إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
..... |
الماء يضربُ موعدًا للأمنياتْ |
والأمنياتُ من الحياةْ |
إذ كلّ شيءٍ صارَ حياً دبَّ فيه الماءْ |
الماءُ يضربُ موعدا للأمنياتْ |
لتجيءَ بلقيسٌ لتكشفَ ساقها من فوقهِ |
فقد التقتْ تلك المليكةُ بالنبيّ |
إذ شاهدتْ عرشاً لها ويدُ النبوةِ حرّزتهُ بأنه قد صارَ بسم الله |
فالأنبياءُ همُ إلى الرحمنِ بابْ |
والأوصياءُ إليهمُ البابُ الوحيدْ |
** |
الماء يضرب موعدا للأمنياتْ |
فغدتْ عروشُ المُلكِ |
من كفِ الندى البلقيسِ تكتبُ غير تاريخِ الملوكِ الشائكِ الأطوارْ |
وتخطُّ فصلاً لا نظيرَ له بتاريخِ الملوكِ الطينِ |
تاريخُ الملوكِ النارْ... فصلٌ من رمادْ |
بقليسُ فصلٌ آخرٌ يمتدّ مثلَ السدّ ينبضُ بالحياةْ |
لتصيرَ أرض الجنتينْ |
فلأنها نبتتْ وباركها سليمانٌ ببسم الله |
الأرضُ حين يشوبها بؤسُ الملوكِ النارِ يهجمُ فوقها سيلُ العرمْ |
*** |
الماءُ يضربُ موعدا للأمنياتْ |
موسى كليمُ الله يدرك أنّ خلفَ الصبرِ معنى آخرٌ للغيبْ |
لما التقى بجوارِ ماءٍ... عالِماً بالغيب... أعلم منه |
فهناك لقّنه دروسَ الصبرِ |
درسَ الغيبِ، درسَ الماءْ |
بجوار ماءٍ.. كان يومًا مفصليّا |
فالماءُ أوّلُ ما رأى مذْ كانَ وسطَ قماطهِ واليمُّ يحملهُ إلى فرعونْ |
فرعونُ لم يتركْ غلامًا في البلادِ يعيشْ |
الخِضرُ علّمهُ بحجمِ الفرقِ في قتلِ الغلامِ المُرهقِ الأبوينِ كُفرا |
أو فعلِ فرعونٍ بقتلِ طفولة في كلّ بيتْ |
كي لا يجيءَ مخلّصٌ للناسِ منه!! |
شتان في الفعلينْ |
والخِضرُ علّمه بأنّ سفينة خُرقتْ |
لكي تُحمى من الملكِ الغصوبْ |
وبأن دورّ الأنبياءِ حمايةٌ لحقوقِ كل الناسْ |
وبأنه لما ابتنى ذاك الجدارْ |
كي يدركَ الأيتامُ كنزهما إذا كبروا |
يعلّمه دروسا في البناءِ وفي العطاءْ |
فالأنبياء هم البناءْ |
آياتُ موسى حين فاض النيلُ ماءً كالدماءْ |
وضفادعاً، قملاً، جرادْ |
كانت بناءْ |
كي يهدم الفرعون والقارون والهامان والبلعامْ |
فرعون قُبح الساسةْ |
قارون قبحُ المالْ |
هامان قُبحُ الجُندْ |
بلعامُ قُبحُ تدينٍ مشبوهْ |
والهدمُ للطاغين أصل في البناءْ |
إن الملوك لهم تواريخ الدماءْ |
فالقملُ جُندُ السفك والتشريد في هامانْ |
وجراد بيت المال قارونٌ مهمته هي التجويعِ غصب الناس كل متاعهم |
وسفينة خرقت لتنجو أن تصادر كالبقية |
وضفادع كوجوه بلعامٍ تشوه أصل معنى الدينْ |
بلعام أضحى اليوم في الحرمينْ |
الخضر علّمه بأن عصاهُ صوت الحق لما شقت الطود العظيم من المياهْ |
كي يهلك الفرعون قاتل كل أطفال البلادْ |
وليهلك العرّافَ حين أشار بالتقتيلْ |
والخضر علّمه بأن عصاه إذ شقّت بطون الصخر |
فانبجست مياها كي تصير حياة قوم أرهقوه وحاولوا قتل الوصيّ له |
فجدّد نفسه بلعام صار اليوم غولا سامريا |
أنهك التوارة والإنجيل والقرآنْ |
هو لم يَصِرْ إلا غلاما مُرهقا أبويه بالطغيانْ |
أبواهُ كانوا الأنبياء ومحكم التنزيل |
بلعام صار اليوم في نجدٍ قرونا تحمل الشيطانْ |
بلعام يُدمي اليوم قرآن السماءْ |
بلعامُ حرّف منهجا للأنبياءْ |
*** |
الماءُ يضرب موعدا للأمنياتْ |
فعلى ضفاف البئر موسى يلتقي بنتيْ شعيب |
.... كان الزواجُ بمهرِ سقياهم |
والخضر مثل شعيب كانا يحصيان الصبر في قلب الكليمْ |
فشعيب كان نبي قوم يخسرون الناس في الميزانْ |
آواهُ بيتُ شعيب لما فرّ بعد القتل فاحترفت يداه سقاية لهما |
فالقتل قبل أوامر الرحمن للأعداءْ |
كُفّارةً يحتاجُ حتى يقبل الله الدعاءْ |
عشر من السنوات يقضيها يكفر عن جنايته بسقي الماءْ |
*** |
الماء يضرب موعدا للأمنياتْ |
وقميص يعقوب يعود إليه مبلولا برائحة الغياب إلى الحضور |
يعقوب لما شم رائحة العرقْ |
فكأن يوسف لا بس ثوب الإياب به |
ويطوي عن أبيه كوؤس دهر في العمى البصريّ لا القلبيّ |
ماءُ النبوة لم يكن غيما هنا بل كان رائحة الجسدْ |
ماء النبوة حينما ملأ القميص أعاد للمكلوم والده البصرْ |
وكأنني أرنو لريق محمد إذ طاف في عينيْ عليٍّ مبعدا عنه الرمد |
وإلى الأبدْ |
إذ ريق طه غيمة صُبّتْ على عيني عليّ |
لتزيده علما وبسطا في الجسدْ |
من يومها ويهود خيبر يذكرون الريق لما جرّد الكرار نصلا لا يُردْ |
*** |
الماء يضرب موعدا للأمنياتْ |
أيّوب يا أيوووووب |
الماءُ آبَ إليهِ مُغتسَلاً يُطببُ خارج الجسم الذي قهر الجراحْ |
الماءُ آب إليهِ كأسا من شرابْ |
ليطبب الأحشاء بعد الصبرْ |
الماءُ آب إليه بالأخبارْ |
بالأهل والأموالْ |
خاضَ امتحانَ المالِ ثم الأهلِ |
ثم مصابه فيما تبقى في الجسدْ |
الأهل عادوا مثلهم معهم |
والمالُ بالأضعافْ |
والآااااان حان بأن نؤوب إلى الغديرْ |
كي نغسل الأدران عن نفط البلاد من المحيط للخليجْ |
فشرابنا كأس الولايةْ للإيابْ |
تعدادنا المليار لا معنى له إلا السرابْ |
فمتى استقينا كأس حيدرَ |
غادر التيه الطويل |
فالماء يضرب موعدا للأمنياتْ |
الماء يضرب موعدا للأمنياتْ |