بَينِي وبَينَكِ يا حَدِيقةُ مَورِدٌ | |
|
| المَاءُ فيهِ مُنَغَّصٌ والكُوبُ |
|
بَينِي وبَينَكِ يا صَدِيقةُ مَوعِدٌ | |
|
| لِلوَردِ فيهِ مَخالِبٌ ونُيُوبُ |
|
بَينِي وبَينَكِ يا حَقِيقةُ مَوقِدٌ | |
|
| تُكوَى ظُهُورٌ فَوقَهُ وجُنُوبُ |
|
بَينِي وبَينَكِ يا أَنَايَ غَرَابَةٌ | |
|
| وتَرَغُّبٌ، وتَغَرُّبٌ، وغُرُوبُ |
|
بَين التَّغَرُّبِ والتَّرَغُّبِ واقِفًا | |
|
| سَفَرٌ يُلِحُّ وما إِليهِ دُرُوبُ! |
|
ويَدٌ تُطِلُّ من الدُّخَانِ جَريحَةً | |
|
| ولها إِليَّ تَراجُعٌ ووُثُوبُ |
|
وأَنا أُتابِعُ ما يَدُورُ كَعَادَتِي | |
|
| وأَدُورُ مِثلَ دُوَارِهِ وأَذُوبُ |
|
وعَلَيَّ أَن أَعِدَ الكِنايَةَ قَبل أَن | |
|
| يَصِلَ الكَلامُ، ويُجزَمَ المَنصُوبُ |
|
وعَلَيَّ أَن أَئِدَ التَّوَقُّعَ قَبلَ أَن | |
|
| تُلقَى عَليهِ حَقائِقٌ وغُيُوبُ |
|
وعَلَيَّ أَن أَصِلَ النهايَةَ إِنّما | |
|
| دُونَ البدايةِ فِتنةٌ وحُرُوبُ |
|
دُون البدايَةِ والنّهايَةِ مَوطِنٌ | |
|
| غَدُهُ بِأَمْسِ ضَيَاعِهِ مَضرُوبُ |
|
الجُوعُ فيهِ فَريضةٌ مَكتوبةٌ | |
|
| والخَوفُ رُغمَ رَوَاجِهِ مَجلُوبُ |
|
والقَتلُ أَسهَلُ مِن سَلامِ تَحِيّةٍ | |
|
| والعَيبُ أَنَّكَ ليس فِيكَ عُيُوبُ |
|
والنّاسُ بَينَ ضَحِيَّةٍ، أَو قاتِلٍ | |
|
| لِلعَيشِ فيه خَصَاصَةٌ ولُغُوبُ |
|
يَتَنهَّدُون على مَوَائِدِهِم كَما | |
|
| يَتنهّدُ المُتسوِّلُ المَنكُوبُ |
|
فَمَتى سَتُثمِرُ بالحَنِينِ وُعُودُهُم؟ | |
|
| ومَتى سَتُخلَقُ لِلصُّخُورِ قُلوبُ؟! |
|
|
أَعَلَى القِيامَةِ أَن تَقُومَ؟! لَقَد مَضَى | |
|
| زَمَنُ القيامَةِ أَيُّها المَجذُوبُ |
|
لا مَوتَ إِلَّا ما رَأَيتَ مُضَاعَفًا | |
|
| وسَمِعتَ لَن يَتَكرَّرَ المَطلوبُ |
|
فَأَعِد عَصَاكَ إِلى يَمِينِكَ رَيثَما | |
|
| يَمضِي الذين وُجُودُهُم مَشطُوبُ |
|
ويَجِيءُ مِن أَقصَى المَدِينةِ مَوطِنٌ | |
|
| وعليهِ مِن أَثَرِ الرَّسُولِ نُدُوبُ |
|
|
وسَكَتُّ وانتَهَتِ الحِكايَةُ، وانزَوى | |
|
| خَلفَ الرُّهابِ سِلاحُهُ المَعطُوبُ |
|
وعَلَيَّ أَن أَقِفَ الهُنَيهَةَ كي أُوَدِّعَهُ | |
|
| ورَأسِي بِاللَّظَى مَعصُوبُ |
|
وعلى القصيدةِ أَن تَظَلَّ قَصِيَّةً | |
|
| ولِكُلِّ رَبِّ قصيدةٍ أُسلُوبُ |
|