ما زالَ أَوَّلُ كَأسٍ مِنكِ يَلمَحُنِي | |
|
| وكُلَّما قُلتُ: كادَت قُلتِ: لَم يَحِنِ |
|
مَجنُونةٌ أَنتِ مِثلِي يا قَصيدةُ في | |
|
| هذا الزَّمانِ الهَجِينِ النَّاعِمِ الخَشِنِ |
|
مَجنونةٌ أَنتِ لكن لَستِ شاعِرةً | |
|
| مِثلِي تُرَوِّضُ بَحرًا غَيرَ ذِي سُفُنِ |
|
لا أَشتَهِي مِنكِ شَيئًا لا وُجُودَ لهُ | |
|
| صَدرُ القَصِيدةِ صَدرٌ دُونَما لَبَنِ |
|
لكنني بِاقتِرابي مِنكِ أَهوَنُ ما | |
|
| أُرِيدُهُ: نَيلُ شَيءٍ بَعدُ لَم يَكُنِ |
|
لا مُهجَتِي مِنهُ لاذَت بالفِرارِ ولا | |
|
| أَنتِ استَطَعتِ اقتِيَادِي خَارِجَ الزَّمَنِ |
|
أَقسَى مِن الشِّعرِ في هذا الفَضَاءِ يَدٌ | |
|
| إِن سالَ خَدِّي عَلَيها نَالَ أَعجَبَنِي |
|
مَوهُومَةٌ أَنتِ مِثلِي بِالتَّوَحُّدِ لا | |
|
| تُجادِلِينِي جِدَالَ المُؤمِنِ الوَثَنِي |
|
وَلْنَفتَرِضْ أَنتِ رَأسٌ مُجهَدٌ وأَنا | |
|
| قَصِيدةٌ هاجَمَتكِ الآنَ في الوَسَنِ |
|
لا شَيءَ إِلَّا سَرَابٌ سَوفَ تَسفَعُهُ | |
|
| عَينَاكِ عِند التِقاءِ السِّرِّ بِالعَلَنِ |
|
لا يَجرَحُ الشِّعرُ إِلَّا قَلبَ شَاعِرِهِ | |
|
| ولا التَّنَاهِيدُ إِلَّا حَابِسَ الحَزَنِ |
|
|
يا مَن لَها بَعدَ نِصفِ اللَّيلِ في خَلَدِي | |
|
| طَرقٌ وسَحبٌ ووَصلٌ لَيسَ ذا شَجَنِ |
|
مِن أَينَ تَأتِينَ كالإِعصارِ ضَارِبَةً | |
|
| رَأسِي وشارِبَةً عَينَيَّ مِن أُذُنِي؟! |
|
تَصطَادُنِي كُلَّ لَيلٍ مِنكِ أَسئِلةٌ | |
|
| صَمتِي لَدَيهُنَّ رَدٌّ باهِظُ الثَّمَنِ |
|
لا تَحمِلِينِي مَجَازًا أَنتِ مائِلَةٌ | |
|
| لِأَحمِلَ الأَرضَ عَنها لا لِتَحمِلَنِي |
|
|
مِن حَقِّ كُلِّ رَصيفٍ أَن يَنَامَ على | |
|
| صَدرِي لِأَنَّ بِلادِي أَصبَحَت بَدَنِي |
|
مِن حَقِّ كُلِّ رَغِيفٍ أَن يَحِنَّ إِلى | |
|
| أَكلِي غَدًا لَستُ أَشكُو قِلَّةَ المِهَنِ |
|
مِن حَقِّ كُلِّ غَريبٍ أَن يُبيحَ دَمِي | |
|
| مِن حَقِّ كُلِّ قَريبٍ أَن يُخَوِّنَنِي |
|
مِن حَقِّ كُلِّ عَميلٍ أَن يُحَارِبَ جُم | |
|
| هُورِيَّتِي فَهيَ فَيدٌ مِن بَنِي لِبَنِي |
|
مِن حَقِّهِ أَن يَقُولَ: اللهُ باعِثُهُ | |
|
| لِنُصرَةِ الدِّينِ بِالتَّكفِيرِ والفِتَنِ |
|
مِن حَقِّهِ أَن يَدُسَّ السُّمَّ في لُغَتِي | |
|
| مِن حَقِّهِ أَن يُزِيلَ اليَاءَ مِن وَطَنِي |
|
مِن حَقِّهِ كُلُّ شَيءٍ لا عَلَاقَةَ لِي | |
|
| إِلَّا بِتَحرِيرِ نَفسِي مِن أَسَى المُدُنِ |
|
لا شَأنَ لِي بالجِياعِ الآكِلِينَ فَمِي | |
|
| ياااا لَعنَةَ الشِّعرِ تَكفِي لَعنَةُ اليَمَنِ |
|