تُسائِلُني كَرمَتي بِالنَهارِ | |
|
| وَبِاللَيلِ أَينَ سَميري حَسَن |
|
وَأَينَ النَديمُ الشَهِيُّ الحَديثِ | |
|
| وَأَينَ الطَروبُ اللَطيفُ الأُذُن |
|
نَجِيُّ البَلابِلِ في عُشِّها | |
|
| وَمُلهِمُها صِبيَةً في الفَنَن |
|
فَقُلتُ لَها ماتَ وَاِستَشعَرَت | |
|
| لَيالي السُرورِ عَلَيهِ الحَزن |
|
لَئِن ناءَ مِن سِمَنٍ جِسمُهُ | |
|
| فَما عَرِفَت روحُهُ ما السِمَن |
|
وَما هُوَ مَيتٌ وَلَكِنَّهُ | |
|
| بَشاشَةُ دَهرٍ مَحاها الزَمَن |
|
وَمَعنىً خَلا القَولُ مِن لَفظِهِ | |
|
| وَحُلمٌ تَطايَرَ عَنهُ الوَسَن |
|
وَلا يَذكُرُ المَعهَدُ الشَرقِيُّ | |
|
| لِأَنوَرَ إِلّا جَليلَ المِنَن |
|
وَما كانَ مِن صَبرِهِ في الصِعابِ | |
|
| وَما كانَ مِن عَونِهِ في المِحَن |
|
وَخِدمَةُ فَنٍّ يُداوي القُلوبَ | |
|
| وَيَشفي النُفوسَ وَيُذكي الفِطَن |
|
وَما كانَ فيهِ الدَعِيَّ الدَخيلَ | |
|
| وَلَكِن مِنَ الفَنِّ كانَ الرُكُن |
|
وَلَو أَنصَفَ الصَحبُ يَومَ الوَداعِ | |
|
| دُفِنتَ كَإِسحاقَ لَمّا دُفِن |
|
فَغُيِّبتَ في المِسكِ لا في التُرابِ | |
|
| وَأُدرِجتَ في الوَردِ لا في الكَفَن |
|
وَخُطَّ لَكَ القَبرُ في رَوضَةٍ | |
|
| يَميلُ عَلى الغُصنِ فيها الغُصُن |
|
وَيَنتَحِبُ الطَيرُ في ظِلِّها | |
|
| وَيَخلَعُ فيها النَسيمُ الرَسَن |
|
وَقامَت عَلى العودِ أَوتارُهُ | |
|
| تُعيدُ الحَنينَ وَتُبدي الشَجَن |
|
وَطارَحَكَ النايُ شَجوَ النُواحِ | |
|
| وَكُنتَ تَئِنُّ إِذا النايُ أَن |
|
وَمالَ فَناحَ عَلَيكَ الكَمانُ | |
|
| وَأَظهَر مِن بَثِّهِ ما كَمَن |
|
سَلامٌ عَلَيكَ سَلامُ الرُبا | |
|
| إِذا نَفَحَت وَالغَوادي الهُتَن |
|
سَلامٌ عَلى جيرَةٍ بِالإِمامِ | |
|
| وَرَهطٍ بِصَحرائِهِ مُرتَهَن |
|
سَلامٌ عَلى حُفَرٍ كَالقِبابِ | |
|
| وَأُخرى كَمُندَرِساتِ الدِمَن |
|
وَجَمعٍ تَآلَفَ بَعدَ الخِلافِ | |
|
| وَصافى وَصوفِيَ بَعدَ الضَغَن |
|
سَلامٌ عَلى كُلِّ طَودٍ هُناكَ | |
|
| لَهُ حَجَرٌ في بِناءِ الوَطَن |
|