إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ليتني، |
ليتها، |
ليت هذا الدخانَ الكثيفَ الذي بيننا، |
يتبدّدُ أعمدةً .. |
كي أرى وجهَها من خلالِ الركامِ |
وتبصرَ فِيَّ احْتضَارَ النّدى .. |
ليتها تتقدّمُ شبراً، |
لتسمعَ صوتاً |
تهشّمَ بين المراثي سُدى .. |
ليتها تتأخّرُ شِبراً |
إلى حيثُ كنّا |
نُخَضِّبُ شَعْرَ المُحِبّينَ بالمسكِ، |
نُشْعِلُ جيدَ السّماءِ بِجَذْوَتِنا |
نجمةً |
نجمةً |
ثم نُلقي بأرواحِنا في المَدى .. |
ليتها شطحةٌ من خيالٍ، |
إذَنْ لأوَيْتَ إلى مَخْدَعِ الوردِ، |
أو صُغتُ ملحمةً للفَراشِ الحزينِ، |
وأطلقتُ أشرعتي للنهارْ. |
كلّما هزّتِ الرّيحُ أوردةَ الشّوقِ، |
غنّيت لحْني .. |
وعَلّقتُ في بابها قمراً لا يغيبْ. |
كنتُ أوفى المُحِبّينَ، |
أوفى الصّعاليكِ، |
للخيلِ والليلِ |
والقُبّراتِ التي لا تنامْ. |
كنتُ لمّا يَحِلّ الشّتاءُ، |
ويذرفُ دمعتهُ فوقَ سفحِ القلوبِ، |
أُبادِرُ بالجمْرةِ المُشتهاةِ، |
أمرُّ بها بين تلك البيوتِ |
التي لا تزالُ تفوحُ |
بأرغِفةِ الّلاجِئينْ. |
كنتُ لمّا يَحِلّ الشّتاءُ |
ويذرفُ دمعتهُ، |
أشتهي أن أموتَ على صفحةٍ |
لم يَطَلها المِدادُ. |
أنا يا ابْنةَ القلبِ شطرُكِ، |
مهْما توالى الدّخانُ الكثيفُ على شُرفتينا، |
أو انْطفأ البدرُ في مُقلتينا .. |
فثمةَ خيطٌ من الأمنياتِ النّديّةِ، |
يَسْتَلُّنا طينةً للنّماءِ أو الهَدْمِ .. |
لا تَقْنَطِي، |
لن يطولَ الوقوفُ بنا |
سوف نبدأُ خلقاً جديداً، |
له سِمَةٌ لا تكونُ لغيرِ المُحِبّينَ، |
يا نارُ كوني .. |
فكُنّا ثُغاءً بتلكَ السّهولِ المديدةِ .. |
يَرْتدُّ بعد انْقِضاءِ الزَّمانِ، |
صدىً للحياةِ، |
أنا يا ابْنةَ القلبِ شَطْرُكِ .. |
فلْتَنْثُري ما تبقّى منَ الآسِ حولَ رُفاتي، |
وقولي لأهلِ القَصاصِِ إذا ما أتواْ |
إنّهُ سيعودْ .. |