إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
كانَ الليلُ نبياً عاشِقا |
والقَمَرُ نَغَماً يضْحَكُ لنا مُغْرَما |
والنُجومُ تتساقطُ أمَلاً |
على أكْتافِ أحْلامِنا |
في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
كانَ الفَجْرُ شَهياً |
يَسْتَيْقُظُ على قَرْعِ شِفاهِنا مَخْمورا |
والصُّبْحُ يَتَدلّى بِسنابِلِ النُّورِ دِفْئاً |
على نَوافِذِنا حَنانا |
في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
كانَتْ العَصافيرُ تُرَنِمُ بَسَماتِنا |
على أغْصانِ الفِتْنَةِ ألْحانا |
كانَ البَحْرُ وليفاً |
يَهْدُرُ على شَهْدِ حُبِنا زَبَرْجَدا |
والمُوجُ يَتَخَبَّطُ وَلَهاً |
على وَقْعِ هّمْسِنا مَسْحورا |
والحَواري هائِمَةٌ يَسيلُ لُعابُها زبدا |
في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
كانتْ السَّماءُ رَبيعاً |
تُمْطِرُ كونَنا بَنَفْسَجا |
والرّيحُ عواصفاً |
مايسترو ماهراً |
يُهْدي عيدَ النّسيمِ كَرْنَفالا |
يُغْرِقُ الجَّداولَ فصولا |
والجِّبالَ والوِدْيانَ |
مِنَ الهَوى أشْكالاً وألْوانا |
في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
تَعَرَّتْ طُقوسُ الخَجَلِ |
مِنْ ضَجيجِ مَواسِمِنا |
وتَحَرَّرَتْ تاءُ الأنوثَةِ |
مِنْ سِجْنِها تُطارِدُ استِهْجانا |
وأسْقَطَتْ جُرأةُ النونِ |
تَقاليدَ نقابٍ عَنْ أعْيُنِنا |
في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكِ |
كانتْ الزَّنابِقُ |
تَرْتدي خِلْخالاً غَجَرياً |
يُشْعِلُ أوتارَ الكَمانِ والنَّايا |
يُقافِزُ سيقانَ النَّرْجِسَ والنَّهْدَ |
على ضِفافِ الأنْهُرِ هَوْسا |
في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
أزْهَرَتْ قَصائِدُ الماءِ |
في كُفوفِ العَبيرِ مَرْمَرا |
وتَسَكَّعَت أساطيرُ الغَرامِ |
بِلَذَةٍ صُوفيةٍ على أرْصِفَتِنا |
وعاقَرَتْ حَناجِرُ العَنادِلِ |
الدَّهْشَةَ مِنْ نَشْوَةِ تَرانيمِنا |
فَقَطْ في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ |
حينما أحْبَبْتُكَ |
أطْعَمْنا هُدْنَةَ الحَواسِ شِعْرا |
وأثْمَلْنا مَحابِرَ النَّبيذِ مَطَرا |
ارْتَدَيْنا أجْنِحَةَ الأحْلامِ |
واسْتَوْطَنَ حُبُّنا السَّماءَ نورا |
فقط حبيبي في ذلك الزمن الجميل |
حينما أحببتك |