عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > عمان > عمران المعمري > رثاء أبي

عمان

مشاهدة
1488

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رثاء أبي

لعيشُ يبلى والفنا يتجددُ
والناسُ تقبر والمنايا تولدُ
والحتفُ يغشى كل من وطِئ الثرى
ومن اعْتلى فوق الذرى يتصيّدُ
نزع الملوكَ من العروشِ بأخذهِ
فترى الممالك في الدنا تتبدّدُ
أين الكراسي من رمى أصحابها
في حفرةٍ بعد القصور فلُحّدوا
أين الأعاظم كيف ينخر عظمها
فتدوسه دون الشعور الأعْبدُ
أين الفراعنة الذين تجبروا
وبنوا الشوامخ والخلائق عبّدوا
أين الألى نحتوا الجبال بقوةٍ
وبنوا المساكن في الذرى وتسيّدوا
وملوك بابل في العباد تحكموا
ملأوا البسيطة بالسنان وعربدوا
لما عفى جالوت جر رجالهم
فأتاهم ريب المنون فأهمدوا
وأتى الخراب ديارهم فتهدمت
درست وكانت كالرواسي تحمدُ
بل أين ذو القرنين في أسبابه
في الكهف ذكر حكاية لا ينفدُ
لولاه كانت أمة مجهولة
تحت التراب بطيّها حكمت يدُ
أين الذي لان الحديد بكفه
معه يأوب طيره والجلمدُ
أين الذي تجري الرياح بأمره
والجن في أغلاله تتصفّدُ
أين الجيوش وقادة كم أذعروا
برا وبحرا والسماء تصعدَّوا
ورموا الحتوف من الفضاء على الورى
فتخالهم للموت فيهم جندوا
هيهات قد أخذ الممات جيوشهم
وغدوا ببطن الأرض تربا أخمدوا
لم يحمهم أعتى السلاح وجندهم
خطف الردى أرواحهم فتبددوا
سبحان من كتب البقاء لنفسه
لا شيء يبقى ها هنا أو يخلدُ
ومصيرنا للقبر مهما أجلت
تلك الحقيقة والمنية ترصد
هذي النهاية لا محيص محيطة
بك أين تهرب أو بماذا تنجدُ
لا حل إلا أن تفر لقادر
يرمي اللطائف في المصاب ويسعدُ
فامض الحياة على الهدى ودع الهوى
إن الهوى فخ اللعين ومرصدُ
واذكر رحيل التاركين وراءهم
أثرا جميلا بعدهم يتردد
ذهبوا إلى الرحمن بعد حياتهم
بين الفضائل والفواضل حددوا
في الوفد سار أبي وعز نظيرُه
لا مثلة بين الأحبة أفقدُ
أبتاه إني بعدكم متوجع
متألم في جلوتي أتجلّدُ
قد كنت لي عضدا بكل شديدة
والآن بين شدائدي لا أُعْضَدُ
كم بت للهم العظيم مسامرا
والأهل حولك في الأسرة رُقّدُ
رحل الحكيم بمن تلوذ جهالتي
ومن الذي ينهي الخطوب ويرشدُ
يا صاحب الرأي السديد تمهلا
من في النوائب والأمور يسدِّدُ
يا صاحب النظر البعيد هجرتنا
فعيوننا تحت الدموع سترقدُ
يا صاحب القلب الكبير تركتنا
فقلوبنا فيها الأسى يتمدّدُ
وعجبت كيف أضالعٌ معدودةٌ
تحوي عظيما قلبه وتُحدّدُ
ولمست في يدك الطهور خشونة
من كسبها لعيالها تتخدّدُ
في مثلها جاء الحديث مبشرا
ليحبها الرحمن ثم محمدُ
من للضعيف إذا تعالى زجره
يلقي عليه من الكرامة أجوَدُ
من للفقير إذا انزوى في عفة
بصر الكريم علامة لا تجحدُ
من للخلائق إن رأى ضرا بها
يرمي إليها رحمة تتعدّدُ
من في الخفا صدقاته بحياته
ظهرت بعيد رحيله تتوجَّدُ
من للنخيل الباسقات تساقطت
رطبا على أرض كدمع يُفقدُ
واصْفرّت الأغصان في شجر ذوى
فقد الرعاية والعنايةَ ينشدُ
لو كل ميت حسب منزله ثوى
البدر قبرك في السما أو فرقدُ
فعساك بالرضوان تلقى خالقا
يغشاك منه سلامة لا تنفدُ
وعساك في الجنات تبسم ضاحكا
تحت الظلال على الأرائك ترفد
وعساك في روح وريحان تنا
م وفي السعادة والهنا لك مقعدُ
عمران المعمري
التعديل بواسطة: عمران المعمري
الإضافة: الأحد 2018/09/23 07:57:24 مساءً
التعديل: الاثنين 2018/09/24 04:33:58 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com