إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مهزوماً كُنْتُ |
فصِرتُ أُجرّدُ سيفي البتّارَ |
وأُغمِدُهُ عِدّةَ مرّاتٍ |
في عينَيْ كِسرى .. |
مُنذُ تعهّدَ رَبعِيُّ |
في الرّؤيا |
أن يبدأَ |
جولَتَهُ الأُخرى |
أتيتُكَ بالقِرْبةِ والعَصا |
وقصعةِ الطّعام ِ، |
أسحبُ الدّنيا بما تحوزُ |
من قُرونِها .. |
وليس لي في حمصَ |
مَطمَعٌأو غيرِها |
وليس لي فيكَ |
ولا سِواكَ في الوَرى .. |
أتيتُ والدنيا غُبارُ عابِرٍ |
خلفَ متاعِيَ الذي ترى . |
لا ناقةَ لي من بعدِها ولا بعيرْ .. |
لقدْ نجوتَ يا عُميرْ . |
خلفَ الشُبّاكِ |
حديقةُ أزهارْ . |
فيها عُصفورٌ ثرثارْ . |
يوقظُني كُلّ صباح ٍ |
كيْ أقطِفَ زهرةْ . |
ذاتَ مساءٍ، |
داهمني الشّعرُ |
فأشعلْتُ الليلَ جُنوناً، |
علّي أخرجُ منهُ الفِكرةْ . |
وغفوتُ مع الفجرِ |
ليوقِظَني: |
ياولدي لا تلعبْ بالنّارْ . |
تبيّنْتُهُ في الظّلام ِ المُفضّض ِ بالنّجم ِ |
يحمِلُ عبءَ المبيتِ على كتِفيهِ |
ويبحثُ عن حائطٍ لا ينامْ . |
وأبصرْتُهُ في الصّباح ِ الفَضوح ِ، |
يُغادِرُ مقبرةً في المدينةِ، |
ممتطِياً صهوةَ الرّيح ِ |
قبلَ الزّحامْ . |
للشّفةِ العُليا، |
شفةُ سُفلى .. |
للشفةِ السُّفلى، |
شفةٌ عُليا .. |
بينهُما، |
وصلٌ وفِراقْ . |
لولاهُ، |
لما كانَ التاريخُ، |
ولا الأشعارُ، |
ولا الأوراقْ . |
خالٍ هذا المقهى .. |
يملؤُهُ الصّمتُ، |
من الأبوابِ المفتوحةِ للرّيح ِ، |
إلى الأقداح ِ النّعسانةِ خلفَ النّادِلِ، |
والأكوابِ السّكرى .. |
أجلِسُ وحدي، |
فأنا والمقهى، |
بعد غيابِ المهووسينَ |
بداء الشّعرِ وبالقهوةِ |
صِرنا، |
كعجوزين ِعلى عُكّازِ اليأس ِ |
يعُبّان ِ من الصّمتِ المُرِّ |
ويقتاتان ِ على الذّكرى . |
ساجِداً .. |
كما تركتُهُ |
قبلَ ثلاثينَ سنةْ . |
يشكو من الجوع ِ، |
مُطوّقاً بعُروةِ الإمام ِ |
والطّقوس ِ الآسِنةْ . |
بيتُ الشّعرِ المُنهارِ، |
وأشلاءُ الوقتِ . |
دخانُ السّأَم ِ الأحمرُ |
تحتَ رمادِ الحربِ، |
وأحلامُ صقورِ الصّيدِ . |
خيوطٌ تتقاطعُ كالحُمّى في صدرِ اليومْ . |
تنحرُ في الرّأس ِ الصّحوَ، |
وتشنُقُ في العين ِ النّومْ . |
غيمةٌ من دُخانٍ، |
تَصاعدُ في الجوِّ، |
من فم ِ هذا الخواءِ . |
فارِغونَ، |
كتِلكَ الأراجيل ِ |
لا أصلَ يربِطُها بالتُرابِ |
ولا فرعَ يوصِلُها بالسّماءِ . |
تعثّرَ إبليسُ في السوق ِ |
في كعبِ أُنثى من الجِنِّ، |
فانهمَرَ الناسُ من كُلِّ صوبٍ |
وشدّوهُ من ساعِديهِ . |
وما تركوهُ، إلى أن أفاقَ، |
وعادَ إلى غيّهِ، |
فاطْمأنّوا عليهِ . |
في الدائرةْ، |
تحرُسُ ألفُ عينٍ ساهِرةْ . |
لكنها عمياءْ . |
يُعربِدُ الخَرابُ في جُفونِها |
في وَضَحِ الظّهيرةْ . |
في الدائرةْ، |
ثمّةَ أعيُنٌ، |
تجُسُّ مايُحاكُ في المساءْ، |
بنعمةِ البصيرةْ . |
الوجعُ الليلِيُّ، |
يجيءُ بلا وعدٍ أنّى شاءَ، |
ويرحلُ أنّى شاءْ . |
يتخطّفُ في الليلِ بناتَ الشّعرِ |
ويشربُ كُلّ بُحوري .. |
يأتي بصقيع ِ الصّحراءِ |
ويذهبُ بالدّفءِ، |
وبعض ِ الأوهام ِ المحمودةِ بينَ سُطوري |
الوجعُ الليلِيُّ حُشودٌ بارِدةٌ، ليس لها أسماءْ . |
تنمو كقُرون ِ الجِنِّ إذا غاض الماءْ . |
وتُعربِدُ في أحلام ِ الشاعِرِ |
كالعِفريتِ المأمورِ . |
تأتي كيف تشاءُ، |
وترحلُ كيفَ تشاءْ . |
كرةٌ هذي الأرضُ |
تدورُ ولا تتعبْ . |
والناسُ عليها، |
يركلُ كلٌّ صاحبَهُ .. |
هذا شأنُ اللاعبِ، |
حين تكون الكرةُ الملعبْ . |
في الليلِ، هل ينامُ الليلْ؟ |
تسألُني صغيرتي |
أجبتُها: وفي النهارِ؟ هل يذهبُ النهارُ للمدارسْ؟ |
قالت: نعمْ . |
قلتُ: إذنْ ينام الليلْ . |
قالتْ: وأين يفرشُ الليلُ فراشَ نومِهِ؟ |
أجبتُ: مالونُ حقيبةِ النهارْ؟ |
فانتفضتْ: ليس له حقيبةْ . |
أجبتُها: وليس لليلِ فراشْ . |
قالتْ: إذنْ، ليس ينامُ الليلْ . |
قلتُ: ولا النهارُ يعرفُ المدارسْ . |