إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا بدري الباسمْ |
كلُّ العشاقِ لعينيكِ المظلومُ وأنتِ بهذا الحسنِ الظالمْ |
لو كنا في الأزمانِ الوسطى |
لتجمّعَ ضدَّكِ كلُّ رجالِ العالمْ |
واتهموكِ بأنَّكِ ساحرةٌ |
ولديهم في عينيكِ عليكِ دليلْ |
وهنالكِ كنتُ سأرأسُ محكمةَ التفتيشِ أدينُكِ بالتضليلْ |
فأنا المحمومُ الهاذي |
منذُ ارتجفَتْ شفتاكِ بتمتمةٍ غامضةٍ ذاتَ سَهَرْ |
وافتَرَّ الثغرُ الدامي عن لؤلئِه حينَ سَمَرْ |
واختطفَ البدرُ الكامنُ في أهدابِكِ عقلي.. يا لَقمرْ |
وأكيدٌ أني كنتُ سأحكمُ بالأشواقِ على خفقاتِكِ ألفَ أمَدْ |
وبتقديمِكِ قُربانا للنارِ الجامحةِ بقلبي قَيْدَ مَسَدْ |
فأراكِ تَموتينَ بعشقي |
وبشوقٍ أدفنُكِ بصدري دونَ مَرَدّْ! |
لكنّا في أزمانٍ أخرى |
فيها يُهدي للساحرةِ العاشقُ دَبدوبا أو وَردةْ! |
لتقولَ عليها تَعويذتَها في ليلاتِ الشوقِ.. الوغدةْ! |
لا يَدري المسكينُ لأيِّ مصيرٍ مجهولٍ يتردَّى ببراءتِهِ |
يُهديها العاشقُ دبدوبًا؟ |
مخدوعٌ يا لسذاجتِهِ! |
أينَ رجالٌ كانوا اعتادوا ذبحَ القطِّ الأسودِ مهما أغواهم هذا السحرْ؟ |
يُبقونَ الساحرةَ حبيسةَ ليلِ العشقِ لمطلعِ فجرْ |
يَنتزعُ الواحدُ منهم قلبَ الساحرةِ الشريرِ ليَغمسَهُ بالأشواقِ وبعضِ العطرْ |
يا فاتنتي: أنا جِئتُكِ من ذاكِ العصرْ |
كي أُخضعَكِ بحدِّ السيفِ وكأسِ الخمرْ |
فانتظري منّي حينَ يَجيءُ الأمرْ |
ما أحدٌ سيريحُ الغضبَ الكامنَ في أعماقِكِ غيري |
لا شيءَ يُجابِه سحرَكِ إلا سحري |
ما دربُكِ للحريةِ إلا أسري |
طولَ العمرْ |