عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > عصاي الليل

اليمن

مشاهدة
494

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عصاي الليل

ثَقِيلَ الرَّأسِ أَخرُجُ مِن دُوَارِي
وأَبحَثُ كالضَّرِيرِ عَن الجِدَارِ
عَصَايَ اللَّيلُ لَيسَ مَعِي دَلِيلٌ
يَقُولُ: إِلى اليَمِينِ إِلى اليَسَارِ
وصَوتُ النَّارِ يَهبِطُ ثُمَّ يَعلُو
أَمامِي مِن وَرَائِي مِن جِوَارِي
وعَيشِي كُلُّهُ كَبَدٌ وحَربٌ
وأَوبِئَةٌ تُناضِلُ لِاختِصَارِي
فَكَيفَ إِلى الحَيَاةِ أَعُودُ مِنِّي
وطَبلُ الحَربِ دَاعِيةُ الحِوَارِ؟!
أَنا الكَتِفُ التي تَرَكَت ثَرَاها
مَشَاعًا لِلعَبيدِ ولِلجَوَارِي
حَدِيثِي عَن نِضَالِ أَبي طَويلٌ
وبَعدَ القَصفِ أَخجَلُ مِن صِغارِي
وبَينَ خَسَارَتَينِ أَبِيعُ نَفسِي
لِثالِثةٍ وأَسقُطُ باختِيَارِي!
وأَطعَنُ بالخَسَارَةِ ظَهرَ خَصمِي
فَيَطعَنُنِي التَّوَهُّمُ بانتِصَارِي!
***
قَدِيمًا كانَ لِي فَرَسٌ جَمُوحٌ
يُبَادِرُ إِن غُلِبتُ إِلى الفرَارِ
وها أَنَذَا يَمُوتُ اليَومَ نِصفِي
بِرُمحِ أَخِي ونِصفِي بالحِصَارِ
وها أَنَذَا أَخَفُّ أَسَايَ عَيشِي
وأَسهَلُ ما أُمَارِسُهُ انتِحَارِي
إِلى أَينَ المَفَرُّ وكُلُّ شَيءٍ
يُحَارِبُنِي ويَخرُجُ عَن مَسَارِي؟!
***
ثَقِيلَ الرَّأسِ أَبحَثُ عَن جِدَارٍ
لِأَجمَعَ ما تَسَاقَطَ مِن إِطارِي
تَقُولُ الحَربُ لِي: أَفَقَدتَ شَيئًا؟!
أَقُولُ: نَعَم فَقَدتُ أَخِي وجَارِي
أَلا فَليَنزِلُوا ماءً ومِلحًا
تَقُولُ وتَستَدِيرُ بِلا اعتِذارِ
عَلَيكَ اللهُ أَكبَرُ يا دَبُورًا
رَبَطتُ إِلَيهِ ثَانِيةً حِمَارِي
كَآخِرِ نُقطَةٍ في الأَرضِ صَارَت
بِلادِي وهي أَقرَبُ مِن إِزَارِي!
سَلامُ اللهِ يا مَوتَى عَلَيكُم
ورَحمَتُهُ.. أَكُنتُم بِانتِظارِي؟!
على ذَاتِ الرَّصِيفِ أَنا كأَنِّي
تَعَطَّلَتِ الكَوَاكِبُ في مَدَاري
تَعَجَّلَ قاتِلِي بِالمَوتِ قَبلِي
فَأَصبَحَ قاتِلِي طُولُ اصطِبارِي
وأَخَّرَ مَقدَمِي عَنكُم لِأَني
وَقَفتُ أُعَلِّمُ المَوتَ التَّوَاري
لَقَد فاتَ القِطارُ عَلَيَّ.. حتى
نَذَرتُ العُمرَ بَحثًا عَن قِطارِ
على ذَاتِ الرَّصِيفِ أَنا فَمُرُّوا
عَلَيَّ أَو اقبَلُوا حُسنَ الجِوَارِ
لِماذا تُنكِرُونَ عَلَيَّ مَوتِي
ولا تَضَعُونَ حَدًّا لِاحتِضارِي؟!
لِماذا تَنظُرُونَ إِلَيَّ شَزرًا
كَأَنَّ العَيشَ والمَوتَ ابتِكارِي؟!
حَيَاتِي هذهِ ليسَت حَيَاةً
ودَارِي هذهِ لَيسَت بِدَارِ
قَطَفتُ لَكُم رَبيعَ يَدِي ورُوحِي
فَرُحتُم تَهزَؤُونَ مِن اصفِرَارِي.
أُحَاوِلُ أَن أُحارِبَ أَيَّ شَيءٍ
يُحارِبُنِي.. فَيَخذلُنِي انهِيَارِي!
وأَقبَلُ بِالحِوَارِ مَعِي.. ولكن
حُرُوبُ اليَوم تَبدَأُ بِالحِوَارِ!
بَعِيدَ الصُّبحِ ها أَنَذَا وبَينِي
وبَينَ تَثاؤُبي إِطلاقُ نارِ
تَكَادُ الحَربُ تَشرَبُ ما تَبَقَّى
مِن الوَطَنِ المُمَلَّحِ في جِرَارِي
يَكادُ الجُوعُ يَأكُلُ مِن بُطُونٍ
تُمَاطِلُهُ مُمَاطَلَةَ انفجارِ
يَكَادُ القَمعُ يُخرِسُ كُلَّ صَوتٍ
ويَحجبُ كُلَّ قارِئَةٍ وقارِي
فَيَا قَلَقَ الغُبارِ خَنَقتَ حتى
خُيُوطَ الضَّوءِ في حَلقِ النَّهارِ
إِلى نَفسِ الطَّريقِ نَعُودُ دَومًا
لِأَنَّا لا نَكُفُّ عَن الدُّوَارِ
نُحِيلُ عُرَى البِلادِ مُمَزَّقاتٍ
لِنَدعُوَ للجِهادِ الخُنفُشارِي
رِفَاقِي.. إِنَّ هذا لَيسَ شِعرِي
ولكنِّي مَدِينٌ بِاعتِذَارِ
لِمَن؟! لِلشَّعبِ فَهو كَبيرُ هَمِّي
كَبيرُ الهَمِّ هَمٌّ لِلكِبَارِ
يحيى الحمادي
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الأربعاء 2017/12/06 04:29:45 صباحاً
التعديل: الجمعة 2021/07/09 10:06:55 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com