عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > عمان > عمران المعمري > رثاء الشيخ البروفسور إبراهيم الكندي

عمان

مشاهدة
622

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رثاء الشيخ البروفسور إبراهيم الكندي

هل شاهدت عيناك خطبا نازلا
يذر العيون كما الغمام هواطلا
وغزى القلوب تكسّرتْ بدخوله
ألماً وذابت في البكاء سوائلا
هذي الدموع قلوبنا لكنها
كالملح بين الماء لم تَرَ فاصلا
الدمع لا يجدي ولكنْ بعضه
إطفاءُ صدرٍ بالمصابِ تشاعلا
والبعضُ تخفيفٌ له وإزاحةٌ
للحملِ إذْ زادَ الهموم تثاقلا
فابْكِ المصيبة لا سبيلَ سوى البكا
ءِ لنا فقد عزّ العزاءُ سوائلا
ما الحزنُ يرجع غائباً بيد السما
كلا ولا تبقي المنيّةُ آملا
الموتُ غلابٌ ويأخذُ عنوةً
مَنْ شاءه ربُّ البريّةِ حاملا
ترنو إليه على البسيطة فاتكاً
في ساحة الأيام يعدو صائلا
والكلّ سلّمَ في اللقاء له ولم
يَرَ حيلةً في دفعه ووسائلا
قبضتْ يداه الروحَ منّا استَلّها
ومضى يخلِّفُ باكياً وثواكلا
قُلْ للذي يبني الحصون متينةً
أتظنُّ حصناً عن مماتك حائلا
وسلِ الذي لقيَ الردى بجنوده
كالذرِّ هل دفعوا الردى ومَقاتلا
ما بالهم جمدوا أمام الموت لم
تَأْتي الحماسة في الدفاعِ مُقاتِلا
فكأنهم صاروا هنالك عُزّلاً
ومدجّجون من السلاح عواطلا
وسلِ الذي جاء المريض مداوياً
كيما يؤخّرَ حتفه متفائلا
كيف انتهى بيد المنون حياته
وقف الدواء له ضعيفاً خاذلا
وكذا الغنيُّ كنوزه قالت له
لما رأتْ في الأفق موتاً قابلا
سلّمْ فلا أغنيك فيه ولا أرى
إلا الفراق محتّماً لك طائلا
زار المقابر مفرداً في لحده
أين القصور وأين كيسك ما ملا
أطفالنا تركوا الملاعب وانتهوا
بيد المنايا كالزهور ذوابلا
وشيوخنا بعد السنين تساقطوا
فترى الجسوم ضعيفةً وهزائلا
مثل القلاع إذا المدافع صادمت
جدرانها تلقَ السقوط معاجلا
شيئاً فشيئاً ثمّ تهوى في الردى
إنْ لم تُصبْ ضرباً ستهوي آجلا
وجهولنا في غيّهِ مسترسلاً
لم ينتبهْ كم صاد موتٌ غافلا
أمّا العليمُ وجدتُهُ متأهّباً
فرأى المنون إلى النعيم نواقلا
لم تأخذ اللذاتِ منه وإنما
صعدتْ به خير الحياةِ منازلا
يا من ركبت على المنون إلى الرضى
نحو الخلود عن الدنايا راحلا
يا فارس الأعمال كم لك صالحاً
ومؤانساً في القبر نوراً كاملا
خلّفْتَ خلفَك طُلّباً ومجالساً
بالذكر كانتْ أنجماً ومشاعلا
يا شيخُ إبراهيم أنتَ وقودها
مهلاً فهذا النور خلفك قافلا
أوقدتَ نزوى بالعلوم مبدّداً
ظلمَ الجهالةِ كم محوت الباطلا
فالعلمُ في طرقاتها يمشي هدى
ووراءه في السيرِ جرّ فضائلا
يشكون بعدك محلها وجفافها
كنت السحاب لها وكنت الهاطلا
كنت الربيع بها تفتّحُ زهرها
لولاكَ لم يلقَ الأريج خمائلا
كنت الدليلَ إلى الهداية عالماً
كنت الرشيد إلى المعالي فاضلا
كنت المعالمَ للصلاح مشيّداً
للسائرين إلى الإله رواحلا
يمناك كانت للفقير سحابةً
أخفت عن الأخرى نداها الهاملا
ماذا أعدّد فاللسان قصيرةٌ
لم تبلغ المعشارَ منك فضائلا
عزّيْتُ نزوى بل عمان جميعها
والعلمَ بل كلَّ البسيطة شاملا
ما أفدحَ الخسرانَ فقدٌ مؤلمٌ
يدعُ القلوب مع العقول ذواهلا
يا ربّ فالطفْ والمصائب جمّةٌ
والخيرُ من بعد المصاب تضاءلا
لما رأيتُ الخطبَ كرباً طاغياً
يمضي إليّ يجرُّ حزنا هائلا
وجهتُ وجهي للرحيم بدعوةٍ
ناديْتُ ربّي بالمفازع سائلا
منك العزاء إلهنا فاخلفْ لنا
خلفاً كريماً عالماً متكاملا
يرثُ الذين ترحّلوا عنا هدى
يا حيّ يا قيوم غوثاً عاجلا
عمران المعمري
التعديل بواسطة: عمران المعمري
الإضافة: الأحد 2018/09/23 07:52:32 مساءً
التعديل: الاثنين 2018/09/24 04:32:49 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com