قِف لِلمَقَالِ فَمَا لِغَيرِكَ مِنبَرُ | |
|
| أَو لِلمَقَامِ سِوَاكَ يا سِبتَمبَرُ |
|
قِف لِلجَلَالِ فَمَا لِغَيرِكَ نَنحَنِي | |
|
| بَعدَ الإِلهِ جَلَالَةً ونُوَقِّرُ |
|
يا يَومَنَا الأَبَدِيَّ.. في الشَّهرِ الذي | |
|
| خُلِقَت لِتُوْصِلَنا إِليهِ الأَشهُرُ |
|
يا مَن أَعَدتَ إِلى السَّعيدةِ وَجهَها | |
|
| وعلى اليَمَانِيِّينَ لُحتَ فَأَبصَرُوا |
|
وأَقَمتَ لِلعَدلِ القِيامَةَ باعِثًا | |
|
| مَن في القُبُورِ تَقَطرَنُوا وتَحَجَّرُوا |
|
وكَسَرتَ قَرنَ الظُّلمِ حتى حارَ مِن | |
|
| يَدِكَ المُبَارَكَةِ الزَّمانُ الأَبتَرُ |
|
وأَمَتَّ يَومَ وُلِدتَ عَهدَ أَئِمَّةٍ | |
|
| والمَوتُ كالمِيلادِ لا يَتَكَرَّرُ |
|
لَو قِيسَ عَهدُهُمُو بِعَهدِكَ بَعدَهُ | |
|
| كُنتَ الجِنَانَ وكان ما لا يُغفَرُ |
|
|
يا أَكثَرَ الثوراتِ مَعرِفَةً بِما | |
|
| يَشفِي الصُّدُورَ مِن الطُّغاةِ ويَثأَرُ |
|
كالدِّينِ ثُرتَ على الضَّلالِ بِسِتَّةٍ | |
|
| أَركَانُهُنَّ تَحَرُّرٌ وتَحَضُّرُ |
|
لَولا العَقِيدةُ كُنتَ أَنتَ صَلاةَ مَن | |
|
| حَمَلُوا الرُّؤوسَ على الأَكُفِّ وجَمهَرُوا |
|
ومَضَوا بِعَزمِكَ ثائِرينَ كَأَنَّما | |
|
| يَنهَى بِنَهيِهمُ القَضَاءُ ويَأمُرُ |
|
دُفَعٌ مِن السِّوَرِ الطِّوَالِ يَؤُمُّهُم | |
|
| وَطَنٌ بِكُلِّ دَمٍ هَوَاهُ مُعَسكِرُ |
|
يَتَدَافَعُونَ.. ولِلخُطُورَةِ حَولَهُم | |
|
| شُهُبٌ مُذَنَّبَةٌ ورِيحٌ صَرصَرُ |
|
ويُعانِقُون المَوتَ دون تَحيةٍ | |
|
| إِن الهُرُوبَِ مِن الخُطُورَةِ أَخطَرُ |
|
عَجِبَ المُحَالُ لهُم فَسَارَ وَرَاءَهُم | |
|
| قَلِقًا.. يُقَدِّمُ خُطوَةً ويُؤخِّرُ |
|
وتَلَاقَتِ الفِئَتانِ.. هذا ظالِمٌ | |
|
| صَلِفٌ وهذا ثائِرٌ ومُثَوِّرُ |
|
لا صَوتَ يَومَ الثَّأرِ يَعلُو صَوتَ مَن | |
|
| صَدَأُ القُيُودِ على يَدَيهِ مُزَمجِرُ |
|
يَرنُو الطُّغاةُ إِليهِ وهو إِلى غَدٍ | |
|
| يَرنُو بِهِمَّةِ قادَرٍ لا يُقهَرُ |
|
دَمُهُ يَحِنُّ إِلى التُّرَابِ ورُوحُهُ | |
|
| سُحُبٌ يَطِيرُ بِهِنَّ شَوقٌ أَكبَرُ |
|
ماذا على المَظلُومِ حِين يَجِفُّ مِن | |
|
| طُولِ البُكَاءِ أَمَامَ مَن لا يَشعُرُ؟! |
|
ماذا عليهِ سِوَى انتِفاضٍ غاضِبٍ | |
|
| يَلْوِي ذِرَاعَي آكِلِيهِ ويَنحَرُ |
|
|
يا أَيُّها القَدَرُ الذي انبَعَثَت بِهِ | |
|
| صَنعاءُ واتَّحَدَ السَّحُولُ ولَودَرُ |
|
وهَوَى الظَّلامُ مُضَرَّجًا بِدَمائِهِ | |
|
| وكَأَنَّ لِحيَتَهُ غُرابٌ أَحمَرُ |
|
وتَهَادَت البُشرى مُجَلجِلَةً: لَقَد | |
|
| حَمَلَ الإِمامُ عَصَاهُ والمُستَعمِرُ |
|
أَنَّى لِمِثلِكَ أَن يَمُوتَ بِصَرخَةٍ | |
|
| أَو أَن يَنالَ سَنَاهُ ليلٌ أعوَرُ |
|
أَنَّى لِمِثلِكَ أَن تُطالَ سَمَاؤُهُ | |
|
| بِيَدٍ تَطُولُ مَعَ الرِّياحِ وتَقصُرُ! |
|
ذَهَبَ الزَّمَانُ وأَهلُهُ وتَسَاقَطَت | |
|
| كُلُّ العُرُوشِ وأَنتَ حَيٌّ تُذكَرُ |
|
اليَومَ نُدرِكُ كَم لِفَضلِكِ مِن يَدٍ | |
|
| عِندَ البِلادِ وكَم أَيَادٍ تُذخَرُ |
|
اليَومَ نُنشِدُ خَاشِعِينَ.. ولِلأَسَى | |
|
| في القَلبِ أُغنِيَةٌ تَئِنُّ وخِنجَرُ |
|
لا عُذرَ نَحمِلُهُ إِلَيكَ فَكُلُّنا | |
|
| فِيما أَصَابَكَ مُذنِبٌ ومُقَصِّرُ |
|
لكننا سَنُفِيقُ بَعدَ سُبَاتِنا | |
|
| هِمَمًا يُخَامِرُهُنَّ ما لا يَخطُرُ |
|
قَسَمًا بِرَبِّ تهامةٍ وعُدَينةٍ | |
|
| إنا سَنُبعَثُ، والظلامُ سَيُقبَرُ |
|
ولَسَوفَ يَرجِعُ لِلسَّعِيدَةِ وَجهُها | |
|
| وعلى الغُبَارِ يُغِيرُ يَومٌ أَغبَرُ |
|