|
الحُبُّ مِثلُ حُروبِنا إذ تَبْدَأُ
|
خَفْقٌ ونارٌ في الحشا لا تَهْدَأُ
|
وَمِنَ الحُروبِ نَفِرُّ نَحْوَ مَلاجِئ
|
لِمَ في الهوى صَدْرُ الحَبيبِ المَلجَأُ؟
|
|
كرةٌ فؤادي والقصيدةُ مَلعَبُ
|
واللاعِبُ الهَدافُ حُبٌّ مُتْعَبُ
|
شَوطانِ مِنْ هَجْرٍ .. وأقدارُ النّوى
|
حَكَمٌ .. على صِدقِ المَشاعِرِ يَكْذِبُ
|
|
نغفو وتَعْبَثُ في رُؤانا الرّغبةُ
|
وعلى أمانينا الزّمانُ يُرَبِّتُ
|
لِعُيونِنا لُغةٌ يُتَرْجِمُ بَوْحَها
|
شِعْرٌ بهيئة أدمِعٍ تَتَفَّلَتُ
|
|
ضَوءُ الحُروفِ بِصَمْتِهِ يَتَحَدَّثُ
|
وبِعُمْقِنا عَنْ مُسْتَقَرٍّ يَبْحَثُ
|
وكأنَّهُ في البَحْرِ ضَيَّعَ سَمْتَهُ
|
بِشُجونِهِ خَلفَ المَرافئ يَلْهَثُ
|
|
باسمِ الهوى قِنديلُ حُبّي يَلْهَجُ
|
لا زيتَ فيهِ وإنَّما مُتَوَهِّجُ
|
عينايَ ضوءٌ قد سَرى في ليلةٍ
|
مِنّي إليكِ وإنْ سَمَوْتِ سَيَعْرجُ
|
|
صَوتي بِبُحَّةِ لَهْفِهِ مُتَوَشِّحُ
|
والطّرفُ مِنْ فَرْطِ الهوى مُتَرَنِّحُ
|
أُمْسي على ذِكْراكِ يُنْهِكُني الكَرى
|
حَتّى إذا أسْلَمْتُ عيني .. أُصبِحُ
|
|
مازالَ نبضي بالحَنينِ يُؤرِّخُ
|
ذِكراكِ فوقَ جِدارِ قلبي يَنْسَخُ
|
عينُ المُرادِ على عَمَاها أبْصَرَتْ
|
بَكماءُ أمنيتي ولكنْ تَصْرخُ
|
|
في وَأْدِ ما تَبْغيهِ روحي لي يَدُ
|
وعَليَّ أنقاضُ القَصائدِ تَشْهَدُ
|
إنّي مُدانٌ بالهوى ماحيلتي؟
|
قاضي الغَرامِ بِحُكْمِهِ مُتَرَدِّدُ
|
|
وإليكِ عَبْرَ تَأمُّلاتي أنفُذُ
|
وأنا بِعِطْرِ الوَهْمِ كَمْ أتَلَذَّذُ
|
أُعْطي لِشُحِّ الحَظِّ كُلَّ دقائقي
|
وَسِوى التّصَبّرِ لمْ أجِدْ ما يُؤخَذُ
|
|
في شُرْفَةِ النّسيانِ قلبي يَسْهَرُ
|
ويُحاصِرُ النّبضَ الحَزينَ تَذَكُّرُ
|
خَمْرُ القَصيدِ وتَبْغُ أيامٍ خَلَتْ
|
والعاشقونَ قلوبُهمْ لا تَسْكَرُ
|
|
الهَجْرُ يُسْهِبُ والتّلاقي يُوجِزُ
|
وكَأنَّ وَصْلَكِ في البَلاغةِ مُعْجِزُ
|
ثَوبُ الفِراقِ تَحُوكُهُ أيامُنا
|
وأنا عليه مِنَ القَصيدِ أُطَرِّزُ
|
|
البوحُ لي رِئةٌ بِها أتَنَفَّسُ
|
وأنا بِضَوءِ قَصيدَتي أسْتَأنِسُ
|
شِعْري إلى شُطآنِ حُسْنِكِ رَاحِلٌ
|
أيُلامُ إنْ عَشِقَ الشّواطِئَ نَوْرَسُ؟
|
|
في مُهْجَةِ الأيّامِ عَنْكِ أفَتِّشُ
|
وَرَمادَ أيامِ الصّبابةِ أنبُشُ
|
أرسلتُني صوتاً يسائلُ عن صدىً
|
حتّى تبيَّنَ أنَّ دهريَ أطرشُ
|
|
يَزدادُ بُؤسي والتّفاؤلُ يَنْقُصُ
|
ويَخونُني فَرَحي، وحُزْني مُخْلِصُ
|
بيني وبينَكِ ظُلْمَةٌ ومَسافَةٌ
|
والنّائباتُ على الطّريقِ تَرَبَّصُ
|
|
عَقْلي يُوافِقُني وقَلبي يَرفضُ
|
والذّكرياتُ لها فؤادٌ يَنبضُ
|
رغمَ السّوادِ على تُخومِ حِكايتي
|
يَرقى إلى عَيْنَيْكِ شِعرٌ أبيضُ
|
|
بِكِ جَفَّ دَمْعٌ، بي بُكاءٌ مُفرطُ
|
وَبِسَفْكِ دَمعي نَأيُكِ المُتَوَرِّطُ
|
وكأنَّ لي روحَيْنِ في جَسَدي وفي
|
عِشْقي، وقَلبُكِ في الهيامِ مُحَنَّطُ
|
|
لَيتَ اللّظى يَغْفو ولا يَسْتيقِظُ
|
في العُمرِ كي يَنسى الهوى ما يَحْفَظُ
|
يا لَيتَني أعمى القَصيدِ وخافِقي
|
بِحُروفِها في النّبضِ لا يَتَلَفَّظُ
|
|
بِدَقائقٍ حُبلى بِطَيفِكِ أطْمَعُ
|
كمْ بِتُّ تَذرفُني بليلي الأدمُعُ
|
ذِكراكِ سَيفٌ غِمْدُهُ في مُهْجَتي
|
وأنا كَغِمدِ السّيفِ لا أتَوَجَّعُ
|
|
ما لي بِكُلِّ الأبجديّةِ ألثَغُ؟
|
أَ لأنَّ ثَغْرَكِ حينَ يَلْثَغُ أبْلَغُ؟
|
ما أجملَ اسْمي حينَ أسمَعُ، سينَه
|
ثاءً وتَفْتُنُ لَوْعَتي وتُدغدِغُ
|
|
غَيْر المَذاهِبِ، مَذهَبي مُتَطَرِّفُ
|
في العِشقِ، مَهما زَوَّروا أو زَيَّفوا
|
إنْ كانَ نسيانُ الحَبيبِ حَضارةً
|
إنّي بِدائيُّ الهوى مُتَخَلِّفُ
|
|
أمَلي بِمِشْنَقَةِ الزّمانِ مُعَلَّقُ
|
أدرَكْتُ أنَّ الحُلْمَ لا يَتَحَقَّقُ
|
ماذا سَأفعلُ؟، عِندَ كُلِّ قَصيدَةٍ
|
هَيْمى بِذِكْرِكِ مَاتَ فيَّ المَنْطِقُ
|
|
يَتلو جَمَالَ الوَجْهِ رِمْشٌ مُنْهَكُ
|
ودَمُ الأقاحي فَوقَ خدِّكِ يُسفَكُ
|
الحُسْنُ أمَّرَ مُقلَتَيْكِ على الوَرى
|
والشَّوقُ في عَيْنَيَّ كَمْ يَتَصَعْلَكُ
|
|
تَمْضي الشُّهورُ وَبَوْحُنا مُتَعَطِّلُ
|
والصّمتُ للقلبينِ وَحْيٌ مُرْسَلُ
|
كَذَّبْتُ آياتِ الفِراقِ بِصَمْتِنا
|
وَعَنِ اعْتِقادِ العِشْقِ لا أتَحَوَّلُ
|
|
بَوْحي يَتيمٌ والفُؤادُ مُتَيَّمُ
|
والنَّبضُ في كُلِّ القوافي يَأثَمُ
|
الخاطِئونَ مَلاذُهُمْ في تَوبَةٍ
|
لَكِنَّ قَلبَكِ ظَالِمٌ لا يَرْحَمُ
|
|
بِمَدامِعي زَهْرُ البَنَفْسَجِ يُؤمِنُ
|
والياسمينُ بكى مَعي والسّوْسَنُ
|
سُبْحانَ مَنْ فَطَرَ القُلوبَ على الأسى
|
كالصَّخْرِ بلْ إنَّ الحجارةَ ألْيَنُ
|
|
أ سَمِعْتِ قنديلَ المُنى يَتَأوَّهُ؟
|
وَظَلامَ هَجْرِكِ في العُروقِ يُقَهْقِهُ؟
|
هذا أنا، وَجْهٌ يُزَيِّفُ ضِحْكَةً
|
حينَ اسْتَفاضَتْ بابْتِسامٍ أوْجُهُ
|
|
وأدُسُّ في جَيْبِ الصّباحِ الشّكوى
|
فَتَعودُ لي ليلاً بهيئةِ بلوى
|
نَبْضي أصيبَ بداءِ صمتٍ مُزْمِنٍ
|
فَمَتى تُصابُ قَصائدي بالعدوى؟
|
|
مُلِّكْتِ روحي، لستُ أملكُ شَيّا
|
بِتَصَرُّفاتي ما مَلَكْتُ يَدَيّا
|
كنّا على غُصْنِ الغَرامِ قَصَيدةً
|
عُودي إليكِ فَقَدْ رَجعتُ إليّا
|