فَقَدَت بِفَقْدِكَ نُورَها الأَبصارُ | |
|
| ورَأَت بمَوتِكَ مَوتَها الأَشعارُ |
|
وجَثَا الخَيَالُ على ضَرِيحِكَ مِثلما | |
|
| يَجثُو على أنقاضِهِ المُنهَارُ |
|
ومَشَى اليَبَاسُ على اليَبَاسِ كَأَنَّمَا | |
|
| فُطِمَ الثَّرَى أو شَاخَتِ الأمطارُ |
|
ولِغَيرِ خُضرٍ سَافَرَت أَيَّامُنا | |
|
| يا مَن رَحَلتَ فأَجدَبَ المِضمارُ |
|
يا سامِقًا لَمَسَ السَّمَاءَ بغَمضةٍ | |
|
| خَضراءَ فيها ماؤُهُ والنَّارُ |
|
مَن كانَ يُدركُ أَنَّكَ الأَعمَى الذي | |
|
| لَيلًا تَحِجُّ لنُورِهِ الأقمارُ! |
|
ما كانَ أَجهَلَنَا بقدرِكَ سيّدي | |
|
| حُقَّ الرّثاءُ لنا وحُقَّ العارُ |
|
حُمِّلْتَ مِن أَوجاعِنا أضعافَ ما | |
|
| حَمَل التُّرَابُ وأَطَّتِ الأقدارُ |
|
وصَرَختَ حتى لَم تَجِد مِن مُنصِتٍ | |
|
| وكَتَمتَ حتى ضَجَّتِ الأسرارُ |
|
وسُجِنتَ والوَطَنُ السَّجينُ مُحَرَّرٌ | |
|
| بيَدَيكَ يُبكِي قَيدَهُ الإصرارُ |
|
أَصغَت إليكَ الرِّيحُ والطُّرُقاتُ وال | |
|
| فَلَوَاتُ والجُدرانُ والأحجارُ |
|
ونَأَت تُرِيدُ سِوَاكَ كُلُّ عَلِيلةٍ | |
|
| وكأَنَّهَا الشَّمطاءُ والعَطَّارُ |
|
فَوقَ احتِمَالِ عُقُولِهَا يا سَيِّدِي | |
|
| فَعَلَامَ تُجهِدُ نَفسَهَا الأوتارُ! |
|
صَلَوَاتُ صَمتِكَ في المساءِ مَلَائِكٌ | |
|
| وأرائِكٌ وسَنَابِكُ وغُبَارُ |
|
وأَنينُ شَدْوِكَ للصّباحِ مَنَاسِكٌ | |
|
| صَلَّاكَ خَلفَ سُطُورِهَا الثُّوَّارُ |
|
يا راحِلًا والسِّرُّ مِلءَ جُفُونِهِ | |
|
| يَجثُو اللَّبيبُ بفِكرِهِ ويَحَارُ |
|
كَيفَ استَطَعتَ بِغَمضَةٍ أَبَدِيَّةٍ | |
|
| إتيانَ ما لَم تَسطِعِ الأبصَارُ! |
|
كَيفَ استَطَعتَ الغَوصَ نَحوَ جَوَاهِرٍ | |
|
| لَم يَستَطِعْها البَحرُ والبَحَّارُ |
|
وسَبَرْتَ غَوْرَ الكَونِ مُقتَحِمًا وكَم | |
|
| دُهِشَ الخَيَالُ وأُبهِرَ الإبهارُ |
|
يا سَيِّدِي خَذَلُوكَ وانتَصَرُوا لِمَن | |
|
| شُعَرَاؤُهُ الطَّبَّالُ والزَّمَّارُ |
|
طَمَرُوكَ بالنِّسيانِ يا مَن باسمِهِ | |
|
| تُبنَى الحُرُوفُ وتُقتَفَى الآثارُ |
|
سَلْ ألفَ أَلفِ قصيدةٍ أَرضَعتَهَا | |
|
| عَينَيكَ ماذا أَثمَرَ المِشوارُ؟ |
|
شَرِبَتْكَ دارٌ أنتَ مَن عَلَّمْتَهَا | |
|
| صَيدَ البُرُوقِ فَأَظمَأَتكَ الدارُ |
|