إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كساقيةٍ فوقَ هذا اليبابِ |
تفيضُ بِدهرٍ منَ الصَّمْتْ. |
تُقاسِمُكَ الرِّيْحُ وحشتَها والمَدى |
والعيونَ اللَّواتي اشترينَكَ |
من ألفِ عامْ. |
أتيتَ وقد فَسَدَ المِلْحُ، |
لَمْلَمَتِ الأرضُ أطرافَها للرَّحيلِ |
وبَحْرٌ تَجَرَّعْتَهُ |
مَوْجَةً مَوْجَةً |
باعَ زُرْقَتَهُ في الظلامْ. |
تدورُ وعيناكَ نافِذَتانِ |
تَجوبانِ هذا الفَراغَ، |
وقَلْبُكَ نافِذَةٌ للقَمَرْ. |
أُناديكَ، |
يابَدَويَّاً تَغَرَّبَ في جِلْدِهِ |
لمْ يََعُدْ في الزَّمانِ المُسافِرِ |
مُتَّسَعٌ للبَقاءِ |
ولا مَوْضِعٌ للسَّفَرْ. |
نُخَيْلاتُكَ الباقِياتِ على عَهْدِهِنَّ |
تَحَنَّيْنَ بالحُزْنِ، |
أَقْسَمْنَ ألا يُبايِعْنَ هذا الشتَاءَ |
وأَلاَّ يُغَنِّيْنَ هذا المَطَرْ. |
لِعَيْنَيْكَ بَوْحُ النَّشيدِ المُكابِرِ |
في زمنِ الصَّمْتِ |
يا موغلاً في النَّخيلِ |
وفي العِشْقِ، |
للذارياتِ |
يَجُبْنَ ثُغورَ الصَّباحِ المُرابِطِ |
يَحْمِلْنَ عَرْشَ الرّشيدِ |
على سَعَفِ النَّخْلِ |
بين الفُراتِ ودِجْلَةَ |
يُخْفينَهُ تحتَ أصْفادِ بابِلَ |
كي لايراهُ المَجوسْ. |
فَها هُوَ ذا يَزْدَجَرْدُ |
يُلَوِّحُ بالنَّارِ ثانِيَةً |
والجزيرةُ تَجْتَرُّ حَرْبَ البَسوسْ. |
وهاهُوَ يَضْرِبُ أَسْوارَهُ |
حولَ أسوارِ مالكْ. |
يُلْقي بمَرْساتِهِ فوقَ صَدْرِ الخَليجِ، |
يُلَقِّنُهُ الفارِسِيَّةَ |
والأَزْدُ يَحْتَلِبونَ العزائمَ |
كلٌّ على قَدْرِ ناقتِهِ. |
أيها البَدَوِيُّ الجَريحُ |
على حَرْفِ هذا الزمانِ |
إليكَ يدايَ وعَهْدِي، |
وما تَرَكَ الفاتِحونَ على غُرَّةِ اللَّيلِ |
فالدَّرْبُ أقْصَرُ مِمَّا تُشيعُ القبيلةُ |
ذي قارُ آتيةٌ كالنّوارِسٍ |
والقادِسِيَّةُ لمَّا تَزَلْ |
ثّوْرَةً في الرِّمالْ. |
على حرفِ هذا الزمانِ |
تَطَرَّقْتُ يوماً |
وأَرْسَلْتُ قلبي على غَفْلَةِ اللّيْلِ |
طائِرَ شوْقٍ |
يَتوقُ إلى عَبَقِ الياسمينْ. |
وأَسْدَلْتُ فوقَ القديمِ منَ الشِّعرِ جَفْني .. |
لَعَلِّي أَرى فيه شيْئاً |
يُعيدُ الحُروفَ التي غُيِّبَتْ |
في حنايا السِّنينْ. |
لَعَلِّي أَرى نَوْرَساً |
شاءَ ألاَّ يغيبَ طَويلاً |
وآثَرَ أنْ يَسْبِقَ العائِدينْ. |
على حرفِ هذا الزَّمانِ |
وحيثُ تكونُ النُّجومُ البَعيدةُ |
أقربَ للقلبِ، |
تَفْنى المسافاتُ، |
يَتَّصِلُ الصُّبْحُ بالصُّبْحِ |
والبُرْتُقالُ بِيافا. |
تُعودُ إلى الرَّملِ رائِحَةُ الطَلِّ، |
يَلْتَحِمُ الوطنُ المُتَناثِرُ |
في قلبِ سَوْسَنَةٍ |
تَشْتَهي الدِفْءَ، |
توقِظُنا الذِّكرياتُ |
فنورقُ رَغْمَ الخَريفِ |
ونُزْهِرُ رَغْمَ الشتاءْ. |
هنا لا تُسيءُ الطُّيورُ |
ولكنَّها تَتَطرَّفُ في الصَّحْوِ |
إنْ فَسَدَ المِلْحُ |
أوجُيِّرَ الشُّعَراءْ. |