عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > الإمارات > إبراهيم محمد إبراهيم > خربشات على جدار القلب

الإمارات

مشاهدة
1467

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خربشات على جدار القلب

مهزوماً كُنْتُ
فصِرتُ أُجرّدُ سيفي البتّارَ
وأُغمِدُهُ عِدّةَ مرّاتٍ
في عينَيْ كِسرى ..
مُنذُ تعهّدَ رَبعِيُّ
في الرّؤيا
أن يبدأَ
جولَتَهُ الأُخرى
أتيتُكَ بالقِرْبةِ والعَصا
وقصعةِ الطّعام ِ،
أسحبُ الدّنيا بما تحوزُ
من قُرونِها ..
وليس لي في حمصَ
مَطمَعٌأو غيرِها
وليس لي فيكَ
ولا سِواكَ في الوَرى ..
أتيتُ والدنيا غُبارُ عابِرٍ
خلفَ متاعِيَ الذي ترى .
لا ناقةَ لي من بعدِها ولا بعيرْ ..
لقدْ نجوتَ يا عُميرْ .
خلفَ الشُبّاكِ
حديقةُ أزهارْ .
فيها عُصفورٌ ثرثارْ .
يوقظُني كُلّ صباح ٍ
كيْ أقطِفَ زهرةْ .
ذاتَ مساءٍ،
داهمني الشّعرُ
فأشعلْتُ الليلَ جُنوناً،
علّي أخرجُ منهُ الفِكرةْ .
وغفوتُ مع الفجرِ
ليوقِظَني:
ياولدي لا تلعبْ بالنّارْ .
تبيّنْتُهُ في الظّلام ِ المُفضّض ِ بالنّجم ِ
يحمِلُ عبءَ المبيتِ على كتِفيهِ
ويبحثُ عن حائطٍ لا ينامْ .
وأبصرْتُهُ في الصّباح ِ الفَضوح ِ،
يُغادِرُ مقبرةً في المدينةِ،
ممتطِياً صهوةَ الرّيح ِ
قبلَ الزّحامْ .
للشّفةِ العُليا،
شفةُ سُفلى ..
للشفةِ السُّفلى،
شفةٌ عُليا ..
بينهُما،
وصلٌ وفِراقْ .
لولاهُ،
لما كانَ التاريخُ،
ولا الأشعارُ،
ولا الأوراقْ .
خالٍ هذا المقهى ..
يملؤُهُ الصّمتُ،
من الأبوابِ المفتوحةِ للرّيح ِ،
إلى الأقداح ِ النّعسانةِ خلفَ النّادِلِ،
والأكوابِ السّكرى ..
أجلِسُ وحدي،
فأنا والمقهى،
بعد غيابِ المهووسينَ
بداء الشّعرِ وبالقهوةِ
صِرنا،
كعجوزين ِعلى عُكّازِ اليأس ِ
يعُبّان ِ من الصّمتِ المُرِّ
ويقتاتان ِ على الذّكرى .
ساجِداً ..
كما تركتُهُ
قبلَ ثلاثينَ سنةْ .
يشكو من الجوع ِ،
مُطوّقاً بعُروةِ الإمام ِ
والطّقوس ِ الآسِنةْ .
بيتُ الشّعرِ المُنهارِ،
وأشلاءُ الوقتِ .
دخانُ السّأَم ِ الأحمرُ
تحتَ رمادِ الحربِ،
وأحلامُ صقورِ الصّيدِ .
خيوطٌ تتقاطعُ كالحُمّى في صدرِ اليومْ .
تنحرُ في الرّأس ِ الصّحوَ،
وتشنُقُ في العين ِ النّومْ .
غيمةٌ من دُخانٍ،
تَصاعدُ في الجوِّ،
من فم ِ هذا الخواءِ .
فارِغونَ،
كتِلكَ الأراجيل ِ
لا أصلَ يربِطُها بالتُرابِ
ولا فرعَ يوصِلُها بالسّماءِ .
تعثّرَ إبليسُ في السوق ِ
في كعبِ أُنثى من الجِنِّ،
فانهمَرَ الناسُ من كُلِّ صوبٍ
وشدّوهُ من ساعِديهِ .
وما تركوهُ، إلى أن أفاقَ،
وعادَ إلى غيّهِ،
فاطْمأنّوا عليهِ .
في الدائرةْ،
تحرُسُ ألفُ عينٍ ساهِرةْ .
لكنها عمياءْ .
يُعربِدُ الخَرابُ في جُفونِها
في وَضَحِ الظّهيرةْ .
في الدائرةْ،
ثمّةَ أعيُنٌ،
تجُسُّ مايُحاكُ في المساءْ،
بنعمةِ البصيرةْ .
الوجعُ الليلِيُّ،
يجيءُ بلا وعدٍ أنّى شاءَ،
ويرحلُ أنّى شاءْ .
يتخطّفُ في الليلِ بناتَ الشّعرِ
ويشربُ كُلّ بُحوري ..
يأتي بصقيع ِ الصّحراءِ
ويذهبُ بالدّفءِ،
وبعض ِ الأوهام ِ المحمودةِ بينَ سُطوري
الوجعُ الليلِيُّ حُشودٌ بارِدةٌ، ليس لها أسماءْ .
تنمو كقُرون ِ الجِنِّ إذا غاض الماءْ .
وتُعربِدُ في أحلام ِ الشاعِرِ
كالعِفريتِ المأمورِ .
تأتي كيف تشاءُ،
وترحلُ كيفَ تشاءْ .
كرةٌ هذي الأرضُ
تدورُ ولا تتعبْ .
والناسُ عليها،
يركلُ كلٌّ صاحبَهُ ..
هذا شأنُ اللاعبِ،
حين تكون الكرةُ الملعبْ .
في الليلِ، هل ينامُ الليلْ؟
تسألُني صغيرتي
أجبتُها: وفي النهارِ؟ هل يذهبُ النهارُ للمدارسْ؟
قالت: نعمْ .
قلتُ: إذنْ ينام الليلْ .
قالتْ: وأين يفرشُ الليلُ فراشَ نومِهِ؟
أجبتُ: مالونُ حقيبةِ النهارْ؟
فانتفضتْ: ليس له حقيبةْ .
أجبتُها: وليس لليلِ فراشْ .
قالتْ: إذنْ، ليس ينامُ الليلْ .
قلتُ: ولا النهارُ يعرفُ المدارسْ .
إبراهيم محمد إبراهيم
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الخميس 2007/03/22 10:05:49 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com