كَأَنَّ لَيلًا ما بِصَدري أَوَى | |
|
| كَأَنَّ ذِئبًا ما بِرَأسِي عَوَى |
|
كَأَنَّ نَجمًا مَالَ عَن سَطرِهِ | |
|
| سَقَطتُ كَي أَصطَادَهُ فاستَوَى |
|
كَأَنَّ نَومًا زَارَنِي بَغتَةً | |
|
| صَحَوتُ تَرحيبًا بِهِ فانزَوَى |
|
هُناكَ صَوتٌ ما أَعِي أَنَّهُ | |
|
| يَقولُ لِي: إِن نِمتَ لَن تَصحُوَا |
|
أَنا كَطَيرٍ ضَاقَ تَغريدُهُ | |
|
| لِأَنَّ ثُعبانًا عليهِ التَوَى |
|
وما على المَخنُوقِ مِن لَومَةٍ | |
|
| أَيُطلِقُ الأَصواتَ إِلَّا الهَوَا؟! |
|
تَعِبتُ مِن تَحريكِ رَأسِي على | |
|
| وِسَادَةٍ حِيْكَت بِجَمرِ النَّوى |
|
تَعِبتُ مِن إِيقاظِ شَعبٍ لَهُ | |
|
| قِيادَةٌ مِن بائِعاتِ الهَوى |
|
ولَيس يُثنِينِي عَن المَوتِ في | |
|
| سَبيلِهِ إِلَّا شَديدُ القُوى |
|
أَلُومُ مَن يا لَومُ؟! بي رَغبةٌ | |
|
| وغُربَةٌ نَزَّاعَةٌ لِلشَّوَى |
|
أُحاوِلُ الإِفلاتَ مِنها كَما | |
|
| يُحاوِلُ المَقتُولُ أَن يَنجُوا |
|
هُناكَ أَحبابٌ قُدَامَى بلا | |
|
| تَحيّةٍ مَرُّوا مُرُورَ الجَوَى |
|
سَأَلتُهُم عَمَّا يُريدُونَهُ | |
|
| فَلَم يُجِب إِلَّا ضَجِيجُ الخَوَا |
|
|
| يُعَلِّمَانِ الناسَ جَدوَى الطَّوَى |
|
إِذَن فَلا مَعنَى لِهذا الذي | |
|
| أَقُولُهُ صَوتِي وصَمتِي سِوَى |
|
كَمِ اجتَذَبتُ العَيشَ حتى نَأَى | |
|
| وكَم طَرَقتُ المَوتَ حتى ارعَوَى! |
|
مَقَاعِدُ السُّمَّارِ مَهجُورَةٌ | |
|
| ودُورُهُم ذِكرَى ب سِقْطِ اللِّوَى |
|
أَصِيحُ: وا أَهلِي أَغِيثُوا ولا | |
|
| يُغِيثُنِي إِلَّا اختِناقِي بِ وا |
|
فَهذه الأَشباحُ أَطيافُهُم | |
|
| وهذه الأَطيافُ لَيسَت سِوَى |
|
مَقَابِرٍ يَسأَلْنَ عَن مَيِّتٍ | |
|
| أَعَذْنَهُ بِاللّهِ أَن يَبدُوَا |
|
تَأَنْسَنِي يا أَرضُ كي تَشعُرِي | |
|
| بِمن بِنارِ الحَربِ مِثلِي اكتَوَى |
|
أَو افتَحِي لِلنُّورِ بَوَّابَةً | |
|
| لِتَقرَأَ الجُدرانُ شَوقَ الكُوَى |
|
إِذا حَكَى التَّاريخُ قُولِي لَهُ: | |
|
| غَشَشتَنا يا شَكلُ بِالمُحتَوى |
|
وبِعتَنا للنَّافِثَاتِ الأَسَى | |
|
| وهُنَّ دُونَ القَدرِ والمُستَوى |
|
هُنا بَكَى الرَّاوِي وقالَ: ارقُدُوا | |
|
| فَمَا ارتَوَى المُصغِي ولا مَن رَوَى |
|
ولا اكتَفَى بِالدِّينِ هذا الذي | |
|
| يَسِيلُ مِن صَنعا إِلى نَينَوَى |
|
ولا احتَوَى الماعُونُ طُوفَانَهُ | |
|
| وكَيفَ لِلطُّوفَانِ أَن يُحتَوَى! |
|
هُنَاكَ أَمرٌ غابَ عَن بَالِنا | |
|
| ونُحنُ غِبنَا عَنهُ حتى انطَوَى: |
|
دَوَامُ دَاءٍ ما دَلِيلٌ على | |
|
| عَمَى المُدَاوِي أَو فَسَادِ الدَّوَا |
|