عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > الجزائر > عزوزي علي أيمنان > الفاصلة

الجزائر

مشاهدة
730

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الفاصلة

أصدقت زعما ظل من زمن ريبا
لتبعث حلما أم كَلِفْتَ بها حبا
وعشت إشاعات أعيدت على المدى
سنين فصارت من خيال طغى ضربا
فكل وعود الزائرين وإن حَفَتْ
تناهت إلى غور فكان لها جُبّاً
وما الوعد إلا مثل برق وميضه
أضاء وأضحى من سحائبه خُلْبا
تداعى زمان والحظوظ بخيلة
ولا من كريم من وعود لنا لبى
وكيف يخيب الظن والصدق ملزم
يراعى فلا ينزاح ميْنا ولا خبّاً
ثلاثون عاما في ترقُّب وعدهم
أرانا نسينا ما على عدها أربى
ألم تر أن الكهل شاخ وخلفه
شبيبتنا تخفي عزائمها شيبا
وتلك الليالي قد توارت نجومها
فهل سُلِبت أحلام ما يُرْتَجى سلبا
فلا بارق في الأفق صبَّح يومنا
ولم نُحْنِ رأسا للبعيد أو القربى
وعزة نفس المرء توقظ في الفتى
عواطف نامت في خواطره حقبا
وكم أتت البشرى بآفلو ولاية
فهلا كسينا من جلابيبها ثوبا
وهلا نهار اليوم جدد صبحنا
ليشطب نور الشمس رسم الدجى شطبا
نعم يا رجائي لا تخني فربما
سنشهد يوما من ولاياتنا سربا
حمائم تعلو في سلام سماءنا
تحلِّق بشرا في فضاء غدا رحبا
فما الضيق إلا في القلوب ومن يجدْ
بنشأتها عِبْأ فما قيَّم الكسبا
**
دع اللوم واتل الصفحة المُحتفى بها
لتقرأ من تاريخ من عشقوا الحربا
لنرجئ كل اللوم والمرء ربما
أزال الرضا عنه الملامةَ والعَتْبا
لئن جفت الأيام من قبل دارنا
فرب سحاب الغيث آب لها أوبا
ليمطر خيرا بعد قحط أصابها
وتدفع في الأجواء من ريحها سُحْبا
ورب جفاف زال في إثر وابل
أثارت رياح البشر من غيمه جُلْبا
فبعض جروح الدهر تدمي وإنما
نثاب عليها إن وجدنا لها رأبا
وأفضال ربي لو يشاء لَأخصبت
من الأرض قيعانا وما برحت شُهْبا
فنظفر بالمرغوب في عز حاجة
ونَفتح نحو الشغل من جدنا دربا
فترجع افلو في الصفوف معادة
إلينا فقد ظلت بمشهدها غيبا
تعود من الأفلاك في فلك الرضا
ولا تُحجب الأضواء عن حلمها حجبا
سهوب على مد السنين عطاؤها
وفير فما كانت قفارا ولا جدبا
وتنتج خيرا لو تعهد أرضَها
نصوحٌ بدعم إن سعينا له جلبا
ونال بها المنسوج أبهى صناعة
يحاك من الأصواف في حلل قشبا
وزربية قد ذاع صيت جمالها
بأحمرها اسْوَدَّتْ مطرَّزة هُدْبا
وفي الجبل المعمور بالخير والتقى
تجد أثر الأشراف تعلو بهم كعبا
من الثلة الأولى بعمق صدورهم
مصاحف تتلى للصغير ومن شبا
على ملة الإسلام عاشوا وأوصلوا
حقيقتها للجيل يسمو بها رتبا
وما هي بالصحراء إن زرت أرضها
على الرغم من قرب فقد نزعت غربا
بروضتها الطيران حلا وثالث
مقام رئيس الصحب أوفرهم صحبا
ترامت بها الأطراف من كل جانب
وفي ركنها القاصي الهِزَبْرُ أبولُبَّا
أطلَّت عليها القبتان بغربها
على البعد فازدادت بحصنهما قُربا
ودونهما صغرى القباب بربوة
مقام لشيخ كان يدعو به ربا
وكل غريب إن أتاها تحيطه
بأنس فما يشكو بأحضانها غَرْبا
تعاشر فيها الشعب من كل وجهة
كراما فما عاشوا نفورا ولا كربا
على عهد أيام الغزاة تماسكوا
وشدوا رباط الصبر لم تثنهم رُهْبى
تقاسم فيها الكل قسوة ظالم
بأحقاده جرمٌ .. فتبّاً له تبّاً
أقام بها الشيخ البشير بعزة
فلاقى من التقدير أوثقه عَصْبا
أخالك لا تنسى أبوشوشةٍ وهل
سنكشف يوما من حقيقته لُبّاً
تنقل في الصحراء ردحا بجيشه
وما ترك الترحال بيدا ولا سهبا
وعيسات ساقته الحوادث نحوها
وبالقدر المقسوم منها ارتوى شربا
ومالك أثنى عن فصاحة أهلها
لسان تليد الأصل أقربهم عربا
وعشنا على الإسلام دينا وملة
وذي جبهة التحرير كانت لنا حزبا
**
مجال حديث العائدين من الوغى
له شُعَب إن شئت فاسلك به شِعْبا
تجد ثلة ممن يروقك قولهم
رواة وقد عاشوا من الزمن الصعبا
لثورتنا الكبرى وعزم رجالها
وقد أنشأت جيشا وقد وحدت شعبا
تصدوا لجيش للغزاة بعزمهم
تمادى فباتت كل أرض لهم نهبا
وعاثوا فسادا واحتيالا بسنهم
قوانين كي تجبى مغانمهم نَصبا
فكم من قموح من نِتَاج حقولنا
على عجل كانت لأوطانهم تُجْبى
مزارع بالأعناب غضَّت غصونها
خمور أجيدت نحو محفلهم تُسْبى
وها نحن بعد الحرب ننسى مواجعا
كأن لم يكونوا قبلها اقترفوا ذنبا
وفي ثامن من شهرماي فضيحة
من القتل والإفساد أبشعه خَرْبا
فرب اقتراب عُدَّ منا جريرة
وعُدَّ احتياج من منافعهم عيبا
مبشرهم يطري بمدحٍ حضارةً
ولكنْ خسيس الفعل صيَّره ذئبا
ولولا فريق أنكر الظلم منهمُ
تركنا حبال الوصل من قربهم جنبا
فقد خططوا للحسم ضد جيوشنا
وخطتهم صُدَّت وكانت هي الأغبى
وكل قوي في عديد وعدة
ضعيف إذا الطغيان كان له صوبا
وما ضعفت نفس بعدل قضية
وما زادها التنكيل ذلا ولا رَهبا
ولا أضعفت ويلات حرب مجاهدا
يشد بإيمان قوي له قلبا
أحاطوا بأنحاء المدائن كلها
ففي كل ركن في الزوايا ترى كلبا
كلاب تقود الجند نحو خنادق
لتكشف فيها ما تحرك أو دبا
وتُكسر أبوب الأهالي ليخرجوا
سراعا فمن يحصي الشتائم والضربا
وكل الذي يحتج صادف حاقدا
فيطرحه أرضا ويوسعه سبا
وما أدركوا أن الليالي تداول
وما كان طول الصبر رهبا ولا رغبا
فذاك من الأقدار أعسر ما يُرَى
لتصنع في أعقاب حرب لنا غلبا
ملاحم للثوار خاضوا وغادروا
جحافلهم فيها مُسَنَّدة خُشْبا
بأوراس والشرق المديد وغربنا
و جرجرة الأبطال إذْ هبَّ من هبا
وفيالونشريس احتار من شهد الوغى
معارك دامت في تداولها حُقْبا
وكانت لهم في السبع أقسى معارك
بقَعْدَةِ آفلو عاش قادتهم رعبا
ألا وتذكر فيالشوابير إذْ رأوا
على غفلة ما كان من جيشنا عُجْبا
فيا أيها الأوباش أين من ادعى
وأين قوات الحلف إذْ نُكبت نَكْبا
أتحصى؟ وما تحصي؟ فكل ولاية
غدت جبهة التحرير في حصنها قطبا
وما انتظر الأبطال غير شهادة
ومنهم بحزم في وفاء قضى نحبا
فعد شهيدا خلَّد الدهر ذكره
وما أحد يبدي جحودا ولا شجبا
وما القول والأحداث كانت عظيمة
ويجذبك استرسال ما خلَّفتْ جذبا
فيا أنت هل ترجو من الشعر غاية
وأنت الذي لاقيت في دربه خطبا
فذي ليلة بيضاء ألقت بثقلها
عليَّ ودوح الشعر ما أنبتت خصبا
ففي بدل من ضائع الوقت انجزت
وما سايرت في الطرح لغوا ولا لغبا
وما أنا وفَّيت الكلام فُرُوضَه
وإن رغب الظمآن من نبعه شربا
وهل يرغب المغبون مثلي إذا حدا
بقافلة الأشعار أن يطرب الركبا
فما هي في التغريد إلاَّ عجالة
وفاصلة صُبَّت بقالبها صبا
لئن كنت من مرضى عهود قديمة
تَطَبَّبَ بالأشعار يُجْلي بها عَضْبا
فلا تلُمَنِّي إن سُقيت دواءه
فمن أدرك الترياق كيف به يأبى
إليك رجوعي ربِّ عن كل زلة
أتوب من القول الذي لم يصب توبا
ورحمة ربي للشهيد نزفها
نسيم عطور في معارجه رطبا
وصل على خير البرايا محمد
بِعَدِّ نبات الأرض ما أنبتت عُشْبا
وآل وصحب ما تصدق مانح
وما ورد الوُرَّاد من زمزم عذبا
*****
عزوزي علي أيمنان

1 – الضمير" ها " في " كلفت بها " يعود على افلو المدينة 2 - خيال طغى ضربا : صار أمر الولاية ضربا من الخيال . 3- سحائبه خُلْـبا : السحاب يوشك أن يمطر ثم ينقشع على لاشيء 4 - جِلْبــا : السحاب المتراكم المعترض . 5 – سيبا : السيْبُ : العطاء ، والزيادة . 6 - بترسيمه كتْبا : المقصود إصداره مكتوبا في الجريدة الرسمية الجزائرية 7- الحوب : الاحتياج والفقر 8-" أبو لبا " أو" بولبة " شخصية غريبة يعرفها كل أهل المدينة ، حل بمدينة " افلو" منذ أكثر من أربعين سنة ولا يزال ماكثا بإحدى زوايا مقبرة الحي الجنوبي يفد عليه الناس سائر الوقت ولا يكلم أحدا وهولا يكاد يرتدي شيئا يذكر صيفا وشتاء في تحد خارق للطبيعة القاسية للمنطقة .. وقد ثبت مؤخرا أن اسمه : ( بوحفص ) وهذا الاسم هو في العربية كنية للأسد .. ذلك ما أشير إليه في القصيدة بـ" الهزبر " وهذه الدلالة لا تتجاوز استعمالها نطاق التوافق .. ليس إلا ، وإن كانت تروى عنه بعض الأشياء الغريبة فهي من باب ما يحدث في مثل هذه الحالات المرضية عادة . 9 ـ الرُهبى : الخوف . 10- " الشيخ البشير " : الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ( 1889- 1965 م ) العلامة المجاهد من أفذاذ علماء الجزائر ودعاتها وأعلام الفكر والأدب في الجزائر... نفي إلى مدينة افلو سنة 1940 ولم يمض عليه إلا أسبوع في مدينة آفلو حتى فاجأته الأقدار بوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين فانتخبه أعضاء الجمعية رئيسا لها حيث سيرها من مدينة افلو إلى سنة 1943 . توفي بعد الاستقلال في 05 ماى 1965م رحمه الله . 11- " أبوشوشة " : هوالشريف بوشوشة محمد بن التومي ( 1827- 1875 ) أحد زعماء المقاومة في الصحراء الجزائرية الكبرى نفذ فيه المستعمر حكم الإعدام في قسنطينة في 29 جوان 1875 رحمه الله ،............................. 12 – " عيسات " : هو : عيسات ايدير ( 1919 م – 1959 م ) المناضل الكبير والزعيم النقابي الشهير أحد مؤسسي الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأول أمين عام له . مكث في سجن افلو فترة عندما القي عليه القبض . استشهد على أثر التعذيب بالمستشفى العسكري الذي نُقل إليه من محتشد "بئر تراريا " بتاريخ 26 جويلية - رحمه الله- . 13- " مالك " : مالك بن نبي ( 1905 – 1973 ) أحد أعلام الفكر العربي الإسلامي ، له العديد من المؤلفات . عين بمحكمة افلو 1927 فعمل بها فترة وتعرض بالإشارة في كتاباته إلى مدينة افلو وسكانها وطيبة أهلها . توفي في الجزائر يوم 31 أكتوبر - رحمه الله - . 14 – إشارة إلى مجازر 8 ماي 1945 م الرهيبة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي والتي راح ضحيتها أكثر من 45000 قتيلا . 15 – الحُقْب : الدهر. الحقب : السنة أو السنون . 16 – " قعدة آفلو" : جبال وعرة وغابات ممتدة بين مدينتي افلو والغيشة وقعت بها معارك طاحنة عديدة إبان فترة الاستعمار 17 – " الشوابير" : موقع بين مدينتي الغيشة وافلو وقعت فيه إحدى أكبر معارك الثورة الجزائرية إن لم تكن أكبرها على الإطلاق بالنظر لعدد القتلى في صفوف الاستعمار باعتراف العدو وذلك في 03 أكتوبر 1956 وسميت بهذا الاسم ، وهي معركة شهيرة لا زالت في ذاكرة الأحياء من المجاهدين ويعرفها الخاص والعام . 18 - اللغب : الكلام الفاسد . 19 ـ يُجلي بها عضْبا : يزيل بها قعودا من المرض .
التعديل بواسطة: عزوزي علي أيمنان
الإضافة: الخميس 2018/04/12 01:00:03 صباحاً
التعديل: الجمعة 2023/06/02 02:25:22 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com