إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
تَجَهَّمَ وَجْهُ الكَلامِ |
فماذا تقولْ؟ |
ثلاثون عاماً، |
ومَهْدُكَ بَرْدٌ بكل الفُصولْ. |
ثلاثون عاماً، |
تُباغِتُكَ الطَّعناتُ |
وتَهْوي عليكَ القِلاعُ. |
ثلاثون عاماً، |
وأيَّامُكَ الحالِماتُ تُباعُ. |
ثلاثون سهماً، |
يغورُ بقلبِكَ |
كي لا تجوعَ السِّباعُ. |
يقولون: خُذْ ماتشاءُ |
وخَلِّ المراكبَ تمضي ... |
وأنَّى يعودُ بما يدَّعون الشِّراعُ. |
ثلاثون عاماً من الجَدْبِ، |
تجثو على مِنْكَبيكَ، |
ومازِلتَ خِصْباً، |
وحولَكَ يَنْتَحِبُ المُتْخَمونَ الجِياعُ. |
ثلاثون تمضي |
كَمَرِّ السَّحابةِ |
من مشهدٍ تَسْتَخِفُّ به الكائناتُ |
إلى مشهدِ. |
ثلاثون تمضي كأُنشودةٍ |
في مهبِّ الرِّياحِ بلا مُنشدٍ. |
ثلاثون تَصْفَرُّ في أُمِّها |
وتُكابِرُ رَغْمَ السَّلامْ. |
ثلاثون تُفْصِحُ |
لمَّا تَجَهَّمَ وَجْهُ الكَلامْ. |
على بابِها سورةُ الفَتْحِ تُتلى ... |
وطفلٌ له ساعدانِ من الصَّخْرِ |
يَسْتَمْطِرانِ الغَمامْ. |
وعينانِ مِلْؤُهُما الثأرُ، |
تَلْتَهِمانِ المَدى .. |
وصوتٌ توالدَ |
بين الشِّفاهِ وبين الصدى. |
تُخاتِلُني نَجْمَةُ الفَجْرِ، |
تَأْخُذُني من يَدَيَّ إلى خيمةٍ في العراءِ |
لِتَنْثُرَني حَوْلَها زَنْبَقاً وندى. |
وتَسْكُبَني كالضِّياءِ على قِبْلةِ الفاتحينَ |
أُعاهِدُها مسجداً مسجدا. |
خذوني إليها .. |
فمازال في وجهِها عتبٌ |
أن تأخَّرتُ، |
أُقْسِمُ لاعُذْرَ لي .. |
غيرَ أنَّ السلاحِفَ أسرعُ مما ظننتْ. |
فها هي تمضي بأسْفارِها في البلادِ |
تُمَهِّدُ للدَّوْرَةِ الأَلْفِ .. |
ما أسرعَ السُّلُحْفاةِ |
إذا كبَتِ الخيلُ في ظِلِّها. |
رُوَيْدكِ عُصْفورةَ القلبِ |
لاتهجُري عُشَّكِ الأبديّ، |
فهذا السَّحاب سيُمطرُ حتماً |
بُعيدَ الثلاثينَ، |
من جوفهِ |
سيدا . |