ماذا سَيَصنَعُ شاعِرٌ بِمِدَادِهِ | |
|
| لِيَشُدَّ ظَهرَ الجُوعِ عَن أولادِهِ |
|
كَفَّاهُ كَفٌّ تَتَّقِي إِخفَاقَهَا | |
|
| مِنهُ وأُخرَى اللَّومَ مِن نُقَّادِهِ |
|
وهُوَ المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ قَصِيدَةٍ | |
|
| كَفَرَت بهِ وبِحَرفِهِ وجِهَادِهِ |
|
مَن ذَا إذا مَا حَاصَرَت أورَاقَهُ | |
|
| نِيرَانُهَا يَسْعَى إلى إخمَادِهِ؟ |
|
مَن ذَا سَيُدْرِكُ مَا يُخَبِّئُ صَدرُهُ | |
|
| هَذا المُعَلَّقُ كالمَسِيحِ بِضَادِهِ؟ |
|
هذا الذي الأوطانُ بَعضُ جِراحِهِ | |
|
| والهَمُّ فِي الثَّقَلَينِ مِن رُوَّادِهِ |
|
كَم شَاعِرٍ فِي الأرضِ أحرَقَ عُمرَهُ | |
|
| حُزْنًا على مَن أوْلَمُوا بِرَمَادِهِ |
|
وعَلَى الجِيَاعِ المُدْقِعِينَ وكُلُّهُم | |
|
| لا يَعْدِلُونَ خَصَاصَةً بِفُؤادِهِ |
|
هُوَ ذا يَنَامُ ولا يَنامُ وقَلبُهُ | |
|
| يَجْتَرُّ حَسْرَتَهُ كَيَوْمِ حِدَادِهِ |
|
هُوَ ذَا يَمُوتُ ولا يَمُوتُ كأَنَّهُ | |
|
| دَيْنٌ تَكَفَّلَ حُزنُهُ بِسَدَادِهِ |
|
هُوَ ذَا كَأَنَّ اللهَ حِينَ اختَارَهُ | |
|
| لِلشِّعْرِ حَمَّلَهُ هُمُومَ عِبَادِهِ |
|
كَم هَامَ فِي أُمَمٍ عَلَى أُمَمٍ إِلى | |
|
| أُمَمٍ.. لِيَخْتِمَهَا بِ(ذَاتِ عِمَادِهِ) |
|
ويَعُودَ، لا (إِرَمُ) احْتَفَت بِجِرَاحِهِ | |
|
| كَلَّا ولا (بَيْنُونُ) مِن عُوَّادِهِ |
|
|
وَتَدَانِ يَنْتَصِبَانِ ثَمَّةَ، إنَّهُ | |
|
| كالوَاوِ بَينَ رُجُوعِهِ وعِنَادِهِ |
|
يَلْتَفُّ مِن خَدَرِ الحَضَارَةِ مِثلَمَا | |
|
| يَلْتَفُّ قَلْبُ الطَّيْرِ في صَيَّادِهِ |
|
قَلِقٌ تَوَحَّدَ بالقَصِيدَةِ قَلبُهُ | |
|
| كَتَوَحُّدِ الصُّوفِيِّ فِي أوْرَادِهِ |
|
يُمْسِي ويُصْبِحُ فِي الضَّيَاعِ مُسَائِلًا | |
|
| عَن مَوطِنٍ سَلَبُوهُ مِن أجْدَادِهِ |
|
هِيَ ذِيْ مُتُونُ الأُمَّهَاتِ تَشُدُّهُ | |
|
| وتُحِيْلُهُ لِ(ثَمُودِهِ) ولِ(عَادِهِ) |
|
هِيَ ذِيْ تُحَدِّثُ عَن أبِيهِ وجَدِّهِ | |
|
| وتُمِيْطُ ثَوبَ الدَّهرِ عَن أَمجَادِهِ |
|
هِيَ ذِيْ تُلَوِّحُ بال(حُصَيْبِ) و(جُرهُمٍ) | |
|
| وتَقُولُ: هَذَا (حِمْيَرٌ) قُمْ نَادِهِ |
|
ويَصِيحُ: يااا وَطَنِي الذي ضَيَّعْتُهُ | |
|
| بِتَقَرُّبِي وأَضَاعَنِي بِبعَادِهِ |
|
هذا أنا.. شَجَنٌ عَرِيقٌ صَحَّ فِي | |
|
| تَشْكِيلِ مُسْنَدِهِ وفي إسْنَادِهِ |
|
هذا أنا نَقْشٌ عَلَى حَجَرٍ نَأَى | |
|
| خَلْفَ الحُدُودِ وحَنَّ لِاسْتِرْدَادِهِ |
|
صَوْتٌ لِ(نَشوانَ) الذي لَمْ تَسْتَمِع | |
|
| يَوْمًا إليهِ أتَاكَ فِي أَحْفَادِهِ |
|
ويَعُودُ يَنْفُخُ في الرَّمَادِ مُناجِيًا | |
|
| مَا مَرَّ خَلْفَ العُمْرِ مِن أعيَادِهِ |
|
|
يا خَاصِفًا وَرَقَ الكَلَامِ ورَاعِفًا | |
|
| أَرَقَ الأنَامِ وعَازِفًا عَن زَادِهِ |
|
لا يَسْتَبِدُّ الشِّعرُ فِي قَلبٍ إذا | |
|
| لَمْ يَلْقَ مَن يَهفُو إلى اسْتِبْدَادِهِ |
|
نَمْ يَا شَرُودَ القَلْبِ، يا مُتَزَمِّلًا | |
|
| بِغُبَارِهِ المَطحُونِ خَلفَ جِيَادِهِ |
|
أبْلَيْتَ قَلْبَكَ بالحَنِينِ مُنَاجِيًا | |
|
| مَن لا تَغِيبُ الشَّمْسُ عَن أصفَادِهِ |
|
وخَلَطتَ رَأسَكَ بالهُمُومِ تَغَرُّبًا | |
|
| حَتَّى أَطَاحَ بَيَاضُهُ بِسَوَادِهِ |
|
ماذا تُرِيدُ؟ ومَا الذي تَسعَى -إذا | |
|
| أثخَنتَنِي شِعرًا- إلى إيجَادِهِ؟! |
|
يا لَيْلُ.. لاذَ بكَ الغَرِيبُ فَزِدْتَهُ | |
|
| شَجَنًا وأحقَادًا على أحقادِهِ |
|
مَن لَمْ يَمُتْ كَمَدًا عَلى تارِيخِهِ | |
|
| وتُرَاثِهِ.. فالعَيْبُ فِي مِيلادِهِ |
|
يا لَيْلُ.. وازْدَحَمَ الدُّخَانُ بخَافِقِي | |
|
| ورَأيتُ (تُبَّعَ) خارجًا بِعَتَادِهِ |
|
ورَأيْتُ شَيئًا كالرَّصَاصَةِ مَرَّ مَا | |
|
| بَينَ اقتِرَابِ الفَتحِ واسْتِشْهَادِهِ |
|
ورَأيْتُ أُخرَى صُوِّبَت كَقصِيدةٍ | |
|
| خَلَطَتْ دَمِي فِيها بِحُزْنِ بِلادِهِ |
|