشمس ِمن وضع ِ الثرى |
واعتصمْ بالصبرِ واعلمْ أنني |
لا أرى في الناس ِإلا ما أرى |
يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى |
يُنعشُ القلبَ بلُقياكَ الفتى |
إن لي نفسين ِ قد سُقتهما |
في غِمارِ الشوق ِحتى ذابتَا |
لَكَأَنّ القلبَ من حَرِّهِما |
بين نارين جُنوناً شَبَّتَا |
فمتى الأقدارُ تُسدى سَعْدها |
يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى |
غَنَّتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ |
تُطربُ العشاقَ عند الموردِ |
في يديها فرحةٌ تحيا بها |
أين ذاك الأنسُ ولّى من يدِي؟ |
عَلِمَ الحُسّادُ أني عاشقٌ |
من يقيها من عيون ِالحُسَّدِ |
هكذا تستشرِسُ العينُ إذا |
غنتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ |
أيها الساكنُ في ذاك الجبلْ |
هل ترى في الأفقِ خَيطاً من أملْ |
هل ترى الأحلامَ هل أبصرتَها |
تتهادى فوقَ جِسرٍ من قُبَلْ |
هل ترى قلباً يُجاري خَطوها |
قد مضى في ركبِها ثم انفصلْ |
ذاك قلبي حين أعياهُ النّوى |
أيها الساكنُ في ذاكَ الجبلْ |
عَطّّلَ التسهيدُ أحلامَ المُنى |
وخيولُ الوصل ِتعدو بيننَا |
تحملُ البُشرى الى كل البيوتْ |
تطرقُ الأبوابَ إلا بابَنا |
فسألتُ الخيلَ هل من خبرٍ |
يقشعُ الأحزانَ من آفاقِنا |
فإذا بالقلبِ يُبدي صيحةً |
عطّل التسهيدُ أحلامَ المُنىَ |
أغمِضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِي |
وأبيحي السِرَّ إنْ لَمْ تَسْتَحِى |
سِرّيَ المكتومُ من يدري ِ بهِ |
لن يذاعَ السِرُّ إنْ لم تَشْرحي |
فاستحي يا عينُ إني صابرٌ |
واكتمي الأحزانَ حتى تَفْرَحي |
لا يبيحُ السِرَّ إلا ظالمٌ |
أغمضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِى |
أَلْحَقَ السُّهْدُ بِعَيْنَيَّ الأذى |
وغريبُ الدّارِ دوماً هكذا |
يسهرُ الليلَ يُنَاجِي قلبَهُ |
وسوادُ العين ِيكويهِ القَذى |
أين من عينِي زهورٌ عِطْرُها |
يملأُ الأكوانَ طيباً وشَذى |
كلّما أمْعنْتُ في أطيافِهِمْ |
ألحَقَ السهدُ بِعَينَيَّ الأذىَ |
كلما زارَ خيالٌ ومضَى |
أسألُ النفسَ لماذا أَعْرَضا |
كيفَ يَمضِى وأنا صبٌّ بهِ |
كيفَ تغتالُ المسافاتُ الرِّضا |
ما الذى نَحّاهُ عني أسوداً |
بعدما وافى جميلاً أبيضا |
أسألُ اللهَ لقاءً طَيّباً |
كلما زارَ خيالٌ ومضىَ |