عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > محمود المشهداني > بوحٌ (كرخيٌّ)..بطعمِ ونكهةِ (الرصافة)

العراق

مشاهدة
626

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بوحٌ (كرخيٌّ)..بطعمِ ونكهةِ (الرصافة)

إلى بغداد حمامتي الطائرة بجرحها
::::
ما بينَ انيابِ الذئابِ العاوياتِ الصارخاتِ
سكنتْ غزالة
لم تزل تجري كهائمْ
مافوقَ اغصانِ الصنوبرِ في الدجى..
ناحتْ حمامة دجلةٍ
للهِ من بينِ الحمائمْ
وعلى رموشِ الليلِ
سحّتْ غيمةُ الاحزانِ
فابتلّ الجوى
بنداوةِ العينينِ
اسكرها الهوى..
حتى الثمالة بالنوى
وتقولُ ما للكرخِ غطى أرضَهُ
حزنٌ كمثلِ الغيثِ ساجمْ
يتحركُ الوحشُ الرماديُّ الرؤى
يعوي باحشاءِ الربابة
والآهةُ المفجوعةُ النغماتِ
تاهتْ بين أرتالِ النوارسْ
من فوقِ شطآن الصبابة
أوَّاهُ يا زمنَ الردى
غزلانكَ الظمأى
بصحراءِ النوى..
مكدودةُ الخطواتِ.....تأكلها الهواجسْ
بين الاصابةِ والكآبة
او بين اطلالِ المعالمْ
هامتْ وهامتْ حولها
غزلانُها
وحمامُها
وتظلُّ ترقبُ فجرَها المأزومَ..
مابينَ الاراقمْ
للهِ
آهاتُ الحمامةِ..هاهنا
وأظلُّ بينَ هيامها
بينَ الهواجمْ
تلكَ الكواسرُ هاجماتٌ..
اواهُ من تلكَ الهواجمْ
يحفرنَ في جسدِ المدينةِ بالنيوبِ وبالاظافرْ
ويرمنَ خدشَ مدينتي
أواهُ يا أمَّ العواصمْ
بغدادُ يا قمرَ العواصمْ
يا عطرَ تاريخِ العروبةِ
والمكارمْ
أنتِ الغزالةُ شبهها
أنتِ الحمامةُ ودعها
أنتِ الهيامُ لكلِّ هائمْ
راحتْ حماماتُ الرصافةِ فوقَ صوبي دجلتي
وحمامتي
البيضاءُ
طارتْ
لمْ تزلْ تعلو المناظرْ
وتراقب الجوَّ المدمى تحتها الغزلانُ
لا تدري المخابرْ
هذي تطيرُ ككلِّ طائرْ
هذي تروحٌ بغير حافرْ
ومدينتي
أمُّ امدائنِ كلها
جرحٌ يروحُ بها فتختلطُ المشاعرْ
راحتْ حمامتُها هنا
وهنا مضتْ
وهنا ترامى ريشُها
كدماءِ اهلي
بدماءِ هاتيكَ الحرائرْ
بدماءِ اشياخي الاكابرْ
بدماءِ من ذبحوا على الصوبينِ من وسطِ المنائرْ
هو ريشُها وبياضُهُ
كالجرحِ غائرْ
هو صوتُها وهديلُها
قدْ صارَ بوحاً بابلياُ
هادراً وسطَ الهوادرْ
ريشٌ تخضبهُ دماء لم تزل تجري مخضبةَ المناظرْ
والمخابرُ بالكواتمْ
وتسيرُ حينَ تسيرُ هاتيكَ الغزالةُ في الضحى
عينٌ على شطآنِها
عينٌ على انسانِها
عينٌ تطاردُها الورى
ليستْ تطيرُ
وانما
تمضي وذئبٌ قد مضى
ليعضها
متربصاً
ذئبُ الغضى كم رامَ كرخي بالردى
وشرارةٌ طارتْ بها من عينهِ
بعيونِها..
ومدامعٌ
بعيونها
مما رأتْ
واستفقدتْ
من راحَ
في وجدِ الغضى
هل للغزالةِ من جوانحَ لو تطيرُ
والرعبُ
في طيرانِها
رعبُ الورى
من كلِّ افَّاكٍ وظالمْ
تبكي بشجوٍ بالهديلِ حمامةٌ
بغدادُها
ال... صارتْ كأطلالِ الرواحلْ
تشكو بصمتِ عيونِها
تلكَ الغزالةُ
مما جرى
في أرضِها
مذْ سادَ فيها اليومَ قاتلْ
كيفَ اجتماعُ الضدِّ
في أضدادِهِ
بغدادُ يا دارَ السلامِ
واليومَ عاديك المسالمْ
أيجوزُ أن يغدو بكِ الجلادُ
بينَ الناسِ يمضي
قائداً أو مثلَ حاكمْ
أيجوزُ انَّ الرجسَ يغدو
متربعاً فوقَ الأكارمْ
أيجوزُ ذبحُ حمامِكِ
أيجوزُ قتلُ غزالكِ
ذهبَ الغزالُ معَ الحمائمْ
وبقيتُ مرعى
للذئابِ
العادياتِ
الدامياتِ
الراكضاتِ
بلا قوائمْ
انا عاشقٌ لما ازلْ
وحبيبتي لما تزل
ومدينتي لما تزلْ
طارتْ هنا بسمائها كلُّ الحمائمِ في الازلْ
ومشتْ بها الغزلانُ
حتى صرنَ
مثلَ الريحِ ناشرةِ الحللْ
وحبيبتي
تمشي
كمثلِ غزالةٍ
وسطَ الحللْ
واليوم ابحثُ عن حمامةِ جيرتي
طارتْ وما طارَ الوجلْ
واليومَ ابحثُ عن غزالةِ رفقتي
هي علَّمتْ معنى الغزلْ
واليومَ ابحثُ عن حبيبةِ عاشقٍ
صيَّرتُها ربعَ الغزلْ
وجعلتُ وجنتَها الجميلةَ كالربى
وسطَ القبلْ
أينَ الحمائمُ
هلْ رحلنَ
بمن رحلْ
أينَ الغزالةُ
والغزالُ جميعهُ
لقدِ ارتحلْ
أينَ الحبيبةٌ
دارُها مثلَ الطللْ
ودموعُها
دمعُ الطللْ
وصفاتها
باقي الطللْ
بغدادُ
أين مدينتي
فهي الحمامةُ
والغزالةٌ
والطللْ
بغدادُ
فيها الحزنُ جاثمْ
كيفَ الغناءُ
لم تبقَ في صوتِ الحمائمِ
من طرائقَ للغناءِ
لم يبقَ في افواهِ هاتيكَ الغزالاتِ التي
أحببتهنَّ
سوى الخواءِ
كيفَ الغناءُ
ومدينتي قد ادمنتْ صوتَ البكاءِ
وحبيبتي
تحكي بدمعِ عيونها
بين النساءِ
وجسورُ دجلةَ
ساكتاتٌ
بضفافهنَّ
لا مقامٌ لا حداءُ
ما من صبى
ما من نوى
مامن حجازٍ
ما من غناءٍ
كيف السبيلُ الى الغناءِ
وبكاؤنا
صارَ الغناءَ
أصواتُ ثكلٍ نائحاتٌ في الصباحِ وفي المساءِ
وكلاب تعوي
والضجيجُ لها عواءُ
حتى خنازيرُ الخنا
صارتْ بديلاً للحمائمْ
في الغناءِ
وثعالبُ الصحراءِ
مطربةٌ
ينادي ذئبَها ذاك العواءُ
بغدادُ صارتْ كالمقابرِ
ذا صوتُها صوتُ البكاءِ
عشاقُها اهلُ البكاءِ
هو ليلُها
ليلُ البكاءِ
بغدادُ والدمعُ الذي اجريتُهُ
والعينُ
كم سحَّتْ بماءٍ
والقلبُ
قد اجرى الدماءَ على الدماءِ
والراحلونَ
السائرونَ
أخذوا أفانينَ الغناءِ
من كلِّ مَن للبوحِ ناظمْ
تمضينَ مثلَ حمامةٍهدلَتْ على شجرِ الأراكِْ
تَحْنينَ مثلَ غزالةٍ ترنو إليكَ بِمَن يَراكِ
تحكينَ مثلَ حبيبتي ومَن الحبيبةُ إذ سِواكْ
يا أجملَ الملِكاتِ في مدُنٍ
تحلَّتْ بالمعالِمْ
ديوانُ شعري انتِ يا بغدادُ
يا معنى القصائدْ
يا لفظ حرٍّ قالهُ
أهلُ المقاصدْ
يا شعرَ أهلِ الضادِفي وجدانهمْ
أنتِ القصيدةُ والقصائدْ
أنتِ الحمامةُ والهديلُ
غناؤهُ أحلى القصائدْ
أنتِ الغزالةُ
حسنُها وحلاتُها
وجمالُها ابهى القصائدْ
أنتِ التي أحبَبْتُها ونظمتُها
وكتبْتُها
وجعلتُها ديوانَ شِعرٍ للمكابدْ
وجعلتُهُ للشِّعرِ خاتمْ
أنا ذلك المذبوحُ
مثلَ حمامةٍ
في الكرخِ
ناحتْ لم تَطِرْ
مثلَ الغزالةِ لم تَسِرْ
مثلَ الحبيبةِ تصطبِرْ
أنا ذلكَ المخنوقُ في وسطِ الوَتَرْ
مثلَ اختناقِ الغيثِ في
غيماتِهِ
والجوُّ بالأحزانِ غائمْ
أنا عاشقٌ غنّى لغزلانِ الرُّبا
غنّى لكلِّ حمامةٍ كرخيّةٍ
سرَتِ الغداةَ بِمَن سرى
غنّى لخدِّ حبيبةٍ كرخيّةٍ
هوَ خدُّها خدُّ المها
أنا جسرُ بغدادِ الذي
كم أنَّ مِمّا قد جرى
فيما جرى
أنا كرخُها
ورصافةٌ فيها عيونٌ لِلمها
أنا صوْبُها
مَن مثلُ صوْبَيْها هنا
صوبٌ كمثلِ حمامةٍ
صوبٌ كمثلِ غزالةٍ
صَوْبٌ تبدّى ها هُنا
غنّى
ومثلي في غنائي كالحمائمْ.
أحكي أُجاري الحاكياتِ
حكايةً لا تنتهي
أبكي بكاءً في الحشا
لن ينتهِ
وأقولُ أينَ مدينتي
بسؤاليَ المملوءِ حزْناً
في الفؤادْ المشبهِ
المتشبهِ
إنّ الحزينَ اليومَ
في الصوبينِ هائمْ
تتناقضُ الشّعراءُ في أوصافِها
تتناقضُ المدنُ الحبيبةُ
بالهوى
مثلَ الحمائمِ ناظراتٍ
في هوى أعطافِها
مثلَ الحبيبةِ في الهوى
تمشي بكلِّ حلاتِها
وبحُسنِها
وجمالِها
تختالُ بينَ ضِفافِها
مثلَ الغزالةِ لم تزلْ
تمشي على أخفافِها
مثلي أنا في حيرتي
بمدينتي
بغدادُ داري والقصيدةُ في يدي
تُتلى على أعرافِها
والشاعرُ المذبوحُ قائمْ
هوَ دمعُ عيني بالهوى
والحزنُ سارٍ لِلنّوى
هوَ جرحُ قلبي والجوى
وأنا حمامةُ كرخِها
قد صادها الصيّادُ يوماً وهيَ التي ما كان يوماً
ليصيدَها
الصيّادُ
إلّا في غمامهْ
هو دمعُ عيني
ليسَ تعرفُهُ الغزالةُ
والحمامةُ لا ولا
يدريهِ كلُّ السّانحينَ برحلِهمْ
عن
كرخهمْ
بينَ الأيامِنِ والأشائمْ
أنا وسطَ حزنِ قصيدتي
جُرحٌ عراقيُّ الدّمِ
نزفُ المواجعِ
من دمي
بغدادُ تجري في دمي
وحبيبتي وغزالتي
وحمامتي وربابتي
فيضُ الدّمِ
اللونُ مِن لونِ الدّمِ
والريحُ مِن ريحِ الدمِ
وتناقضي كدمٍ تناثرَ من دمي
مَن مثلَ بغدادَ الغداةَ مدينةً
كانت كبدرِ سمائها
واليوم حمراءُ المناظِرِ كالدّمِ
غزلانُها جُرحتْ فسالتْ كالدّمِ
وحمامُها اصطبغتْ بألوانِ الدّمِ
والعاشقاتُ توزّعتْ
مثلَ انحدارٍ للدّمِ
وأنا بوسط ِ قصيدتي
أحكي كما يحكي دمي
أحكي كما يحكي دمي
وحكايتي مثلُ الظّلامِ لترتمي لا تحتمي
في كرخِ بغدادي دمي
واللونُ وسطَ سمائها
كالليلِ قاتِمْ
محمود المشهداني
التعديل بواسطة: محمود المشهداني
الإضافة: الأربعاء 2018/10/03 11:39:43 صباحاً
التعديل: الخميس 2018/10/04 07:14:35 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com