قُم سُلَيمانُ بِساطُ الريحِ قاما | |
|
| مَلَكَ القَومُ مِنَ الجَوِّ الزِماما |
|
حينَ ضاقَ البَرُّ وَالبَحرُ بِهِم | |
|
| أَسرَجوا الريحَ وَساموها اللِجاما |
|
صارَ ما كانَ لَكُم مُعجِزَةً | |
|
| آيَةً لِلعِلمِ آتاها الأَناما |
|
قُدرَةٌ كُنتَ بِها مُنفَرِداً | |
|
| أَصبَحَت حِصَّةَ مَن جَدَّ اِعتِزاما |
|
عَينُ شَمسٍ قامَ فيها مارِدٌ | |
|
| مِن عَفاريتِكَ يُدعى شاتَهاما |
|
يَملَأُ الجَوَّ عَزيفاً كُلَّما | |
|
| ضَرَبَ الريحَ بِسَوطٍ وَالغَماما |
|
مَلِكُ الجَوِّ تَليهِ عُصبَةٌ | |
|
| جَمَعَت شَهماً وَنَدباً وَهُماما |
|
اِستَوَوا فَوقَ مَناطيدِهمُ | |
|
| ما يُبالونَ حَياةً أَم حِماما |
|
وَقُبوراً في السَمَواتِ العُلا | |
|
| نَزَلوا أَم حُفَراتٌ وَرَغاما |
|
مُطمَئِنّينَ نُفوساً كُلَّما | |
|
| عَبَسَت كارِثَةٌ زادوا اِبتِساما |
|
صَهوَةَ العِزِّ اِعتَلَوا تَحسَبُهُم | |
|
| جَمعَ أَملاكٍ عَلى الخَيلِ تَسامى |
|
رَفَعوا لَولَبَها فَاِندَفَعَت | |
|
| هَل رَأَيتَ الطَيرَ قَد زَفَّ وَحاما |
|
شالَ بِالأَذنابِ كُلٌّ وَرَمى | |
|
| بِجَناحَيهِ كَما رُعتَ النَعاما |
|
ذَهَبَت تَسمو فَكانَت أَعقُباً | |
|
| فَنُسوراً فَصُقوراً فَحَماما |
|
تَنبَري في زَرَقِ الأُفقِ كَما | |
|
| سَبَحَ الحوتُ بِدَأماءٍ وَعاما |
|
بَعضُها في طَلَبِ البَعضِ كَما | |
|
| طارَدَ النَسرُ عَلى الجَوِّ القُطاما |
|
وَيَراها عالَمٌ في زُحَلٍ | |
|
| أَرسَلَت مِن جانِبِ الأَرضِ سِهاما |
|
أَو نُجوماً ذاتَ أَذنابٍ بَدَت | |
|
| تُنذِرُ الناسَ نُشوراً وَقِياما |
|
أَتَرى القُوَّةَ في جُؤجُؤهِ | |
|
| وَهوَ بِالجُؤجُؤِ ماضٍ يَتَرامى |
|
أَم تَراها في الخَوافي خَفِيَت | |
|
| أَم مَقَرُّ الحَولِ في بَعضِ القُدامى |
|
أَم ذُناباهُ إِذا حَرَّكَهُ | |
|
| يَزِنُ الجِسمَ هُبوطاً وَقِياما |
|
أَم بِعَينَيهِ إِذا ما جالَتا | |
|
| تَكشِفانِ الجَوَّ غَيثاً أَم جَهاما |
|
أَم بِأَظفارٍ إِذا شَبَّكَها | |
|
| نَفَذَت في الريحِ دَفعاً وَاِستِلاما |
|
أَم أَمَدَّتهُ بِروحٍ أُمُّهُ | |
|
| يَومَ أَلقَتهُ وَما جازَ الفِطاما |
|
فَتَلَقّاهُ أَبٌ كَم مِن أَبٍ | |
|
| دونَهُ في الناسِ بِالوُلدِ اِهتِماما |
|
فَلَكِيٌّ هُوَ إِلّا أَنَّهُ | |
|
| لَم يَنَل فَهماً وَلَم يُعطَ الكَلاما |
|
طِلبَةٌ قَد رامَها آباؤُنا | |
|
| وَاِبتَغاها مَن رَأى الدَهرَ غُلاما |
|
أَسقَطَت إيكارَ في تَجرِبَةٍ | |
|
| وَاِبنَ فِرناسٍ فَما اِستَطاعا قِياما |
|
في سَبيلِ المَجدِ أَودى نَفَرٌ | |
|
| شُهَداءُ العِلمِ أَعلاهُم مَقاما |
|
خُلَفاءُ الرُسلِ في الأَرضِ هُمو | |
|
| يَبعَثُ اللَهُ بِهِم عاماً فَعاما |
|
قَطرَةٌ مِن دَمِهِم في مُلكِهِ | |
|
| تَملَأُ المُلكَ جَمالاً وَنِظاما |
|
رَبِّ إِن كانَت لِخَيرٍ جُعِلَت | |
|
| فَاِجعَلِ الخَيرَ بِناديها لِزاما |
|
وَإِنِ اِعتَزَّ بِها الشَرُّ غَداً | |
|
| فَتَعالَت تُمطِرُ المَوتَ الزُؤاما |
|
فَاِملَأ الجَوَّ عَلَيها رُجُماً | |
|
| رَحمَةً مِنكَ وَعَدلاً وَاِنتِقاما |
|
يا فَرَنسا لا عَدِمنا مِنَناً | |
|
| لَكِ عِندَ العِلمِ وَالفَنِّ جُساما |
|
لَطَفَ اللَهُ بِباريسَ وَلا | |
|
| لَقِيَت إِلّا نَعيماً وَسَلاما |
|
رَوَّعَت قَلبي خُطوبٌ رَوَّعَت | |
|
| سامِرَ الأَحياءِ فيها وَالنِياما |
|
أَنا لا أَدعو عَلى سينٍ طَغى | |
|
| إِنَّ لِلسينِ وَإِن جارَ ذِماما |
|
لَستُ بِالناسي عَلَيهِ عيشَةً | |
|
| كانَتِ الشَهدَ وَأَحباباً كِراما |
|
اِجعَلوها رُسلَكُم أَهلَ الهَوى | |
|
| تَحمِلُ الأَشواقَ عَنكُم وَالغَراما |
|
وَاِستَعيروها جَناحاً طالَما | |
|
| شَغَفَ الصَبَّ وَشاقَ المُستَهاما |
|
يَحمِلُ المُضنى إِلى أَرضِ الهَوى | |
|
| يَمَناً حَلَّ هَواهُ أَم شَآما |
|
أَركَبُ اللَيثَ وَلا أَركَبُها | |
|
| وَأَرى لَيثَ الشَرى أَوفى ذِماما |
|
غَدَرَت جَيرونَ لَم تَحفِل بِهِ | |
|
| وَبِما حاوَلَ مِن فَوزٍ وَراما |
|
وَقَعَت ناحِيَةً فَاِحتَرَقَت | |
|
| مِثلَ قُرصِ الشَمسِ بِالأُفقِ اِضطِراما |
|
راضَها بِاليُمنِ مِن طَلعَتِهِ | |
|
| خَيرُ مَن حَجَّ وَمَن صَلّى وَصاما |
|
كَخَليلِ اللَهِ في حَضرَتِهِ | |
|
| خَرَّتِ النارُ خُشوعاً وَاِحتِراما |
|
ما لِروحي صاعِداً ما يَنتَهي | |
|
| أَتُراهُ آثَرَ الجَوَّ فَراما |
|
كُلَّما دارَ بِهِ دَورَتَهُ | |
|
| أَبدَتِ الريحُ اِمتِثالاً وَاِرتِساما |
|
أَنا لَو نِلتُ الَّذي قَد نالَهُ | |
|
| ما هَبَطتُ الأَرضَ أَرضاها مُقاما |
|
هَل تَرى في الأَرضِ إِلّا حَسَداً | |
|
| وَرِياءً وَنِزاعاً وَخِصاما |
|
مُلكُ هَذا الجَوِّ في مَنعَتِهِ | |
|
| طالَما لِلنَجمِ وَالطَيرِ اِستَقاما |
|
حَسَدَ الإِنسانُ سِربَيهِ بِما | |
|
| أوتِيا في ذُروَةِ العِزِّ اِعتِصاما |
|
دَخَلَ العُشَّ عَلى أَنسُرِهِ | |
|
| أَتُرى يَغشى مِنَ النَجمِ السَناما |
|
أَيُّها الشَرقُ اِنتَبِه مِن غَفلَةٍ | |
|
| ماتَ مَن في طُرُقاتِ السَيلِ ناما |
|
لا تَقولَنَّ عِظامِيٌّ أَنا | |
|
| في زَمانٍ كانَ لِلناسِ عِصاما |
|
شاقَتِ العَلياءُ فيهِ خَلفاً | |
|
| لَيسَ يَألوها طِلاباً وَاِغتِناما |
|
كُلَّ حينٍ مِنهُمو نابِغَةٌ | |
|
| يَفضُلُ البَدرَ بَهاءً وَتَماما |
|
خالِقَ العُصفورِ حَيَّرتَ بِهِ | |
|
| أُمَماً بادوا وَما نالوا المَراما |
|
أَفنَوا النَقدَينِ في تَقليدِهِ | |
|
| وَهوَ كَالدِرهَمِ ريشاً وَعِظاما |
|