لَقَدْ أسْبَلَ الشَّوْقُ ما أسْبَلا | |
|
| عَلَيَّ مِنَ الْوَجْدِ مُسْتَرْسِلا |
|
وَأمْطَرَت الْعَيْنُ سَحَّ الندى | |
|
| فَلِلّهِ مِنْ محْجرٍ أهْطَلا |
|
وَخِلْتُ بِأنَّ العُيونَ غيوم | |
|
| وَأنَّ فُؤادِيَ مِثْل الفَلا |
|
لَقَدْ كابَدَ الْقَلْبُ أحْزانَه | |
|
| فَعَلَّ الفُؤاد بِمَنْ عَلَّلا |
|
|
| تَرامَتْ وَصَيّادُها في المَلا |
|
فَعاطَتْهُ مِنْ عَيْنِها خَمْرَةً | |
|
| بِكَأس كَمِثْلِ كُؤوس الطَّلا |
|
وَعاطَتْهُ مِنْ عِطْرِها زَهْرَةً | |
|
| تَنَشَّقهاُ هائِمًا مُتَبلا |
|
وَرامَتْهُ مِنْ رِمْشِها أسْهُمًا | |
|
| أصابَتْ بِهِ بِالْحَشا مَقْتَلا |
|
هِيَ الشَّمْسُ في خِدْرها فِتْنَةٌ | |
|
| فَمَنْ ظَلَّل القَلْب.... مَنْ ظَلَّلا |
|
وَتَأْبى شُموسي عِنْدَ النَّوَى | |
|
| وَإنْ غابَ بَدْريَ أنْ تَأْفَلا |
|
فَلَيْلي مَدّ بِطَيْفِ الكرى | |
|
| بِساطَ الوِصالِ وَقَدْ أقْبَلا |
|
وَلَنْ يَرْحل الطَّيْفُ عَنْ ناظِري | |
|
| كَما أنَّ إلْفِيَ لَنْ يَرْحَلا |
|
وَوارى الخَيالُ بِجِنْحِ الدجى | |
|
| وِصالاً بِمَنْ جَاءَ مسْتَوصِلا |
|
وَجاءَ الرِّضى مِنْ حَبيبٍ رَضَى | |
|
| رِضاهُ عَلَيَّ كَأغْلَى الغَلا |
|
كَصُبْحٍ يُهامِسُ طَيْفَ الهَوَى | |
|
| فَما أنْبَل الطَّيْف.....ما أنْبَلا |
|
بِرُغْمِ البُعادِ وَرُغْم العنا | |
|
| فَوَالله ما الْقَلْبُ عَنْكُمْ سَلا |
|
وَقَدْ أغْمِض العَيْنَ في حِضْنِهِ | |
|
| وَقَدْ بَلَّل الْعَيْنَ ما بَلَّلا |
|
تَدَلَّى دَلال الجَمالِ الَّذي | |
|
| بِعَيْنيْهِ لَمَّا الحِجابُ جَلا |
|
فَخِلْتُ بِعَيْنَيْه شَمْس الضُّحَى | |
|
| وَرُحْتُ لِعَيْنَيْهِ مُسْتَعْجِلا |
|
كَمِثْلِ الفَراشِ عَلى شَمْعَةٍ | |
|
| تَرَامَى عَلَى جَمْرِها مُعْجلا |
|
تَدَنَّى ..تَناءى..أبانَ الْهَوى | |
|
| وَأوْغَلَ في الرُّوحِ ما أوْغَلا |
|
وَقَالَ: ألَسْتُ هَواكَ أَنا؟ | |
|
| فَقُلْتُ بِصَمْتِ الْعُيونِ: بَلَى |
|
لَأنْتَ الَّذي وَسْط هذي الحشا | |
|
| تَصوغ الْبَيانَ ...بَيانَ الألَى |
|
مَرايَا عُيونِكِ عالي الذرى | |
|
| وَفيها الْجَمال قَدِ اسْتَنْزَلا |
|
فَتَسْقي اليَبابَ بِطَلِّ النَّدَى | |
|
| فَيَرْتَفِعُ الْوَرْدُ مُسْتَوْصِلا |
|
|
| أبُثُّ الْغَرامَ ..وَغَيْري فلا |
|
نَظَمْتُ لِحُزْنِيَ أزْجالَهُ | |
|
| بِغَيْرِ الجُروحِ...فَلَنْ أزْجِلا |
|
وَجُرْحِيَ في مَقْدِسِي بَعْضه | |
|
| فَفي القُدْسِ جُرْحٌ قَدْ اسْتَثْقَلا |
|
وفي الكرخ عِنْدي بَقايا الهوى | |
|
| وَقَلْبي بِجُرْح نَواهَا امْتَلا |
|
وَفي الكرخ قد بات جمع العِدَى | |
|
| أحَلُّوا الْخَرابَ بِمَنْ حَلَّلا |
|
دِيارُ بَني أمَّتي في لَظَى | |
|
| وَجُرْحُ بَني أُمَّتي يُجْتَلى |
|
فَماذَا أقولُ وَمَاذَا أَبُثُّ | |
|
| أيْنَ الَّذي خِلْته مَوْئِلا |
|
أنا الغُرْبَةُ الْيَوم في بَاطِني | |
|
| فَمَنْفايَ نَفْسي.. وَقَلْبي انْجَلَى |
|
أنا هاهُنا أشْتَكي غُرْبَتي | |
|
| فَمَنْ يسْمع الْيَوْم مُسْتَعْوِلا |
|
أرَدْتُ الجَميعَ فَراحَ الورى | |
|
| سِوِى عِشْقها في دَمي أوْغَلا |
|
لَها نَبْضُها في مَرامِي الصبا | |
|
| فَتَجْري بِه مُدْبِرا...مُقْبِلا |
|
أفاضَتْ وُجودي بِأغْلَى الشذا | |
|
| فَصِرْتُ لِقَطْفٍ بِها مُعْجِلا |
|
هِيَ النَّبْعُ فِيّ سَقَتْني الهَوى | |
|
| وَجَدتُ بِها لِلْهوى جَدْوَلا |
|
بِغَيْر بلادٍ هَواَها أنا | |
|
|
وَمَنْ رامَ وَصْل جِبال الهَوَى | |
|
| عَلَيْهِ الصُّعود لِتِلْكَ الْعُلى |
|
وَلي مَهْرَةٌ وسط بيدائها | |
|
| أصارَتْ فُؤادي كَمْثِل الفَلا |
|
فَتَرْكُضُ في الْقَلْبِ ما تَشْتَهي | |
|
| وَقَلْبي لَها الرَّكْض قَدْ سَهَّلا |
|
سِواها بِشِعْرِيَ أسْماؤه | |
|
| وَأمَّا اسْمُها فَهْوَ ما يُجْتلى |
|
فِطِرْ في مَداها فُؤادي هَوَىً | |
|
| وعنْ غَيْرها ذا مَدايَ خَلا |
|
وَأنْ أقْبَلَتْ لَيْلة كَالصّبا | |
|
| فَقُلْ يا فتاة غَرامي: هَلا |
|